مات "أبو البنات" أحمد راتب

عاش ممثلاً سنّيداً للبطل، وأحد أبرز من واكبهم الفنان عادل إمام، لكن أحمد راتب أطل مع خصوصية في الحضور تحسب له. الصوت عرف نجومية وكذلك إنحناءة الظهر، وبدا على الدوام مقنعاً إستناداً إلى فطرته في الأداء الكوميدي والميلودرامي للشاشتين والخشبة على السواء، داهمته نوبة قلبية مفاجئة وضعت نهاية لمشوار بدأه طفلاً وأنهاه رجلاً في السابعة والستين.

أحمد راتب بوجهه العفوي والقريب من القلب

الصوت الخشن لا يخفى على أحد. إنه صوته، يميّزه ويدل عليه، وقال مرة: "لم أحب صوتي أبداً. وبصراحة أحياناً أخاف منه"، وعندما يُضطر للتحدث بصوت خفيض يصمت لأنه  يريد للسميعة أن يسمعوه عن قرب مع كل "الحشرجة" في حنجرته. وفي وقت كان الجميع يدعون بالشفاء للفنان الكبير جميل راتب الذي يبلغ قريباً ال91 عاماً، فوجئوا بخبر وفاة أحمد راتب، المعروف بكياسته، وأناقته، وطلاوة لسانه، ومسايرته الفرق التي تعمل معه خلال التصوير، أو تقديم مسرحياته، ويكاد يعرف الأخبار الخاصة جداً عن معظم العمال والتقنيين، فيحبونه من سؤالهم عن أبنائهم وأحوالهم العامة.

 

"ما أحببت فناً أكثر من المسرح، وعندما ترونني ألتزم عملاً للسينما أو التلفزيون يكون السبب البدل المادي". بهذه الصراحة أعلنها "راتب" الذي كان كثير الأسفار ولطالما ردد: "لو أن الفرصة أتيحت لي للسفر كل يوم إلى بلد مختلف لما تأخرت". كان يحمل معه الكثير من الهدايا وما يحمل منها الطابع الثقافي رغبة في الإستزادة من المعرفة الدفينة في بطون الكتب وبعض الأشرطة خصوصاً الوثائقية. ويعرف عنه كثرة المشي حين يسافر معتبراً ملامسة الأرض أمراً في غاية الأهمية لتأمين التواصل بين روحين.

 

ضاق نفسه فضاقت به الحياة بعدما تأكدت وفاته عيادياً قبل 48 ساعة من وفاته الحقيقية. أبو البنات( ثلاث) يشيّع بعد ظهر الأربعاء في 14 الجاري من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر، وهو يترك العديد من البصمات الفنية مثل أفلام: الحب عند هضبة الهرم،السفارة في العمارة،الإرهاب والكباب، عمارة يعقوبيان،ومسلسلات:السيرة الهلالية، هند والدكتور نعمان، أنا قلبي دليلي.

اخترنا لك