عودة حماس إلى إيران وسورية "متعثرة"

صحيفة "الأخبار" تتحدث عن مفاوضات لإعادة "حماس" إلى صفوف محور المقاومة قائلة إن ما هو مؤلم أكثر من ذلك الكلام عن شروط للقبول بتلك الحركة في دمشق. لكن الجراح عميقة وقد نزفت كثيراً خلال العامين الماضيين حتى استحال العلاج واحداً من اثنين: كيّ أو بتر.

من ضمن الشروط السورية لعودة حماس تحييد خالد مشعل عن المشهد العام للحركة

كتبت صحيفة "الأخبار" أن عودة "حماس" إلى محور الممانعة متعثرة، معتبرة أن "كلام الرئيس بشار الأسد حول هذه المسألة في أكثر من مناسبة خير دليل. كذلك الأمر بالنسبة إلى الجدل الذي رافق الحديث عن زيارة وشيكة لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لطهران، ما لبثت أن تعرقلت". وبحسب الصحيفة فإن أسباب الأزمة عديدة، بعضها مرتبط بـ"حماس"، وبعضها الآخر مرتبط بسورية وإيران. 

وبعد استعراض لواقع الحركة خلال العامين الماضيين على وقع صعود الإخوان المسلمين في مصر ثم إسقاط حكم الرئيس محمد مرسي وانكفاء الدور القطري، يقول كاتب المقال إيلي شلهوب إن محور المقاومة وجد نفسه في لحظة تاريخية أمام أمرين: إما ترك "حماس" لمصيرها، وهو خيار فيه هدية مجانية للمعسكر الآخر، لأن الأمر يتجاوز حركة سياسية ليلامس أقوى حركات المقاومة في فلسطين. أما الخيار الثاني فهو العمل على احتضانها وإعادتها إلى موقعها الطبيعي كقوة مقاومة. وهذا الخيار له مفاعيل تكتيكية في المنطقة يحاكي الرؤية المبدئية لقيادة محور المقاومة، التي تضع فلسطين وبيت المقدس في المقام الأول، وعداهما "كل شيء تفاصيل لا يجب التوقف عندها".

وينقل الكاتب أجواء العاصمتين السورية والإيرانية في ما يتعلق بهذا الموضوع، قائلاً إنه "جرت عملية جس نبض، توّجت بالزيارة الشهيرة للقيادي الحمساوي محمد نصر لطهران، وهو أجرى لقاءات على هامش قيامه بواجب التعزية لقائد فيلق القدس الحاج قاسم سليماني بوفاة والدته. في تلك الجلسة، جرى الإعراب عن نيّات "حماس" بالعودة إلى حضن إيران. رحّب الإيرانيون وبدأت اللقاءات بين الممسكين بالملف في محور المقاومة وبين كل من خالد مشعل وموسى أبو مرزوق في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية. كانت الغاية التوافق على التوقيت والإخراج والثمن".

يضيف شلهوب أن عودة "حماس" بالنسبة للإيرانيين مرغوبة لكن يبقى النقاش حول الكيفية، وهنا يستعرض الآراء التالية: رأي يرفض بالمطلق عودة مجانية لـ"حماس"، أصحاب هذا الرأي يريدون من الحركة أن "تكفّر عن سلوك" العامين الماضيين، وأن تفعل ذلك على الملأ. وهم هددوا بتنظيم تظاهرات إلى المطار لمنع مشعل من دخول طهران.

رأي آخر يقول بضرورة تجاوز "الشكليات غير المجدية" وكل ما يطلبه هؤلاء إجراء حماس "مراجعة"، وهو ما سمعه نصر من سليماني بحسب "الاخبار".

أما بالنسبة لدمشق فينقل الكاتب أن في سورية من يشير إلى أن التسوية تحتاج إلى مبادرات من قبل حماس مثل: 

ــ الإعتذار علناً من الشعب السوري عن كل الممارسات التي قامت بها ضده، وهذا يتضمن اعتذاراً عن رفع علم الانتداب الفرنسي على يد خالد مشعل في غزة.

ــ الإعلان عن تحييد نفسها عن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا. وهو ما عبّر عنه الأسد بأن على "حماس" أن تقرر إن كانت تريد أن تكون مقاومة أو "إخوان".

ــ تحييد خالد مشعل عن المشهد العام للحركة، تحت عنوان أنه لا يمكن المسؤول عن سفك دماء السوريين العودة إلى حضن سورية. 

لكن هناك مبادرات أخرى منتظرة من "حماس" وأساسها:

ــ سحب فوري لجميع مقاتلي الحركة من المعارك الدائرة في سورية.

ــ إقناع "إخوان سورية" برفع أيديهم عن المجموعات المسلحة والنأي بأنفسهم عن الحرب الدائرة في بلادهم.

ــ العمل مع القيادة التركية على وقف دعم وتسليح المجموعات الإرهابية في سوية.

ويقول الكاتب إن "الموقف السوري هذا يستند عملياً إلى اقتناع دمشق بأن رغبة "حماس" في العودة ليست نابعة من اقتناع بخطأ، أو أنها نادمة على ما فعلت وتريد استعادة موقعها السابق، بل ترى دمشق أن تلك الرغبة نابعة من حسابات مصلحية ضيقة، تبدأ من الحاجة إلى مأوى يقي قيادة الحركة شر الشتات الذي تعانيه، ولا تنتهي بالحاجة إلى ظهير قوي .. الأمر الذي يزيد من حذر دمشق التي لا يستبعد المسؤولون فيها تبدلاً جديداً لـ"حماس" بمجرد تغيّر الظروف الصعبة التي تعيشها في الوقت الراهن". وفي هذا السياق وضعت "الأخبار" ما لمّح إليه الأسد في مقابلته مع "الميادين" قبل أيام عندما أكد وجوب النظر إلى "السياقات" التي أملت على "حماس" رغبتها في المصالحة مع محور المقاومة.

اخترنا لك