الخارجية الإيرانية تندد بتصريحات ماكرون وشولتس إزاء الاحتجاجات

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني يعلّق على التدخلات الفرنسية والألمانية في شؤون إيران الداخلية، ويرى أنّها تساهم في دعم الإرهاب والعنف في البلاد.

  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (أرشيف).
    المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (أرشيف)

دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمجموعة مناوئة إيرانية.

ورأى كنعاني، في تصريح له اليوم الأحد، أنّ اللقاء يشكّل خرقاً صارخاً لالتزامات فرنسا الدولية في مكافحة الإرهاب والعنف وبمنزلة "ترويج لهاتين الظاهرتين المشؤومتين".

وقال كنعاني إن "فقدان رئيس دولة تدعي الحرية لمنزلته، ولقائه مع شخصية منبوذة وألعوبة، سعت خلال الشهور الاخيرة لبث الكراهية والعنف والإرهاب بشكل واضح في إيران وكذلك ضد البعثات والدبلوماسيين الإيرانيين في الخارج ، يدعو إلى الدهشة".

واعتبر كنعاني أن ما نقل عن ماكرون عن دعمه لما يسمونه "بالثورة المزعومة" هو مدعاة "للأسف والخجل"، مشيراً إلى أن "مثل هذه الخطوات المناوئة لايران ستطبع دون شك في ذاكرة الشعب الايراني العظيم الذي هو على معرفة جيدة بالسياسات الانتقائية والمناوئة لحقوق الانسان لبعض القادة الأوروبيين".

التصريح الإيراني جاء بعد عقد ماكرون لقاءات مع مجموعات معارضة للنظام، ووصفه الاحتجاجات في إيران "بالثورة".

الجدير بالذكر أنّ وزير الأمن الإيراني إسماعيل خطيب قال قبل أيام إنّ إيران اعتقلت قبل أعمال الشغب ضباطاً في استخبارات أجنبية بينها فرنسا.

وفي سياق مواز، علّق  المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على مواقف المستشار الألماني الأخيرة حيال بلاده، معتبراً أن "ألمانيا تتهرب من مسؤولياتها الدولية فيما يتعلق باحترام سيادة الدول".

ورأى كنعاني أن "هذه المواقف تدخّل في شؤوننا الداخلية وغير دبلوماسية"، مشيراً إلى أن "ألمانيا هي التي يجب أن تتعامل بمسؤولية وشفافية حيال ماضيها وليس إيران"، وأوصى المسؤولين الألمان بإعادة "العقلانية" إلى العلاقات الثنائية.

وشدد على أنّ "الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة، هو الطريق الوحيد لتعزيز التعاون المستدام بين البلدين".

وأضاف: "بعض أدعياء حقوق الإنسان وبنسيان سجلهم الأسود تجاه الشعب الإيراني المقاوم، من خلال دعمهم الأعمى لنظام العقوبات الأميركية الظالمة وصمتهم حيال الهجوم الإهابي على مرقد شاه شراغ في شيراز، جعلوا حقوق الإنسان العوبة سياسية بايديهم".

وكان المستشار الألماني أولاف شولتس وجّه انتقادات لإيران، مشيراً إلى إنّه يميل إلى فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران هذا الأسبوع.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعلّق فيها إيران على مواقف ألمانية، إذ أكّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قبل أيام، أنّ مواقف ألمانيا الاستفزازية وتدخلها في الشؤون الداخلية لبلاده سيدمران العلاقات بين البلدين وسيكون لهما تبعات طويلة الأمد.  

كذلك، أعلنت الخارجية الإيرانية قبل أيام أنّ "حرس الثورة الإيراني يعد مؤسسةً رسمية، وأي خطوة لفرض بلادها عقوبات عليه، أو وضعه على قوائم الإرهاب هي خطوة غير قانونية"، وذلك بعد إعلان وزيرة الخارجية الألمانية أنّ برلين والاتحاد الأوروبي يدرسان إدراج حرس الثورة الإيراني في قوائم الإرهاب. 

يذكر أنّ إيران شهدت في الآونة الأخيرة تظاهرات وأعمال شغب أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوى الأمن والمدنيين، وتزامنت مع عمليات إرهابية في البلاد، فيما فرضت واشنطن ودول ​الاتحاد الأوروبي​ عقوبات على مسؤولين ومؤسسات إيرانية بدعوى "قمع الاحتجاجات"، في حين تتهم طهران الدول الغربية بمحاولة إشعال فتنة داخل إيران، عن طريق دعم أعمال الشغب.

خلال 40 عاماً واجهت إيران حصاراً كبيراً وعقوباتٍ قاسية..ولكنها حققت الاكتفاء الذاتي وانتصرت. فانتقل الغرب إلى الحروب الناعمة و"الخشنة"، عبر تدخلات خارجية لتمزيق الحياة الداخلية، واليوم مخططات فتنوية وتحركات إرهابية، وتحريض إعلامي، ولكن إيران كشفت الأقنعة.

اخترنا لك