موجة نزوح جديدة من جنوب الصومال
جوع ومرض وحرب، ثالوث موت لا يزال يشرد الصوماليين لأكثر من عقدين. أم مكلومة هنا وأخرى تقارع قسوة الحياة، وأطفال يكبرون يوماً بعد الأخر مع المآسي.
موجة جديدة من النازحين تشهدها مقديشو إثر الحرب العسكرية المستعرة في جنوب الصومال والتي تشنها السلطات على حركة الشباب المعارضة. حرب أجبرت سكان القرى والمدن التي تدور الصراعات فيها على الفرار من منازلهم.
أكثر من أربعين ألفاً هو العدد المعلن حالياً، وهؤلاء ليسوا أول المتدفقين ولا آخرهم، المحظوظ منهم وجد من يأويه أما الباقون فباتوا يفترشون العراء ويستظلون بالأشجار.
ليلى علي، هربت من مدينة قريولي بعد أن اشتدت المعارك فيها. تقول وهي تحمل رضيعها بي يديها "نزحت من مدينة قريولي وكنت حاملاً بهذا الرضيع، أثناء رحلتي إلى مقديشو جاءني المخاض، ولدته بصعوبة شديدة، أقيم في هذا المخيم لمدة أيام ولم أجد بعد مساعدات إنسانية".
أرامل وثكالى وأيتام، رماهم القدر في مخيمات تفقتر لأبسط مقومات الحياة. فهذه أم توفي زوجها قبل بضعة أيام بسبب المرض، فلم تكد وحدها تحتمل مشقات الحياة فنزحت إلى العاصمة بحثاً عن حياة أفضل.
تقول إحدى النساء "نزحت من مدينة بولومرير أثناء الحرب فيها، ليس لدي حالياً ما أطعم به أسرتي، فكلنا نطلب المساعدة والعون من المجتمع الدولي".
الجهات المحلية والهيئات الإنسانية لم تسارع بعد إلى توفير المواد الإغاثية للنازحين الجدد، ناهيك بالحكومة الصومالية المنشغلة في حربها ضد حركة الشباب.
توضح آمنة عرالي من المركز الصومالي لحماية المرأة والطفل أنه "في غضون عشرة أيام نزحت أكثر من 12 ألف أسرة من منازلهم إلى مقديشو، فهؤلاء لم يجدوا بعد مواد غذائية، كما أن هناك ضيقاً في المساحة في المخيمات التي استضافت هؤلاء الجدد ويشكلون عبئاً جديداً على المخيمات".
ويحذر مسؤولون عن مخيم للنازحين من أن "الأوضاع الإنسانية للنازحين تزداد سوءاً ما لم تبادر الجهات المعنية إلى إنقاذ هؤلاء من معاناة العوز والجوع".