الموسيقار ... أنطوني هوبكنز!
الممثل البريطاني - الأميركي أنطوني هوبكنز يفرج عن مقطوعته الموسيقية "فالز" بعد خمسين عاماً على كتابتها.
لا يتوفر لكل مبدع أن يحظى بمكانته. أحياناً يبقى إنتاجه طي الكتمان. لا يجرؤ على المجاهرة به وذلك تحت وطأة الرهبة من المواجهة. أي أنه يهرب من طرح ما عنده خوفاً من أن يحكم المجتمع على نتاجه بالفشل.
هذا ما حصل مع من أطلق عليه لقب رائد الكتابة الكابوسية أو السوداوية، الكاتب التشيكي فرانس كافكا. الشاعر الذي فارق الحياة وهو بعد في مطلع العقد الرابع، قرأت البشرية نصوصه بعد مماته. إكتشف العالم كافكا بعد رحيله.
ويبدو أن هذه الرهبة هي نفسها التي أملت على الممثل البريطاني - الأميركي أنطوني هوبكنز، ستر موهبته الموسيقية وطمسها طوال خمسين عاماً. حيث ألف وقتها مقطوعته الموسيقية "And The Waltz Goes On"، وبقيت في الدرج كل هذه السنين، من دون أن تجد طريقها إلى مسامع ذواقي هذا النوع من الموسيقى.
وشاءت الأقدار أن تصبح هذه المقطوعة الموسيقية بين يدي المايسترو الهولندي أندريه ريو. شاهده هوبكنز ذات مرة على التلفاز وقرر أن ريو جدير بمنحه الكنز الثمين، وقد يكون هذا التأخير مرتبط بالشخصية التي تستحق أن تقود "الفالز".
وقال ريو قبل عزف "الفالز" بأن يوهان شتراوس آخر قد ولد، في إشارة إلى هوبكنز. ويعد النمساوي شتراوس من أهم الملحنين في القرن التاسع عشر، ومعروف برائعته "فالز الدانوب الأزرق".
وقدم ريو السير هوبكنز بأنه موسيقار وليس ممثلاً فحسب، وذلك وسط حضور كبير. وبدا هوبكنز الذي يرهف السمع إلى الأوركسترا متأثراً جداً ويحيا لحظات فيها أكبر قدر من الإنسجام مع الموسيقى.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو على مدى أسبوع.
أندريه ريو أخرج الموسيقى من جلباب هوبكنز وقال للجموع: صفقوا ... لقد ولد موسيقار جديد.