خامنئي: سنرد حسب النوايا الأميركية
مرشد الثورة الإسلامية في إيران يقول إن بلاده لا تريد امتلاك أسلحة نووية، لكن إذا رغبت في ذلك فلا يمكن لأي قوة في العالم أن تمنعها، وصالحي يعبر عن تفاؤله بجولة المباحثات النووية المقبلة في كازخستان نهاية الشهر الجاري مذكرا أنه لا يمكن توقع النتائج.
نقلت وسائل إعلام عن مرشد الثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي قوله السبت إن الجمهورية الإسلامية لا تريد امتلاك أسلحة نووية لكن إذا رغبت في ذلك فلا يمكن لأي قوة في العالم أن تمنعها.
من جهتِه أوضحَ ممثلُ المرشد الاعلى في مجلس الأمن القومي الايراني حسن روحاني أنه من الممكنِ التوصلُ الى حلِ المشكلاتِ العالقة بين طِهرانَ وواشنطن، مؤكداً أن الولاياتِ المتحدة لا تريدُ أن تدخلَ في مواجهةٍ عسكرية معَ إيران بأيِ شكلٍ من الأشكال.
أما وزيرُ الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي فاعتبر أن الدعَواتِ الأميركيةَ المتكرِّرة للحوار معَ طِهران باتت ملموسةً ويمكن درسُها بإيجابية إذا تأكدت مِصداقيتُها.
وأشار صالحي إلى أن تعيينَ وزيرَي الخارجية والدفاع الأميركيَّين دليل ٌعلى تغييرٍ في السياسةِ الخارجية لواشنطن.الوزيرُ الايراني أكدَ اتفاقَ طِهران مع الوِكالة الدولية للطاقة الذرية على بنودِ اتفاق الاطار باستثناءِ كلمةٍ واحدة في بندٍ واحد، وأعرب عن أن يُحلَّ في الجولةِ المقبلة من المحادثات.
وقال مسؤولون إيرانيون في الماضي إن فتوى أصدرها خامنئي تحظر السلاح النووي ملزمة للجمهورية وقال الزعيم الأعلى مرارا إن إيران لا تسعى لامتلاك قنبلة ذرية.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية عن خامنئي قوله صباح السبت "نعتقد أنه ينبغي التخلص من الأسلحة النووية ولا نرغب في صنع أسلحة نووية".
وأضاف "لكن لو كنا لا نؤمن بهذا وقررنا امتلاك اسلحة نووية فلا يمكن لأي قوة الوقوف في طريقنا".
وقال خامنئي: "ليظهر الامريكيون انهم ليسوا متغطرسين، ولا يضمرون الشر للشعوب، ليظهروا ان كلامهم وعملهم منطقي، وأنهم يحترمون حقوق الشعب الايراني، وأنهم لا يشعلون نيران الفتنة في المنطقة، ولا يتدخلون في المسائل الايرانية كما فعلوا خلال الانتخابات الرئاسية عام 2009. اذا فعلوا ذلك سيلاحظون ان نظام الجمهورية الاسلامية يحب الخير والشعب الايراني شعب منطقي، هذا هو طريق التعامل مع ايران فقط لا غير".
وتابع "تسمعون الضجيج الامريكي حول دعوتهم ايران لحوار مباشر، هم يقولون تعالوا لنجلس ونقنع ايران بايقاف تخصيب اليورانيوم وصرف النظر عن الطاقة النووية. هذا هدفهم. هم لا يقولون تعالوا لنستمع لوجهات نظر ايران ونرفع العقوبات والضغوط عنها ونبتعد عن تدخلاتنا الامنية و السياسية. هذه مباحثات غير مجدية ولن تصل لأي نتيجة، لنقل ان ايران قبلت وبدأت الحوار مع امريكا، عندما يكون الهدف كذلك، فما هي هذه المباحثات؟ ايران لن تتنازل عن حقوقها".
كما أشار إلى أن الاميركيين يظنون أن الشعب الايراني يعاني من العقوبات وان الظروف والاوضاع في ايران باتت سيئة، الامر الذي سيدفع للقبول بالتفاوض معهم، هذا كلام غير منطقي ومترافق بالتهديد والاجبار، الشعب الايراني قام بثورته ليخرج من تحت سلطة اميركا فهل يحاوركم ليعود لتحت سلطتكم؟".
وأضاف "في مواجهة العقوبات المزعجة هناك طريقان، الشعوب الضعيفة تستسلم وتخضع، لكن الشعوب العظيمة كالشعب الايراني يعتمد على نفسه ويخرج ما يمتلكه من طاقات كامنة ويعبر مرحلة الخطر بشجاعة وهذا ما سيفعله".
ومن المقرر أن تعقد الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا محادثات مع إيران في قازاخستان في 26 فبراير/ شباط بشأن خلاف مستمر منذ نحو عقد من الزمن تسبب بالفعل في فرض أربع جولات من عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وفشلت محادثات منفصلة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الاسبوع الماضي في التوصل إلى اتفاق يسمح باستئناف تحقيق في أبحاث إيرانية يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية.
بدوره أعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن تفاؤله بجولة المباحثات النووية المقبلة في كازخستان نهاية الشهر الجاري مذكرا انه لا يمكن توقع النتائج أيضا.
وأوضح صالحي في تصريح له اليوم السبت انه لا بديل عن الحوار الا المواجهة التي لا نأملها و ستتعب الجميع حسب قوله مشددا على انه في حال عدم التوصل لاتفاق خلال المباحثات المقبلة فعلى الطرفين الاستمرار بالحوار و المباحثات حتى التوصل لاتفاق.
وحول جولة المباحثات الأخيرة التي جرت في طهران مع وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكد صالحي انه تم التوصل لاتفاق حول معظم بنود (اتفاق الاطار) الذي يتم العمل على انجازه بين الطرفين موضحا ان الخلاف المتبقي على كلمة واحدة فقط في بند واحد من هذا الاتفاق، معربا عن امله ان يتم التوصل لتفاهم حوله خلال الجولة المقبلة.