مصر: الاحتجاجات تتجه نحو التصعيد
الاحتجاجات والمواجهات مستمرة في مصر وتشير إلى التصعيد، والمعارضة تتحدى حالة الطورائ التي دعا إليها مرسي بالدعوة إلى الخروج للشوارع، وجبهة الإنقاذ ترد على دعوة مرسي للحوار بسلسلة شروط.
لم تهدأِ الاحتجاجاتُ في مِصر بل تشيرُ التطورات إلى أنها تتجهُ نحوَ التصعيد. الرئيسُ المِصري محمد مرسي أَعلنَ مساءَ امس حالةَ الطوارىِء في محافظاتِ القناة الثلاث، فاستكملتهُ الحكومة بقانونٍ يمنحُ القواتِ المسلحة سُلطةَ الضبطِ القضائي، ما يعني أنَ أفرادَ الجيش بإمكانِهِم القبضُ على المحتجّين بهدفِ إرساءِ الأمن.
المعارضة ردّت بدعوةِ أنصارِها إلى المشاركة في فَعَّاليات "اثنينِ الغضب" في معظِم المحافظات، وخصت بور سعيد والسويس والاسماعيلية بالتأكيد على تحدي قرارِ حَظر التَجوال والخروجِ الى الشوارع في الموعِد الذي حدَّدهُ الرئيسُ المِصري وهو التاسعة من مساء اليوم الاثنين.
آخِرُ التطوراتِ الميدانية تحدثت عن مقتلِ شخصٍ خلالَ مواجهاتٍ قربَ مَيدانِ التحرير في القاهرة. ووَفقَ مصدرٍ امني ٍفقد قضى القتيل برَصاصِ بندقيةِ صيد من دون تفاصيلَ إضافية.الاشتباكاتُ كانت قد تجدَّدت صباحًا بين قواتِ الأمنِ والمتظاهِرين على كوبري قصرِ النيل، وأطلقتِ الشرطة القنابلِ المُسيلةِ للدموع لتفريقِهم بعدما أشعلوا النيرانَ فى إطارات ِ بعض السيارات، كما اعتَقلت عددًا منهم قربَ فندق سميراميس.وفي محافظة ِالغربية اندلعتِ اشتباكاتٌ بين الشرطةِ والمتظاهرين أمامَ تجمُّعِ محاكِم طنطا.تأتي هذه المواجهات في أعقابِ ليلٍ دامٍ شهدت خلالَهُ معظمُ المحافظات تظاهراتٍ احتجاجًا على خطابِ الرئيس مرسي انتهت غالبيتُها بمواجهاتٍ مع القِوى الأمنية.
وتجددت الاشتباكات نهاراً بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين على كوبري قصر النيل بالقاهرة بعد ليلة من التظاهرات والصدامات في عدد من المدن المصرية.
وفي بور سعيد، أفاد مراسل الميادين عن استمرار التظاهرات والاحتجاجات بين مئات المصريين وقوات الشرطة بعدما أظهرت لقطات مصورة إصابةَ عددٍ من الشبان بعدَ إطلاقِ النار عليهم من مكانٍ تتمركزُ فيه الشرطة.واشار المراسل الى دفن جثث اربعة قتلى من اصل ثمانية سقطوا في مواجهات الامس وسط استعدادات لخرق حظر التجوال الذي فرضته السلطات بقرار رئاسي اعتبارا من التاسعة مساء بتوقيت القاهرة.
وبعد دعوةُ الرئيسِ المِصري الى الحوار، ردَّت المعارَضة بسلسلةِ شروطٍ أبرزُها تلكَ التي طرحتها جبهةُ الإنقاذِ الوطني التي تعدُّ أكبرَ تجمُّعٍ للمعارضة.ابرزُ هذه الشروط تحمُّلُ الرئيسِ المسؤوليةَ عن الأحداثِ الدامية، وتعهُّدُه تشكيلَ حكومةِ إنقاذٍ وطنيّ، إضافة إلى تعهُّدِه تشكيلَ لجنةٍ متوازِنة لتعديلِ الدستور.
وفيما قرَّرَ حزبُ "غدٍ الثورة" برئاسةِ أيمن نور المشاركة َفي الحوار، أعلن التيارُ الشعبيُ المِصري المعاِرض رفضَهُ لها.التيار وفي بيانٍ له أشارَ إلى أنه ضدُ القطيعة ومعَ الحوار الوطني البنّاء، غيرَ أنه يرفُض أن يشاركَ بحوارٍ معَ استمرارِ نزفِ الدم، وتواصُلِ ما وصفَها بـ"جرائمِ النظام" ضدَ المتظاهرين. كما اعتبر البيان أنَّ أيَّ دعوةٍ جادّةٍ للحوار تتطلَّبُ ضماناتٍ حقيقةً لنجاحِه أهمُها أنْ يقدِّمَ الرئيس حلولاً سياسيةً لا أمنية.