المخطوفون السوريون ... ألمٌ مقيم

ملف المخطوفين السوريين يعد من الملفات الأكثر تعقيداً وألما، ألمٌ يصيب مخطوفين غيبوا لسبب ما حتى هم يجهلونه في ظل انعدام القانون وكثرة من يدعون الحاكمية ويحكمون باسم الدين.

والد حسين ينتظر أمام المنزل لعله يشاهد ظل ابنه آتياً من البعيد
كثيرة هي العائلات التي باتت قيد الانتظار الطويل، وربما اللامتناهي لمفقود أو مخطوف لا تدري أهو على قيد الحياة أم لا. مخطوفون منهم من استطاع النجاة كحال محمد من الأتارب بريف حلب الغربي. محمد السائق العمومي والأب المعيل لثلاثة أطفال خطفته "جبهة النصرة" بتهمة التخابر مع الدولة السورية.

التقيناه في إحدى بلدات عفرين، بعدما تركته الجبهة لعدم كفاية الأدلة بحسب قرار القاضي الشرعي في "النصرة"، لكن ما لبثت "حركة حزم" أن طالبت بإعدامه بجرم الخيانة فقرر الفرار هو وأسرته.

ويقول محمد أنه كان قد مضى ستة أشهر على اختطافه ولم يكن أحد من عائلته يعلم عنه شيئاً، " أسرتي تعذبت كثيراً".

والدة محمد تكلمت بحرقة قلب. كيف لا وهي التي أعالت الاسرة بغياب ولدها وبمساعدة حفيد لم يتجاوز الأعوام الثمانية.

وتتحدث أم محمد بالقول "شغّلت حفيدي عند ميكانيكي سيارات وأنا عملت في معمل".

أما حسين، بائع السندويش على أرصفة حلب، أراد البحث عن عمل آخر في دمشق ليحسن وضعه المزري. فهو المعيل الوحيد لأسرته ووالديه العجوزين على طريق دمشق حلب. فقد حسين ولم يظهر له أي أثر.

وتقول زوجة حسين" أنا عندي 3 أولاد. خرج زوجي للبحث عن عمل يعيلنا"، أما ابنه الصغير فيقول "أنا بدي بابا. اشتقت له كثيراً".  

والد حسين ينتظر أمام المنزل لعله يشاهد ظل ابنه آتياً من البعيد، وأطفال ملأ الحزن عيونهم وزوجة لا تدري ما العمل وأم فطر الحزن قلبها. تلك هي حال عائلة حسين. وهي غيض من فيض آلاف القصص التي خلفت جروحاً من الصعب نسيانها مهما طال الزمن.

 

اخترنا لك