جون بولتون مستعدٌ للتمرد!
مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقول إنه حتى إذا كان مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون يساعد على تسريع نهاية رئاسة دونالد ترامب، فيما تتكشف فضيحة أوكرانيا، فلا ينبغي لأحد أن ينسى أن بولتون اختار خدمة ترامب في المقام الأول.
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أنّ فضيحة تسليح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأوكرانيا ربما تفسح المجال لمستشار الأمن القومي السابق جون بولتون لـ "انتقام دقيق أو ممارسة نفوذ مستمر، أو الاثنين معاً".
ولفتت المجلة إلى أنّ إقالة بولتون من منصبه في أيلول/سبتمبر الماضي، ليس بالقصة الجديدة، وأنها "تجعل الكثير من المستشارين الرئاسيين السابقين الذي جرى إقالتهم سابقاً، حريصين على سماع تذمّر بولتون".
كاتب المقال، جون غانز، الذي قارن بين بولتون ووزير الخارجية الأميركي السابق، الكسندر هيغ، في عهد ريتشارد نيكسون، قال إنّه يجب أخذ العبر من قصة هيغ عند مراقبة عودة ظهور بولتون واحتمال توسيع دوره في فضيحة أوكرانيا التي تتكشف.
وفي التفاصيل، اعتبر الكاتب أن انتقادات بولتون مهما كانت مدينة لترامب، إلاّ أنها قد لا تكون مهمة كما يأمل كثيرون، وذلك لأنه قبل الاستماع إلى الرسائل التي يريد بولتون إيصالها، بما فيها خطابه الأخير حول كوريا الشمالية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، يجب تذكّر ما يهمه شخصياً.
وقال الكاتب إن هناك عدة أوجه شبه بين بولتون وهيغ، إذ أن كلاهما معروفان بوجهات نظرهما المتشددة. كما أنّ الاثنين ذهبا بعيداً في المناصب الرسمية، أكثر مما يمكن لأي شخص توقعه في بداية مسيرتهما، بحسب كاتب المقال، الذي أضاف "للسبب نفسه، ليس مفاجئاً أن يكون لكليهما نهايات متنازع عليها ومشينة".
ورأى الكاتب أنّ نهاية بولتون وهيغ "تركت جرحاً في كبريائهما بعد أن أمضيا حياتهما يخدمان البلاد"، وقد تم التعامل معهما كأحداث مضت وتمضي القافلة بدونهما.
السؤال الذي تطرق إليه غانز في مقاله، هو أنه عندما ينظر بولتون إلى تحركاته ومذكراته، فيما تتكشف فضيحة ترامب وابتزازه الرئيس الأوكراني، هل سيتخذ طريقاً مختلفاً في تحركاته أو على الأقل يحقق نتيجة أكثر نجاحاً؟. بولتون قد يذهب باتجاه مختلف أكثر على عكس هيغ، بحسب الكاتب.
ويذهب الأخير في وصف بولتون بالقول "هو ليس ثعباناً رقيقاً ولا كوبرا، لقد تم مقارنته بخصومه على أنه دودة شريطية: بولتون مرن".
ويستذكر غانز في مقاله، الانتخابات الرئاسية في عهد جورج بوش الابن، قائلاً "على الرغم من لعب بولتون دوراً قوياً في محاولة إعادة فرز الأصوات التي فاز فيها بوش الإبن بالرئاسة، إلا أن مكافأة بولتون جاءت بعد ذلك بفترة وجيزة بمنصب سفير للأمم المتحدة استنكرته المعارضة في الكونغرس لأول مرة".
بولتون الذي لم يكن لديه الكثير من المعجبين المحتملين في واشنطن، يتكهن البعض بأنه يساهم بالفعل في نشر الأخبار حول فضيحة أوكرانيا، في انتظار الوقت المناسب للضربة القاضية أو مجرد الاستمتاع باللحظة، وفقاً لكاتب المقال.
ويضيف الأخير أنّ "بولتون الذي كان كان يد واشنطن لفترة طويلة... سوف يقارب الفضيحة بحذر بكل تأكيد"، ويقول إنه بعد أيام على إقالة بولتون، يبدو الأخير وكأنه أكثر شبهاً بـ "هيغ" من وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، الذي حاول بصعوبة تجنب الحديث عن ترامب في جولة إطلاق كتابه، أو وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون الذي اختفى تماماً.
ويختم بالقول "حتى إذا كان بولتون يساعد في نهاية المطاف على تسريع نهاية هذه الرئاسة أو على الأقل يحذر مما ينتظرنا، فلا ينبغي لأحد أن ينسى أنه اختار خدمة ترامب في المقام الأول".