موسكو تؤكد استعدادها لمواصلة الحوار مع كل المكوّنات اللبنانية
رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يشرح لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أسباب اعتذاره عن تشكيل الحكومة، والأخير يؤكد عزم روسيا على تعزيز علاقاتها وتعاونها مع لبنان واستعدادها لمواصلة الحوار فيه.
شرح رئيس الحكومة السابق ورئيس تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري، خلال مكالمتين هاتفيتين مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أسباب اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان اليوم الجمعة، أن "الجانب الروسي أعرب عن أسفه نظراً إلى أنه، خلال 9 أشهر منذ تكليف الحريري تشكيل الحكومة في لبنان، لم يكن من الممكن التوصل إلى اتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال عون بشأن التشكيل، وكان في الإمكان أن يُصار إلى منع تدهور الوضع في لبنان، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً".
وأشارت وزارة الخارجية إلى أن "الجانب الروسي أعرب خلال المكالمتين عن الأمل في أن تتم، في المستقبل القريب بموجب الدستور، مشاورات رئيس البلاد مع ممثلي الفصائل البرلمانية لاتخاذ قرار بشأن رئيس وزراء جديد، ومجلس وزراء مقتدر، ويحظى بدعم جميع القوى السياسية والطائفية الرائدة في لبنان".
وأكد الجانب الروسي في الوقت نفسه "استعداده الثابت للحفاظ على اتصالات نشطة بجميع ممثلي الأوساط الاجتماعية والسياسية المؤثّرين في لبنان، من دون استثناء، من أجل زيادة تعزيز علاقات الصداقة التقليدية الروسية اللبنانية، والتعاون المتبادل في كل المجالات".
وقدّم الحريري، أمس الخميس، اعتذاره إلى الرئيس اللبناني ميشال عون عن تأليف الحكومة اللبنانية.
وأوضح الحريري أن الرئيس عون طلب تعديلات جوهرية على التشكيلة الحكومية، وأشار إلى أن الموقف لم يتغير بشأن الثقة، "ومن الواضح أننا لن نتّفق".
وفي وقت سابق، برزت في الصحافة الإسرائيلية عدة مقالاتٍ تتخوّف من تأثيرات الأزمة السياسية والفراغ الحكومي في لبنان، لأنهما سيمنحان حزب الله، بحسب هذه المقالات، دوراً أكبر داخل البلد، كما سيؤديان إلى دخول روسيا والصين للبنان، الأمر الذي سيسلب "إسرائيل" اكتساب مزيداً من السيطرة على ما يحدث هناك. وعليها، بالتالي أن تُعدَّ استراتيجية عملٍ عاجلةً، وتنفيذها سريعاً بحزمٍ وحذرٍ.
وعقب اعتذار الحريري، أكّدت مصادر سياسية للميادين نت أن "لا أفقَ للفوضى والاحتجاجات التي يُحْدِثها أنصار الحريري في الشارع عقبَ اعتذاره عن تأليف الحكومة".
وقالت المصادر إن "لبنان دخل مرحلة جديدة من انعدام التوازن"، ورجّحت "إعادة البحث في تعويم حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة".
وفي السياق، أبدت واشنطن "خيبة أملها" من تخلّي الحريري عن مهمة تأليف حكومة في لبنان، بينما أعلنت فرنسا استضافة مؤتمر دولي جديد بشأن لبنان في شهر آب/أغسطس المقبل، في الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت.