الميادين في بغداد

الميادين أولى الفضائيات العربية في العراق لتغطية الانتخابات البرلمانية وما بعدها ونقل الوجه الحقيقي لهذا البلد بعيدا عن الإرهاب المتنقل فيه. ومكتب للقناة قريباً في بغداد.

جزء من فريق عمل الميادين في بغداد خلال إعدادهم إحدى الحلقات

هل سبق لك أن سمعت بالمسكوف أو تذوقته، هل مررت بشارع المتنبي يوما، أو زرت سوق الصفارين، أو تنقلت بين ضفتي دجلة، الرصافة والكرخ في مراكب نهرية، أو قصدت مقهى الشعب في السليمانية، حيث للشعر والادب نكهة خاصة؟

هو الوجه الآخر للعراق..  كثيرون هم الذين لا يعرفون بغداد وأنا منهم، ليس في مخيلتي الكثير عن المدينة، مجرد خليط من حكايا وانطباعات أخبرني بها من زارها من قبل، ومعلومات عامة اختزنتها من تاريخ ثاني أكبر المدن العربية.  

في السنوات الأخيرة، حدود معرفتنا بالعراق باتت ترسمها وتؤطرها أخبار التفجيرات والإرهاب المتنقل فيه، فإذا بها تصنع حدا فاصلا بين تاريخين لهذا البلد. حدود كسرتها قناة الميادين في لحظة استحقاق انتخابي مفصلية، لتضيء على الوجه الحقيقي لهذا البلد ضمن تغطية شاملة للانتخابات البرلمانية. تغطية لم تقتصر على الأخبار والبرامج السياسية بل شملت أيضا برامج ذات طابع ديني حضاري كأجراس المشرق بالاضافة الى البرامج الاقتصادية والرياضية. 

فريق عمل من رئيس تحرير ومنتجين ومذيعين ومراسلين ومخرجين ومصورين وصلوا تباعا الى العاصمة بغداد لمواكبة الحدث. إحدى زوايا فندق المنصور تحولت الى غرفة اخبار مصغرة، أشبه بخلية نحل يزداد نشاطها كلما اقتربنا من موعد الاستحقاق.

رئيس التحرير الزميل عبد الله شمس الدين يوزع المهام ويشرف على فريق العمل، حسن حجازي يعد تقريرا عن العشائر،  زهراء الديراني إلى النجف، سارة الحاف بصدد تعريف المشاهدين بصناعة العود، الزميلة راميا الابراهيم تتحضر للنشرة العراقية ومن ثم حديث العراق، الزميلان مهند عبيد وحسين نور الدين اضافة الى الانتاج يتولايان المهام اللوجستية، الزميل محمد جرادي يرصد تفاعل الشارع العراقي مع مباراة الكلاسيكو، والزميل عبد الله بدران إضافة الى مهمته الصحافية بصفته مراسل الميادين في بغداد، كان دليلنا الى العراق و"دينامو" الفريق كما يطلق عليه الجميع. والى هؤلاء الزملاء مخرجون وفنيّون من قسمي التصوير والمونتاج وفريق عراقي.

مكتب للميادين في العراق..قريباً

واضح إذاً اهتمام الميادين بالمشهد العراقي الانتخابي، اهتمام يقول الزميل عبد الله شمس الدين "إنه يأتي في سياق مواكبة الميادين لأكثر من محطة انتخابية عربية في الجزائر وتونس ومصر وغيرها.. لكن جرعة الاهتمام تزيد تبعاً لأهمية هذا الاستحقاق تحديداً على المستوى الإقليمي".

يشير شمس الدين إلى أن أهمية الانتخابات العراقية "تكمن في ما بعد النتائج، وتحديداً الصراع على رئاسة الحكومة، هوية رئيسها المقبل من شأنها أن ترسم خارطة تحالفات العراق وملامح سياسته وعلاقاته الخارجية وتعاطيه مع ملفات كثيرة لا سيما الأزمة السورية".

إنطلاقاً من هنا، وصلت الميادين قبل غيرها الى العراق، بدأت تغطيتها في 31 آذار/ مارس، أي قبل شهر من موعد الانتخابات. خلال 18 يوماً منذ بداية التغطية وحتى اليوم أكثر من 50 شخصية سياسية من مختلف الكتل واللوائح المتنافسة ظهرت عبر شاشتها.

لاعبون أساسيون حلّوا ضيوفاً على القناة من بينهم رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي، ونائب رئيس الحكومة حسين الشهرستاني، ورئيس الحكومة السابق اياد علاوي ورئيس الامن القومي السابق موفق الربيعي، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الاستثمار صالح المطلق والقيادي في المجلس الاعلى همام حمودي. 

لكن أمام مشهد يتناقس فيه أكثر من 9 آلاف مرشّح، يعتبر تحقيق التوازن بمثابة التحدي، تحد عرفت الميادين كيف تتجاوزه، "ومن يتابع القناة يلاحظ أنها استضافت كل الأطياف السياسية".

أما تحدي الزميلة راميا ابراهيم التي تقدم النشرة العراقية وتعد وتقدم حديث العراق، فيكمن في "جعل المشاهد العربي يدرك أنه معني بهذه الانتخابات كما العراقي لتأثيرها على الكثير من الملفات".

"أن تقرأي عشرات الكتب عن مدينة أمر يختلف كثيراً عن زيارتها، والتجول في أحيائها وبين ناسها"، تقول الزميلة المراسلة سارة الحاف، التي تعتبر أن ميزة تغطية الميادين هي في كونها لم تقف عند حدود السياسة والتنافس الانتخابي، بل تخطتها إلى ما يلامس حضارة هذا البلد وعاداته ومعالمه".

تستمر الميادين في تغطيتها حتى يوم الانتخاب في 30 نيسان/إبريل الجاري، وستتوزع شبكة المراسلين على مختلف المناطق والمحافظات وصولا الى اربيل وكركوك، لكن باستثناء المناطق الساخنة التي سيقترع ناخبوها خارجها.

التغطية لن تنتهي بإقفال صناديق الاقتراع حيث ستكون هناك مواكبة للنتائج وقراءة فيها ومتابعة دقيقة لمسار تأليف الحكومة واختيار رئيسها.

ماذا بعد ذلك؟ يؤكد شمس الدين أنه "يجري العمل على تأسيس مكتب للميادين سيبدأ العمل به فور تجهيزه بعد أن كان يقتصر فريق القناة في العراق على مراسلها في بغداد عبد الله بدران ومراسلها في أربيل محمد كريم.

 

مكتب للميادين قريبا في العراق

وراء الكواليس

سارة الحاف وسمك المسكوف

 للعمل وقته وجديته، وللراحة وقت ومواقف مضحكة وعلاقة جميلة.. وخبز وملح ومسكوف ودولما عراقية تصر الزميلة سارة الحاف على أن تتصور معها لتضمها الى أكثر من مئة صورة التقطتها خلال أقل من يومين، من بينها صورة مع نرجيلة مزينة بورق الومينيوم على شكل باقة ورد خلال سهرة في احد مطاعم العاصمة.

 

يقول الزميل المصور حسين شعلان "نحاول أن نكيف وقتنا من جميع النواحي، لحظات العمل هي للعمل ولكن في أوقات الفراغ علينا أن نكسر هذه الجدية خصوصاً اذا كان فريق العمل متجانساً".

 

نظرية التجانس ما تلبث أن تسقط عند اعتاب مباراة الكلاسيكو، فهنا ينقسم الزملاء بين كاتالوني ومدريدي، يحمسون ويشجعون قبل أن يغادر كل إلى غرفته ليستريح.. غداً يوم آخر للميادين في بغداد.

 

اخترنا لك