ما هو تأثير تمدد "طالبان" في أفغانستان على دول الجوار؟

تكتسب أفغانستان انطلاقاً من موقعها الجغرافي دوراً مهمّاً لجهة حدودها المباشِرة مع الصين وإيران، فمن الطبيعي أن يكون تطوّر الأوضاع على الساحة الأفغانية محل اهتمام ومتابعة من قبل جيرانها قبل خصومها. فكيف يبدو كل من الاهتمام الإيراني، التركي والروسي؟

  • مقاتلون من طالبان في مدينة هرات - ثالث أكبر مدن أفغانستان - آب 2021 (أ ف ب)
    مقاتلون من طالبان في مدينة هرات - ثالث أكبر مدن أفغانستان - آب 2021 (أ ف ب)

قال رئيس تحرير صحيفة إيران ديبلوماتيك عماد أبشناس، في حديث للميادين، اليوم السبت، إن "ما يجري في أفغانستان مؤامرة أميركية ضد الشعب الأفغاني"، مشيراً إلى أن "الاتفاق الأميركي مع طالبان، في شباط/فبراير من العام الماضي، كان خيانة لحليف واشنطن في كابول أشرف غني".

وأضاف أبشناس أن "إيران تريد بكل تأكيد خروج القوات الأميركية من أفغانستان وعودة الأمور إلى ما كانت عليه"، مشيراً إلى أن "ما يقلق إيران هو نزوح أعداد كبيرة من الأفغان بسبب الصراع وعودة الإرهابيين".

وأكد أن "إيران قلقة من عودة القاعدة والتنظيمات الإرهابية للعمل بحرية في أفغانستان"، لافتاً إلى أن "الخطة الأميركية تقتضي وجود القوات التركية مكان القوات الأميركية في مطار كابول".

وبحسب أيشناس "ما نراه في أفغانستان مشابه لما حصل في العراق وسوريا لناحية التعاون الأميركي التركي". وأكد أن "إيران سترفض أي محاولة تركية لقطع الطريق عليها في مسار طريق الحرير"، مضيفاً أن "دول الجوار تراهن على وعود قدمها قادة طالبان الذين هربوا من القوات الأميركية".

من جانبه، اعتبر الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف في حديث للميادين، أن "المخاطر على الدول المجاورة لأفغانستان موجودة"، شارحاً أن "وجود عناصر من داعش في شمال البلاد خطر على دول الجوار ولا سيما روسيا".

كما أكد ماتوزوف أن "روسيا لم تتدخل في الصراع القائم في أفغانستان بأي شكل من الأشكال"، مشيراً إلى أن "الدول المجاورة لأفغانستان قلقة من المجموعات المسلحة التي قدمت من سوريا لأفغانستان".

أما الكاتب والمحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو أشار خلال حديث للميادين، إلى أن "تركيا لن تذهب إلى أفغانستان لأنها موجودة هناك ضمن الناتو"، مضيفاً أن "أنقرة وضعت شروطاً لتحمل مسؤولية أمن مطار كابول".

أوغلو قال إن "عرض الرئيس إردوغان ببقاء القوات التركية في مطار كابول جدير بالبحث"، مشيراً إلى أنه "قد يكون تأمين طريق الحرير الذي يهم تركيا من أسباب حرص أنقرة على التواجد في كابول".

وتابع أن "تركيا لا تتحرك منفردة في أفغانستان وتنسق تحديداً مع باكستان وترحب بالعمل مع إيران".

يُذكر أن حركة "طالبان" تواصل سيطرتها على ولايات جديدة، بعد إحكام سيطرتها على ثلثي مساحة أفغانستان، إذ سيطرت الحركة، اليوم على مزار شريف رابع أكبر مدينة في البلاد، وآخر معاقل الحكومة الأفغانية شمالي البلاد.

وفي وقت سابق من اليوم، أفادت وكالة "بلومبرغ" الأميركية بأنه "طُلب من موظفي السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية كابول البدء في تلف المستندات الحساسة"، مما يؤكد أن "إدارة بايدن تستعد لاحتمال أن تغزو حركة طالبان السفارة على الرغم من التأكيدات العامة بأن المبنى لا يزال قيد التشغيل".

اخترنا لك