أمّ كلثوم - رقيّة
أمّ كلثوم في الأصل كُنْيَة.. لكن ماذا تعرفون عن معناه؟
ما أُمُّ كُلثومَ والأسماعُ صاغِيَةُ
إلّا النٍعيمُ لأرواحٍ وأذهانِ
إذا شَدَت تُنصِتُ الدُنيا لنٍغمَتِها
في مِصرَ في الشامِ في أرجاءِ لُبنان
طارت مِنٍ النيلِ نحوَ الشَرقِ فابتَسمت
مَرابِعُ الشَرقِ مِنْ قاصٍ ومِن دانِ
هذه الأبيات من قصيدة للشاعر اللبناني أمين تقِيّ الدين (1884 - 1937) يُعرِب فيها عن إعجابه بالسيدة أُمّ كُلثوم كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي (1898-1975).
ولا تزال هذه المطربة المصرية متربّعة على عرش الطرب والغناء في دنيا العرب، على الرغم من انقضاء أكثر من ثلاثة عقود على وفاتها.
وقد نُظمت قصائد عديدة في مدحها والثناء على أدائها الغنائي الرائع. منها قصيدة للأديب اللبناني المهجري جبران خليل جبران يقول فيها:
أتَشدو أُمُّ كَلثومٍ وفِينا
طَروبٌ لا يُرى كصَريعِ دَنِّ
لها نَبَراتُ صَوتٍ تَستَبينا
إذا عَجَلتْ وتُصْبي في التَأنّي
فدَوحُ الأرزِ مُصغٍ مِن ذُراهُ
وبُلبُلُ مِصرَ في الوادي يُغَنّي
وآُمُّ كَلثوم اسمُ علم مؤنّث هو في الأصل كُنْيَة. والكُلثوم صفةٌ تطلق على من كثر لحم وجهه وخدّيه. فكأن أم كُلثوم هي صاحبة هذا الوجه المُكتَنِز باللحم. يقال: كَلثَمَ الوجهُ يُكَلثِمُ ،كَلْثمةً، إذا كثُر لحمُه واجتمع من دون جهامة، فهو وجهٌ مُكَلثَم. وفتاة مُكلثمة، أي حسنة دوائر الوجه.
والكُلثوم أيضاً: الفيل، ربما سُمّيٍ بذلك لكثرة لحمه واكتنازه.
وسمّت العرب الرجل باسم كُلثوم. وهو اسم والد الشاعر التغلِبي والفارس الجاهلي عَمرو بن كُلثوم قاتل الملك عَمرو بن هند .وقد نظم في قتله الملك قصيدة طويلة من المُعلقات كان بنو تَغلِب يُعظّمونها يرويها صِغارهم عن كبارهم وقد هجاهم بذلك بعض خصومهم من بني بكر بن وائل فقال:
ألهى بني تَغلبٍ عن كلِّ مٍكرُمةٍ
قصيدةِ قالَها عمرو بنُ كُلثومِ
يَروَونها أبداً مُذ كان أوّلُهم
يا للرِجالِ لِشِعرٍ غيرِ مَشؤومِ
وأمّا إطلاق اسم أمّ كُلثوم على المولودة فالمعروف أنه من قبيل التَيَمُّن بِأمّ كُلثوم بنت رسول الله التي تزوّجها عُثمان بن عَفّان بعد وفاة أختها رُقَيَة التي كانت زوجته.
واسمُ رُقَيّة مأخوذ من الرُقية بصيغة التصغير. والرُقيَةُ هي التعويذة، وهي أن يستعان بكلمات أو عبارات نطقاً أو كتابة على ورقة أو خِرقة ويراد بها شفاء من يُرقى بها من مس أو جنون أو عارض نفسي كما يعتقدون. يقال: رقاه،يرقيه، رُقياً، ورُقيةً.فهو راقٍ.
وعلى ذلك قول جميل بن مَعمر المعروف بجميل بُثٍينة نسبة إلى حبيبته:
هِيَ السِحرُ إلاّ أنّ للسحر رُقيةً
وإنّيَ لا أُلفى لها الدَهرٍ راقِيا
وكثيراً ما يرد اسم رُقَية في الشعر العربي باعتباره من أسماء عرائس الشعر.من هؤلاء عُبَيد الله بن قيس الرُقَيّات سمي بذلك لأنه تغزّل بثلاث نِسوة كلهن يحملن اسم رُقيّة. وله في إحداهنّ قصيدة جاء فيها:
قالت رُقَيّةُ: فيمَ تَصرِمُنا؟
أرُقَيُّ ليس لِوجهِكِ الصَرْمُ
تخطو بِِخِلخالٍينِ حَشوُهما
ساقانِ مارَ عليهما اللحمُ
يا صاحِ هل أبكاكَ مَوقِفُنا
أم هل علينا في البُكا إثمُ؟