رحلة سفينة «لطف الله 2» لم تنته بعد
في نيسان الماضي، ضبط الجيش اللبناني سفينة محمّلة بالسلاح كانت متجهة إلى مرفأ طرابلس. الجديد اليوم، طلب قاضي التحقيق العسكري تزويده بمعلومات عن مستجدات التحقيق في ملف السفينة "لطف الله 2" التي يقال إن حمولتها كانت متجهة إلى المعارضة السورية.
قفز إلى المشهد الأمني اللبناني من جديد ملف الباخرة "لطف الله 2" التي ضبطت قبل أشهر محمّلة بالأسلحة. وبعد جمود التحقيق في القضية نحو خمسة أشهر، حّرك القضية من جديد قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا الذي طالب تزويده بمستجدات التحقيق فيها. وفي هذا السياق كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عما قالت إنه "محضر التحقيق الذي أجرته الشرطة العسكرية في ملف «لطف الله 2»، التي انطلقت من ليبيا، مروراً بمرفأ مصري وآخر تركي، وصولاً إلى طرابلس في لبنان".
وفي تفاصيل الرواية، "أنه تم لقاء بين السوري حسين ش. الذي يعمل في السعودية بالمخلّص الجمركي السوري في مرفأ طرابلس مطاوع ر. في جدة. وخلال اللقاء، تذرع حسين بنقل مواد غذائية إلى لبنان بغية توزيعها على النازحين السوريين، طالباً مساعدته. فاتفقوا على شحنها في مستوعبات عبر البحر. واتّفق معه على أن يتولى مهمة إجراء المعاملات وإخراجها من مرفأ طرابلس". وبحسب "الأخبار" فإنه لم يلبث أن "كشف أبو جندل، وهو أحد رجال حسين، لمطاوع أن الشحنة التي ينوون إرسالها تتألف من ثمانية مستوعبات، لكنها تحتوي على أسلحة وذخائر، لا على مواد غذائية، فوافق الأخير بعد الإتفاق على مبلغ بقيمة 65000 دولار أميركي مقابل ذلك".
وبعد الإتفاق على نقل الأسلحة، راحوا يحضرون طريقة النقل، وهنا تشير الصحيفة إلى أنه "تم توضيب السلاح في المستوعبات، فكانوا يضعون زيوت المحركات في مقدمة المستوعبات، ويُخفون الأسلحة والذخائر في الداخل". وبعد اتفاقهم على نقل ثماني حاويات نقل ثلاثة فقط لعدم قدرتهم تأمين الكميات اللازمة من زيوت المحركات. واتجهت "لطف الله 2" بعد ذلك نحو ليبيا، وحملت المستوعبات الثلاث، متجهة نحو ميناء الاسكندرية، ولم يكن أحد من ركّاب السفينة حينها يعلم أن الشحنة تحتوي على أسلحة. من ثم وصلت الباخرة الى مصر بعد أربعة أيام، ثم توجهت إلى تركيا لتصلها في الرابع عشر من نيسان/ أبريل الماضي وهناك رست نحو عشرة أيام، قبل أن تتوجّه نحو لبنان.
وبحسب المعلومات الواردة في الصحيفة فإن "مهمة مطاوع كانت تأمين المستوعبات الحديدية على متن الباخرة وتخليص معاملاتها القانونية داخل المرفأ وإخراجها، ثم نقلها بواسطة شاحنات، بالتعاون مع كل من أبو حسن (مساعد حسين) وأبو جندل لتسليمها لـ"أبو كرمو" أحد المهربين الناشطين في "الثورة السورية" الذي سيسلمها بدوره إلى مجهول بعد اجتياز حاجز دير عمار".
وبدأت بعد ذلك الإتقافات على المبالغ المالية التي سيتقاضاها المسؤولون عن عملية نقل الاسلحة والعاملين والمساعدين معهم لقاء "أتعابهم". إلى أن "دخلت السفينة مرفأ طرابلس لتبدأ عملية تخليص الأوراق". وبعد وصول دورية تابعة للقوات البحرية في الجيش اللبناني، التي طلبت من القبطان والركاب الركون في مرفأ سلعاتا ليتم إفراغ الباخرة من محتوياتها، استطاع عناصر المخابرات بعد فض أختام الرصاص الليبي عن أحد المستوعبات، الكشف عن أربعة صفوف من زيوت المحركات، تليها ألواح خشبية تخفي خلفها أسلحة وذخائر.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم المشتبه فيهم والمتورطين في ملف شحنات السلاح المهرّبة على متن «لطف الله 2»، كانوا ينشدون الكسب المادي والربح لأهداف تجارية محضة، ولم يكن عملهم نابعاً من إيمان بثورة أو غيرها، بحسب ما أدلوا به من اعترافات.