في ذكرى حرب تشرين.. معركة التحوّل

هي حرب أكتوبر أو حرب عيد الغفران أو حرب تشرين، أياً تكن التسميات، غيرت هذه الحرب شكل الصراع العربي الإسرائيلي وأرست قواعد سياسية وعسكرية جديدة في المنطقة. عن حرب عام ثلاثة وسبعين في ذكراها الواحدة والأربعين.

الجيشان المصري والسوري شنا هجوماً جوياً مفاجئاً ضد إسرائيل
تمام الثانية من ظهر السادس من تشرين الأول/أكتوبر قبل واحد وأربعين عاماً باغت الجيشان العربيان السوري والمصري إسرائيل بضربة جوية شلت دفاعاتها، ذلك اليوم الذي صادف العاشر من شهر رمضان وعيد الغفران اليهودي سطرت أحداثه في صفحات التاريخ، فعلى جبهتين سطر جنود العرب ملحمة عسكرية من الجانب المصري دمر نحو ثلاثمئة ألف جندي خط بارليف الدفاعي الممتد بطول مئة وسبعين كيلومتراً على ضفة قناة السويس الشرقية.

خمسمئة مليون دولار كلف بناء هذا الخط على مدار ست سنوات، كلها تهاوت أمام خراطيم المياه التي سلطها الجنود المصريون على تحصيناته، قبل ان يتقدموا مسافة عشرين كيلومتراً في عمق شبه جزيرة سيناء بالتزامن. وعند ساعة الصفر انطلقت مئة طائرة مقاتلة سورية  لتهاجم مواقع المحتلين في الجولان، وألف فوهة مدفعية صبت نيرانها على المحتلين لتسعين دقيقة متواصلة إنهار خط الون الدفاعي الممتد بطول سبعين كيلومتراً تحت وطأة القصف السوري وإندفعت الدبابات السورية لتصل الى مشارف بحيرة طبرية بعد عبورها من قلب الجولان، متخطية قمة جبل الشيخ، تقهقر اسرائيل المدوي استدعى دعماً اميركياً سريعاً، أقيم جسر جوي بين القواعد الأميركية واسرائيل التي شنت هجوماً مضاداً شهدت سماء سورية معارك جوية اسقطت فيها المضادات العربية عشرات الطائرات المعادية، فيما تقدم الإسرائيليون لحصار مدينة بورسعيد المصرية عبر ما عرف بثغرة الدفرسوار.

بعد نحو أسبوعين صدر قرار أممي لوقف إطلاق النار رقمه 338، قبلت مصر به برغم المقاومة الشعبية الأسطورية لمدن القنال بورسعيد والسويس و الإسماعيلية، وبرغم إستعداد سوريا لحرب طويلة، دخلت الحرب الخاطفة مسارات سياسية وعسكرية مختلفة مذاك لكن الأكيد أنها أرست لتحول نوعي في الصراع العربي ضد الإحتلال.