مشعل من غزة: آن أوان الوحدة الوطنية

خالد مشعل يشيد بمصر على وجه الخصوص واصفا إياها بأنها "سندنا"، ويهاجم الرئيس السوري ويقول إنه بعد نصر غزة آن الأوان لطي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية.

حماس تقول إن 500 ألف شخص حضروا المهرجان الذي استمر أربع ساعات في الهواء الطلق

ألقى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كلمة صارمة السبت أمام تجمع حاشد أثناء زيارته الأولى لغزة بعد عقود قضاها في المنفى قال فيها إنه لن يعترف أبدا بإسرائيل متعهدا بأنه "لا تنازل ولا تفريط بأي شبر أو جزء" من أرض "فلسطين".

واحتشد عدد كبير من أنصار حماس الذين يلوحون بالأعلام في مدينة غزة لسماع كلمته الحماسية في حدث أقيم بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.

ولد مشعل في الضفة الغربية عام 1956 ولكنه قضى معظم سنوات حياته في المنفى قبل أن يصل إلى غزة يوم الجمعة. وتأتي زيارة مشعل بعد أسبوعين من معركة استمرت ثمانية أيام بين إسرائيل وحماس وانتهى باتفاق تهدئة.

وقال مشعل أمام الحشد "فلسطين من نهرها إلى بحرها من شمالها إلى جنوبها أرضنا وحقنا ووطننا لا تنازل ولا تفريط بأي شبر أو جزء منها."

وأضاف "ما دامت فلسطين لنا أرض العروبة والإسلام لا يمكن أن نعترف بشرعية احتلال إسرائيل.. لا شرعية للاحتلال لا شرعية لإسرائيل مهما طال الزمن فلسطين لنا لا للصهاينة."

وقالت حماس إن 500 ألف شخص حضروا المهرجان الذي استمر أربع ساعات في الهواء الطلق. ولم تتوافر تقديرات لعدد المحتشدين من مصادر مستقلة.

وهتف أنصار حماس قائلين "خالد مشعل يا حبيب.. جيشك ضرب تل أبيب" في إشارة إلى الحرب القصيرة التي نشبت في الآونة الأخيرى وأطلقت فيها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس للمرة الأولى صواريخ على أكبر مدينة إسرائيلية والتي تبعد مسافة 70 كيلومترا عن الساحل وعلى مدينة القدس.

ومن بين الهتافات التي رددها المحتشدون أيضا "يا قسام عيد الكرة واضرب حيفا هذه المرة".

وأعلنت حماس انتصارها في المواجهة القصيرة التي أسفرت عن مقتل 170 فلسطينيا وستة إسرائيليين معظمهم من المدنيين. وحضرت وفود من قطر وماليزيا وتركيا ومصر والبحرين التجمع الحاشد.

وأشاد مشعل بمصر على وجه الخصوص واصفا إياها بأنها "سندنا". وهاجم مشعل الرئيس السوري بشار الأسد الذي شن حملة قمعية دموية على انتفاضة مناوئة له في البلاد.

وقال مشعل الذي ترك منزله في سوريا في وقت سابق العام الجاري بعد اختلافه مع الأسد "حماس لا تساوم على المبادئ ولا تفرط بالقيم بالتالي لا تؤيد سياسة أي دولة أو أي نظام يخوض معركة دموية مع شعبه."

وينظر إلى مشعل على أنه أكثر اعتدالا من مسؤولين كثيرين في حماس ورغم أنه ملتزم بالنهج المتشدد للحركة تجاه إسرائيل إلا أنه طرح فرصة للمصالحة مع حركة فتح الفلسطينية المنافسة التي تتولى السلطة في الضفة الغربية.

وقال مشعل "بعد نصر غزة آن الأوان لطي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية."

وفي تحذير آخر لإسرائيل تعهد مشعل بتحرير الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل مشيرا إلى أن حماس ستحاول خطف جنود إسرائيليين بغرض استخدامهم في عمليات تبادل الأسرى.

وكانت إسرائيل أطلقت سراح 1027 فلسطينيا من سجونها العام الماضي مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسره نشطاء فلسطينيون عام 2006 واحتجزوه في مكان سري بغزة لما يزيد على خمسة أعوام.

ولا يزال آلاف الفلسطينيين متحتجزين في إسرائيل بينهم كثيرون يواجهون اتهامات "بالإرهاب".

وقال مشعل وسط هتاف الحشد الضخم الذي توافد لرؤيته "لن يطيب لنا مقام حتى نحرر الأسرى.. والطريق الذي حرر بعض الأسرى هو ذات الطريق الذي سنحرر به بقية الأسرى."

اخترنا لك