ملخص الصحف السورية 20-05-2014
بعد نجاح الاتفاق بين الدولة السورية والمجموعات المسلحة في أحياء حمص القديمة الصحف السورية تسلط الضوء على أهمية المصالحات وتسوية أوضاع المسلحين وبثينة شعبان تعتبر أن المصالحات الوطنية هي الحل الأساسي السليم لأنها تعبر عن نبض الشارع.
صحيفة الوطن: بعد نجاح الاتفاق بين الدولة السورية والميليشيات المسلحة في أحياء حمص القديمة واستكمال بنوده بشكل كامل، تم التوجه إلى حل جذري وتسوية عامة لحي الوعر والمنطقة الشمالية من ريف حمص آخر معاقل المجموعات المسلحة في محافظة حمص.
وحسب المصادر فإن هناك لقاءات مكثفة تدور يومياً بين الدولة السورية متمثلة بمحافظة حمص وبعض الجهات المختصة بالمدينة من جهة وبين ممثلين عن تلك الميليشيات المسلحة في حي الوعر والمناطق الشمالية بريف المحافظة.
وأبانت المصادر أن هذه اللقاءات التي تعقد يومياً للوصول لحل جذري لحي الوعر وتلك المناطق منها الرستن وتلبيسة والدار الكبيرة وتير معلة تتم بوجود وسطاء بين الطرفين من رجال دين ووجهاء من تلك المناطق ذاتها.
وكشفت المصادر أن تلك اللقاءات المكثفة قد باتت في نهايتها بعد الاتفاق على مجمل الأمور العالقة بين الطرفين، وأن تنفيذ الاتفاق ما هو إلا مسألة وقت فقط، كاشفة أن الأيام القليلة القادمة ستشهد تسوية أوضاع 400 مسلح من منطقة تير معلة بريف حمص الشمالي باعتبار هذه الخطوة بادرة لحسن النية من قبل الطرفين.
في حين بينت مصادر أخرى أن الميلشيات المسلحة في حي الوعر وتلك المناطق بريف حمص الشمالي قد أصابها اليأس وعدم الثقة بقياداتهم في الداخل والخارج لذا تحاول إيجاد مخرج لها بحلول مع الدولة السورية خاصة بعد استكمال كافة الاتفاقات التي حدثت مؤخراً والتزمت بها الدولة السورية بالكامل في إطار عمليات المصالحات والتسويات التي وجهت بها القيادة والحكومة السورية.
بدوره أكد محافظ حمص طلال البرازي في تصريح لـ«الوطن»: أن كافة الجهود مستمرة بكل الاتجاهات وتبشر بالخير، والمرحلة القادمة ستشهد فتح طريق عام حمص– حماة.
ميدانياً: ركز الجيش العربي السوري ضرباته على عدة مواقع وتجمعات للميليشيات المسلحة في ريف حمص الشمالي على العكس من الريف الشرقي لحمص الذي شهد يوم أمس هدوءاً تاماً.
وذكرت مصادر عسكرية في المدينة وريفها لـ«الوطن» أن وحدات من الجيش العربي السوري استهدفت بالوسائل النارية المناسبة لعدة مرات مواقع ومقرات وتجمعات للمجموعات المسلحة في كيسين وعيون حسين والغاصبية وتلدو بمنطقة الحولة، ما أدى لتدمير تلك المواقع والمقرات وإيقاع العديد من المسلحين بين قتيل ومصاب.
وفي جانب آخر سوت السلطات الأمنية المختصة بالتعاون مع لجان اللقاء الوطني أوضاع 25 مسلحاً من تلبيسة والدار الكبيرة وتير معلة بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم لها ليتم إخلاء سبيلهم على الفور بعد تعهدهم بعدم العودة لحمل السلاح أو المساس بأمن سورية ومواطنيها مستقبلاً.
أهالي دوما يتظاهرون ضد المجموعات الإرهابية
صحيفة تشرين: خرج الآلاف من أهالي مدينة دوما في تظاهرة ضد المجموعات الإرهابية التكفيرية في المدينة واقتحموا مقراتها، مطالبين إياها بالخروج من المدينة التي تئن تحت وطأة إجرامها وإرهابها.
وذكر أحد المشاركين في التظاهرة في اتصال هاتفي مع مراسلة «سانا» بأن أكثر من ثلاثة آلاف من أهالي دوما تجمعوا في الساحة الرئيسية أو ما تسمى «ساحة الغنم» في مركز المدينة مرددين بغضب وسخط شديدين أشد العبارات التي ترفض وجود المجموعات الإرهابية تحت أي مسمي، مطالبين بخروجها فوراً من دوما والغوطة الشرقية بكاملها، وأشار إلى أن المتظاهرين اقتحموا بالعصي مقر ما يسمى «الهيئة الشرعية» و«المكتب الاقتصادي» وحطموا محتوياتهما .
شعبان: المصالحات الوطنية الحل الأساسي السليم بين السوريين لأنها تعبر عن نبض الشارع
سانا: أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن المصالحات الوطنية في سورية هي الحل الأساسي السليم والصحيح بين السوريين لأنها تعبر عن نبض الشارع وتسبب الشعور بالارتياح والثقة.
وقالت شعبان في حديث لقناة المنار أمس إن جميع السوريين رابحون في المصالحات الوطنية لأنها ستجعل دم الشهداء أغلى وتضحياتهم أثمن وستقود سورية إلى الأمان والسلام وستجعل دورها عزيزا وكريما كما أراده الشهداء الذين ضحوا من أجلها.
وأوضحت شعبان أن السوريين يريدون النظر إلى الأمام وليس إلى الوراء وأن انتخابات رئاسة الجمهورية هي استحقاق دستوري واستمرارية وقوة لمؤسسات ودور الدولة وشعور للمواطن بأنه جزء فاعل ومشارك في هذه الدولة وإصرار منه على استكمال تحدي الحرب الإرهابية التي يتعرض لها.
وأضافت شعبان إن الأوضاع في سورية أفضل بكثير مما كانت عليه من قبل والدول الغربية التي تهاجم إجراء الانتخابات وتتدخل في الشأن السوري الداخلي وتدعم الإرهابيين ليست قلقة على نسبة المشاركة في الانتخابات بل قلقة من التحدي الذي يبرزه الشعب السوري لتثبيت دعائم الدولة وللانتصار على هذا العدوان المستمر منذ أكثر من 3 سنوات.
وأشارت المستشارة السياسية والإعلامية إلى أن الانتخابات لا علاقة لها بالعملية السياسية في جنيف لأن الحل السياسي الذي تريده الولايات المتحدة من جنيف هو تنصيب عملاء لها في سورية وتغيير هويتها السياسية كي تصبح ورقة بيدها وتحت السيطرة الجيوسياسية لها في حين أن الحل السياسي الذي تريده سورية هو التخلص من الإرهاب وأن تبقى دولة سيدة عزيزة قوية يحكمها شعب سوري مقاوم.
وبينت شعبان أن الذين جاؤوا إلى جنيف لحوار الوفد السوري هم عبارة عن أشخاص مدفوع لهم ومطلوب منهم أن يقوموا بهذا الدور مشيرة إلى أن الوفد السوري لم يفاوض هؤلاء بل فاوض أسيادهم الذين كانوا حاضرين في جنيف لإعطائهم التعليمات والأوامر.
ولفتت شعبان إلى أن المعارضة البناءة هي التي تسعى وتعمل من أجل وطنها وشعبها أما الذين يدعون أنهم معارضة خارجية فهم بنيوا وخلقوا في دوائر الاستخبارات الأمريكية ويتقاضون رواتبهم من الخارج ويقفون مع /إسرائيل/ ضد الدولة السورية متسائلة.. هل يوجد معارضة في العالم تطالب دولة ما بالعدوان على بلدها وشعبها... وهل يوجد معارضة مسلحة في العالم.
وقالت شعبان إن الموقف الأمريكي لا يفهم ولا يرى الأحداث إلا بالعين الإسرائيلية لأن للإدارة الأمريكية أولوياتها واستراتيجيتها في تفتيت المنطقة لمصلحة /إسرائيل/ والقضاء على المقاومة وخلق دويلات طائفية وعرقية تكون الدولة اليهودية قائمة بينها.
الولايات المتحدة والشأن السوري؟
صحيفة الوطن: مؤخراً قام وفد ما يُسمى «ائتلاف الدوحة» بزيارة للولايات المتحدة الأميركية برئاسة «أحمد الجربا»، وتزامناً مع هذه الزيارة، زفت إدارة الرئيس /أوباما/ «بشرى» لكل المعنيين بالشأن السوري، سواء كان ذلك إيجاباً أم سلباً، بأن المكاتب التمثيلية لائتلاف الدوحة في الولايات المتحدة الأميركية ستحظى بوضع جديد /أي وضع بعثة أجنبية/، وأنها أيضاً ستزيد من حجم دعمها العسكري لما سمته «المعارضة السورية» دون أن توضح أو تحدد ما هذه المعارضة، وهل تشمل جماعات أو منظمات اعتادت واشنطن أن تصنفها «جماعات إرهابية» مثل جبهة النصرة وغيرها، علماً بأن هذا التصنيف الأميركي لمثل هذه الجماعات شكلي كما تدل الوقائع على الأرض، ويأتي في إطار التضليل وخداع الرأي العام الأميركي والعالمي.
إن قيمة هذا القرار الأميركي بتسمية مكتب تمثيلي ما في واشنطن «بعثة أجنبية» لا يساوي شيئاً، وخير مثال على ذلك، هو أن الإدارة الأميركية سبق لها أن اتخذت قراراً قبل عشرين عاماً يقضي بترقية منظمة التحرير الفلسطينية إلى مرتبة «بعثة أجنبية»، ولكن ماذا قدمت هذه التسمية أو المرتبة الجديدة للقضية الفلسطينية خلال هذه السنوات العشرين؟
طبعاً، لم تقدم لها شيئاً يذكر، وهذا ما تؤكده أي قراءة متأنية وموضوعية لتعامل واشنطن خلال الفترة المذكورة مع قضية فلسطينية، أو بالأحرى يمكن أن يُسأل مسؤولون في السلطة الفلسطينية عن حصاد ترقية منظمة التحرير إلى مرتبة أو وضع «بعثة أجنبية».
كيف يمكن لعاقل أن يصدق أن الولايات المتحدة الأميركية يمكن أن تكون في يوم من الأيام داعمة للحرية والديمقراطية في أي بلد في العالم؟ من غير الطبيعي والمنطقي تصديق ذلك، فالولايات المتحدة، وعبر إداراتها المتعاقبة لا تبحث إلا عن مصالحها الخاصة وحماية أعز حلفائها وأقربهم إليها، أي «إسرائيل» ثم الحلفاء الآخرين.
وقد ترفع الولايات المتحدة شحناتها من الأسلحة /القاتلة/ إلى المجموعات الإرهابية المسلحة التي ترتكب الجرائم في سورية، وتتقاتل مع بعضها البعض، كما يجري بين جبهة النصرة وداعش وغيرهما من الجماعات الإرهابية والعصابات المسلحة في سورية، بدلاً من الأسلحة غير القاتلة التي تتحدث عنها في أغلب الأحيان، ولا يمكن للمرء أن يعرف ماذا تعني واشنطن بالأسلحة غير القاتلة، لكن كل هذا الحديث عن أسلحة قاتلة أو فتاكة وأسلحة غير قاتلة، هو محض هراء وتضليل، لأنه –كما أشارت الوقائع- في الوقت الذي تتحدث فيه عن هذه الأسلحة بنوعيتها القاتلة وغير القاتلة، تكون هذه الأسلحة على مختلف أنواعها قد وصلت إلى أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة سراً عن طريق تركيا والأردن. ولكن مع هذا، اتضح –كما يؤكد خبراء غربيون وكما تؤكد الوقائع الميدانية- أن هذه الأسلحة لم تغير ولن تغير موازين القوى على الأرض، إلا إذا اعتبر ارتفاع معدل الجرائم ومنسوب سفك الدماء تغييراً. والشق الآخر المهم هو أنه ليس إلا من قبيل (النكتة) أن تتحدث الإدارة الأميركية عما تسميه حصولها على ضمانات بعدم وصول السلاح إلى متطرفين لا بل يمكن القول إن المتطرفين القادمين إلى سورية من شتى أصقاع الأرض هم الذين يحتكرون السلاح الذي يرسل من أميركا وغيرها إلى سورية، إلى جانب ذلك، لم يكن المتطرفون ولن يكونوا تحت السيطرة، سيطرة أميركا أو غيرها.
نعود للقول إن الولايات المتحدة زارها مسؤولون فلسطينيون مئات المرات، بعد أن انخرطوا في عملية السلام الأميركية ظناً منهم أن هذه العملية قد تكون جدية، حتى إن مسؤولين في السلطة الفلسطينية أعلنوا قبل بضعة أيام أن لقاءاتهم مع وزير الخارجية الأميركية جون كيري خلال أقل من عام بلغت 40 لقاء وكانت النتائج «طحن ماء وحصد هواء».
أليس كل هذا يشكل دروساً وعبراً مجانية لمن يريد أن يفهم حقيقة مواقف أميركا ودورها؟
ثلاث سنوات من إدامة القتال في سورية من خلال دعم المجمعات الإرهابية المسلحة في سورية تصب في مصلحة أميركا وإسرائيل قبل كل شيء، ولهذا تستمر الإدارة الأميركية بشكل وبآخر في عملية إدامة عمليات سفك الدماء في سورية وتعطيل الوصول إلى حل سياسي بعيد عن الشروط التعجيزية المسبقة لأنها تعتبر مثل هذه الإدامة نوعاً مجزياً من البزنس لها ولحلفائها وعملائها.