العراق في الصحافة الأميركية
"فورين بوليسي" تحذر الحكومة الأميركية من ميلها للتردد في الحسم وتعتبر أن سماحها للأطراف الأخرى بالقتال نيابة عنها في العراق أمر محفوف بالمخاطر، و"كريستيان ساينس مونيتور" تستعرض تداعيات تهديد داعش على الصراع الداخلي بين الحزبين الرئيسيين في أميركا.
-
الكاتب: الميادين نت
-
المصدر: صحف أميركية
- 1 تموز 2014
صحيفة تناولت "نيويورك تايمز" ما وصفته "الدروس" التي ينبغي على العراق التميز بها عن لبنان
افادت يومية
"فورين بوليسي" ان
عدد الجنود الاميركيين في العراق ارتفع ليبلغ نحو 1،000 جندي؛ اذ كُلّف نحو 470
بحماية السفارة الاميركية والطريق الواصل الى مطار بغداد الدولي؛ 90 عنصر
ملحقين "بقيادة العمليات المشتركة" في بغداد يعاونهم 90 عنصرا من
المستشارين العسكريين في اطار "مكتب التعاون الأمني" الملحق بالسفارة
الاميركية في بغداد.
واوضحت انه الى جانب القوات المذكورة
"هناك عدد من عناصر القوات الخاصة الذين لم تقر البنتاغون بعد بوجودهم علنا
منتشرين في بغداد ومناطق اخرى من البلاد، فضلا عن اعداد كبيرة من الطواقم المدنية
الملحقة بعدد من الاجهزة الحكومية، من ضمنها مكتب التحقيقات الفيدرالي، هم في
طريقهم الى العراق".
يومية
"ذي
هيل،"
المعنية بالشؤون اليومية للكونغرس، نقلت تحذيرا لقيام الولايات المتحدة شن غارات
جوية ضد اهداف داعش في العراق، ادلى به العقيد المتقاعد مايكل باربيرو، الذي مكث
نحو 4 سنوات في الخدمة العسكرية في العراق. وقال: "من العبث المراهنة على شن
غارات جوية معزولة، مهما بلغ حجمها ونطاقها، بأن تؤدي الى نتائج مغايرة للاوضاع
الجارية واحراز اهداف حاسمة." كما اعرب باربيرو عن رفضه القاطع للتعاون
الاميركي مع ايران لتهدئة الاوضاع الملتهبة في العراق قائلا "انها فكرة خاطئة
استراتيجيا."
بدورها حذرت يومية
"فورين بوليسي" الحكومة
الاميركية
من ميلها للتردد في
الحسم، اذ ان "سماحها (للاطراف) الاخرى بالقتال نيابة عنها (في العراق) أمر
محفوف بمخاطر عديدة.." اذ ان نية داعش التوجه للاردن "سيزيد من حدة الصراع
الراهن في كل من العراق وسورية وسيجعل الأمر اشد تعقيداً وكلفة .. (خاصة) وان
الحروب في سورية والعراق تدفع الولايات المتحدة إلى البقاء على الهامش حتى الآن ..
(بل) وفي ظل استعداد موسكو وطهران لتولي مهمة القضاء على داعش، من المحتمل أن تميل
واشنطن إلى البقاء خارج الصورة هذه المرة."
وزادت من تحذيرها لصناع القرار في واشنطن انه "ان تمكنت داعش من
اختراق الحدود الاردنية وانتهاك سيادة هذا الحليف الوفي، فمن المرجح ان يطالب
الكونغرس بالتدخل العسكري الاميركي .. وستطلق اسرائيل اجراس الانذار لذلك ويدفعها
للرد". واضافت ان "الولايات المتحدة لن تترك أهم حلفائها تقع فريسة
بمفردها في مثل هذه المعركة. ولكن هل يعني ذلك أن الولايات المتحدة وإسرائيل
ستحاربان (داعش) نيابة عن إيران وسورية."
صحيفة
"يو اس ايه توداي" حذرت من ناحيتها من
تداعيات اعلان داعش انشائه دولة الخلافة الذي "ينذر بولادة حقبة الجهادية العابرة للحدود .. وله
مؤيدين في الأردن وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء واندونيسيا والسعودية."
صحيفة
"كريستيان ساينس مونيتور" استعرضت تداعيات تهديد داعش على الصراع الداخلي بين
الحزبين الرئيسيين، اذ ان " 73% من قواعد الحزب الجمهوري تعتبره تهديدا للأمن
القومي الاميركي .. بينما اعرب 39% فقط من قواعد الحزب الديموقراطي عن مشاطرتهم
الرأي." واوضحت ان "الأمريكيين ربما يتفقون مع (الرئيس) أوباما عندما
أعلن عدم نيته إرسال عدد كبير من جنوده إلى سورية أو العراق، لكنهم لا يتفقون كثيراً
مع سياسته في الاستجابة للتقدم الذي حققته داعش في الدولتين .. (بل) يوجهون اصابع
فشل السياسة مباشرة الى الرئيس اوباما .. الذي مهدت سياسته الطريق لداعش للتجول
بحرية في العراق."
الازمة السياسية في العراق كانت محطة اهتمام
صحيفة
"نيويورك تايمز" التي
اعربت عن اعتقادها عن "احتمال وقوع الخيار على .. احمد الشلبي زعيما للعراق..
ذو التاريخ المشوه.. والذي حصل على ملايين الدولارات من وكالة الاستخبارات
المركزية .." موضحة انه "عاد للتردد ودخول السفارة مجدداً."
كما تناولت صحيفة
"نيويورك
تايمز" ما وصفته "
الدروس" التي
ينبغي على العراق التميز بها عن لبنان الذي "ما تزال آثار الحرب باقية عليه
بعد مضي ما يقرب من ربع قرن من الزمن." ومن بين الميزات التي يتمتع بها
العراق ذكرت ان " العراق يملك قيمة جيوسياسية كبيرة للغاية، فضلاً عن كونه
ثاني أكبر منتج للنفط .. اما الأحقاد في العراق فتجري على مستوى أعمق من لبنان،
ومن المحتمل أن يسفر الصراع هناك عن تداعيات عالمية .. كما أن لبنان يماثل العراق
أكثر من سورية، حيث بدأت جماعة الدولة الإسلامية حملتها للاستيلاء على الأراضي،
لأن العراق ولبنان هما من الديمقراطيات الوليدة التي تعترف بمبدأ تقاسم السلطة حتى
لو لم تكن تمارسه على نحو كاف .. (واللذان) يطمحان لتحقيق مستقبل مغاير تماماً
لماضي المنطقة - اي نضال من أجل تجاوز الهويات القائمة على القبيلة والعشيرة
والعرق والطائفة إلى هوية جديدة وطنية أوسع نطاقاً."
واختتمت الصحيفة بالقول "أثبتت تجربة
لبنان أن الحل النهائي للحروب دائماً ما يكون سياسياً، إذ انتهت الحرب هناك مع
تغييرات طفيفة على صعيد التوازن الداخلي للسلطة على الرغم من الخسائر الفادحة التي
نجمت عنها - وهو درس يجب أن يدركه العراق."