بعض من قصة عمر... الشاهد والشهيد

انطفأت كاميرا عمر فأغمض عينيه مبتسماً.. قصة عمر تختصر مأساة مهنة لا ينتبه إليها كثيراً من ينهش لحم الوطن العربي. بعض السطور من قصة عمر مع الزميل سامي كليب.

عمر قضى خلال تغطيته معارك دير الزور

كدمعة على خد الوطن سقط عمر.. كوردة، في ربيع العمر كان عمر.. كحلم من أحلام جيله عبر عمر هذه الحياة صوب الشهادة.. كعاشق، في أوج عشقه تعامل مع الكاميرا، أحبها وأحبته.. صارت عينه.

وعين عمر الشاب الوسيم الهاديء المحب للحياة والرفاق الزاخر بالحيوية كانت كمن يريد التقاط كل لحظة حاضر لتكون درساً للمستقبل. كانت عين عمر تجول بين ركام الوطن، ترصد خراباً أرادته أيادي الغدر، تؤرخ لواقع ما كان ابن العائلة الدمشقية الأصل يريده لجيله. كانت عين عمر تمر فوق الركام وبين الأشلاء والضحايا، تعبر بين البيوت المدمرة، تركض في  الشوارع المقفرة، تستقر لبرهة في خندق، تهيم في الأنفاق، تختبئ من رصاصة طائشة، تتحدى الرصاصة وتخرج مجدداً صوب الحياة، حتى فقدت الحياة فاستحقت مجد الشهادة لأجل الوطن.

لم يتعلم عمر فنون القفز فوق الموت في كلية الإعلام التي أخذ منها شهادته في بيروت، تعلمها بين النار والنار، بين الدبابة والدبابة، بين طلقة قناص فقد الضمير وقذيفة مدفع.

في يوم ميلاده، أي في يوم لا يشبه بشيء ذاك الذي الولد فيه قبل 27 ربيعاً، حمل عمر عشيقته الكاميرا على كتفه، ودّع أخواته الثلاث وهو وحيدهن، ودّع أهله، ابتسم لهم كما كان يبتسم للجميع، كما كان يبتسم حتى للموت والشهادة، ذهب صوب دير الزور، عاد على حمالة.. بين الذهاب والإياب قصة عمْر، وقصة عمَر الذي عاد مستشهداً فبكت سوريا وكل محبيه ونحن  دمعتين ووردة.

لمتابعة التغطية الخاصة بالزميل الشهيد عمر عبد القادر إضغط هنا.

اخترنا لك