ما هو مصير بعثة المراقبين؟
تنتهي مهمة بعثة المراقبين في التاسع عشر من الشهر الجاري وتسبق هذا الموعد جلسة لمجلس الأمن لتقرير مصيرها بين التمديد أو عدمه.
لم يؤد التصاعد الشديد في مستوى العنف في سوريا فضلاً عن إستقالة المبعوث الدولي المشترك كوفي أنان إلى تليين المواقف في مجلس الأمن الدولي أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة وبدا الأفرقاء مختلفين أكثر من أي وقت مضى. وبرز هذا الإختلاف في مقاربة مهمة المراقبين الدوليين الذين يرحلون في التاسع عشر من آب/ أغسطس الجاري موعد نهاية ولايتهم الجديدة في حال لم يتم التجديد لهم في الجلسة التي ستعقد لهذه الغاية في السادس عشر من الجاري.
وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن "بلاده مستعدة لإعادة النظر في هيكلية بعثة المراقبين الدوليين في سورية"، مؤكداً أن "موسكو ترفض بشكل قاطع توقف عمل هذه البعثة" الأمر الذي تطالب به الدول الغربية.وقال تشوركين عقب جلسة مجلس الأمن المخصصة لطرح تقرير مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس، "لقد أبلغت مساعد الأمين العام، أننا بانتظار اقتراحات الأمين العام حول التواجد المستقبلي للأمم المتحدة في سورية".
واعتبر المندوب الروسي أن وفد الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي وضع نفسه في موقف صعب من خلال إعلانهم منذ فترة طويلة أنه يجب وقف عمل البعثة فيما هم غير قادرين على إيضاح الإستراتيجية التي تقف وراء موقفهم.
وأضاف "نحن مستعدون، ليتمكن الزملاء الغربيون من الحفاظ على ماء وجوههم، لتغيير تسمية البعثة وبشكل ما إعادة تشكيلها وإعادة النظر في أسلوب ترتيب وظائفها" مؤكدة ضرورة بقائها مع الحفاظ على جميع عناصرها العسكرية والإنسانية".
المندوب الفرنسي: الخلافات السياسية كبيرة جداً
من جهته أعلن مندوب فرنسا الذي يترأس حالياً مجلس الأمن جيرار آرو "أن مصير بعثة المراقبين الدوليين في سورية سيحسمه مجلس الأمن الدولي يوم 16 آب/ أغسطس الجاري، مشيراً إلى أن "تمديد تفويضها من جديد سيتطلب إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً بهذا الشأن".
وأشار المندوب الفرنسي إلى أنه ليس لأعضاء مجلس الامن رأي موحد بشأن تمديد أو عدم تمديد عمل البعثة. وقال إن "البعض يعتقدون أن البعثة قد نفدت أمكانياتها، فيما يرى الآخرون أنها يمكن أن تكون مفيدة"، معتبراً أن "الخلافات السياسية كبيرة جداً ولا يمكن تجاوزها".وأعرب آرو عن رأيه بأن البعثة لن تعمل بعد 19 آب/ أغسطس، مضيفاً "سنواصل العمل من أجل التوصل الى الاتفاق بشأن القضايا الانسانية".
وبالرغم من هذه الأجواء بدا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مصراً بأن الأمم المتحدة لم تقفد دورها السياسي. وهو قرر التشاور لتعيين مبعوث دولي خاص خلفاً لأنان.
وقال الناطق الرسمي بإسم بان مارتن نيزركي إن "الأمم المتحدة تبقى ملتزمة بالسعي من خلال الدبلوماسية لوضع نهاية للعنف وحل بقيادة سورية يلبي التطلعات الديموقراطية للشعب السوري".
وكانت فرنسا تراجعت عن عقد جلسة وزارية طارئة لمجلس الأمن الدولي وأرجأت النظر فيها ربما إلى نهاية الشهر الحالي، خشية المزيد من الإنقسام على هدفها. ورجح مندوبها أن يقتصر عمل تلك الجلسة، إن عُقدت، على تأمين ممرات إنسانية لنقل المساعدات. وأكد أن العمل ماض على مساعدة المعارضة على التوحد فضلاً عن تقديم مساعدات عسكرية "غير فتاكة" حسب تعبيره.