فرنسا تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي للمرة الـ13
للمرة الـ13 تتسلم فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في نيسان/ أبريل المقبل، وفي ظل تحديات عديدة تواجهها الدول الأعضاء، وسط تفشي فيروس كورونا ومتحوراته.
-
فرنسا تسلمّت السبت رئاسة الاتحاد الأوروبي
تولّت فرنسا اليوم السبت لمدة ستة أشهر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، مع برنامج طموح لأوروبا "قوية" و"ذات سيادة"، والذي قد يتأثر بفورة الإصابات الجديدة بـ"كوفيد-19" والانتخابات الرئاسية في نيسان/ أبريل المقبل.
وتسلمّت فرنسا عند منتصف ليل أمس الجمعة الرئاسة من سلوفينيا التي كانت ترأس المجلس الأوروبي، منذ الأول من تموز/يوليو على أن تسلّمها في النصف الثاني من السنة إلى تشيكيا.
وهذه المرة الـ13 التي تتولى فيها فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي منذ العام 1958 والأولى منذ 2008.
إلا أن الانتخابات الرئاسية في نيسان/ أبريل والتشريعية في حزيران/ يونيو في فرنسا ستؤثر على الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي وتقلّص الوقت المتاح.
وعلى مدى ستة أشهر، ستحظى فرنسا بنفوذ كبير للمضي قدماً ببعض المسائل والتوصل إلى تسويات بين الدول الأعضاء مع أنّ العملية مضبوطة وتستدعي الحياد والحنكة.
وفي خطوة ترمز إلى هذا الانتقال تمت إنارة برج إيفل، وقصر الإليزيه باللون الأزرق الأوروبي.
ويمثّل مجلس الاتحاد الأوروبي مصالح الدول الـ27 الأعضاء أمام المفوضية والبرلمان الأوروبيين. وتدعو الرئاسة الفصلية إلى اجتماعات الوزراء وتحدد جدول الأعمال وتقود المفاوضات.
وحدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سقفاً عالياً جداً للرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، حيث قال في 9 كانون الأول/ديسمبر الماضي،إنه ينبغي "جعل أوروبا مجدداً قوية في العالم وتتمتع بسيادة كاملة، وحرة في خياراتها وتتحكم بمصيرها".
ولن يرأس ماكرون القمم أو اجتماعات المجلس الأوروبي، إذ أن هذا الدور يعود لشارل ميشال إلا أنّ بإمكانه أن يلقي بثقله خلال المناقشات ويتدخل في حال حصول أزمة.
ويؤكد ماكرون منذ انتخابه في العام 2017 على هذه الطموحات باستمرار ما يزعج بعض شركائه لا سيما في أوروبا الشرقية. كما أنه يدعو إلى تعديل منطقة شنغن "حامية الحدود الأوروبية" بشكلٍ أفضل في وجه موجات الهجرة، وهو موضوع في صلب الحملة الانتخابية الفرنسية.
وينوي ماكرون أيضاً طرح مراجعة قواعد الميزانية المعروفة بمعايير ماستريخت التي تضبط العجز في الدول الأوروبية من أجل تمويل الاستثمارات والنمو. وهو لا يزال يطرح أيضاً تعزيز الدفاع الأوروبي رغم تحفظ بعض الشركاء الحريصين خصوصاً على حماية حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وتجد أوروبا نفسها عند مفترق طرق على صعيد مواضيع عدة، من أمن أوروبا مع حشد عشرات آلاف الجنود الروس عند حدود أوكرانيا، إلى الأزمة الصحية الناتجة عن "كوفيد-19" التي تعكر مجدداً الأفق الاقتصادي الأوروبي.
فيما تندد المعارضة باستغلال ماكرون لرئاسة الاتحاد الأوروبي، إذ يرجح أن يترشح لولاية ثانية مع أنه لم يكشف رسمياً عن ذلك بعد.
ورأى سيباستيان مايار، مدير معهد جاك دولور في باريس، أنه "لا يمكنه الوصول إلى الدورة الأولى في الـ 10 من نيسان/أبريل من دون أن يكون حقق بعض النتائج في رئاسته الأوروبية، وهذا يحمل صعوبات كثيرة، لكنها فرصته في إثبات نفسه".
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أكدت أمس الجمعة، عن دعم ألمانيا الكامل لفرنسا خلال رئاستها الدورية للاتّحاد الأوروبي.
وقالت بيربوك إنّ "ألمانيا وفرنسا تتحمّلان مسؤولية خاصّة تجاه اتحادٍ أوروبي موحَّدٍ وقادرٍ على العمل، وموجَّه نحو المستقبل".
وتنظّم رئاسة المجلس الاجتماعات، وتطرح حلولاً توافقية، وتستخلص نتائج الاجتماعات، وتحرص على اتساق عملية اتخاذ القرارات واستمراريتها، وتنسيق التعاون بين جميع الدول الأعضاء، وعلاقات المجلس مع المؤسسات الأوروبية، ولاسيّما المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي.