"جبهة داخلية" متضعضعة.. أي سيناريو ينتظر "إسرائيل" في "حرب الشمال"؟

مخاوف إسرائيلية من تعرّض الجبهة الداخلية لهجوم بآلاف الصواريخ وبطائرات مسيّرة، ومن أن تمتد جبهة الحرب إلى دول أخرى جديدة. ما دلالات نشر معهد "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي تقريراً بهذا الخصوص؟ وهل "إسرائيل" جاهزة للحرب المقبلة؟

  • هل
    تواجه "إسرائيل" أزمة سياسية داخلية عميقة وغير مسبوقة 

"الحرب المقبلة في الشمال ستكون مدمرة وقاسية"، هذا بعضٌ مما توصل إليه معهد "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، في ورقة بحثية أعدها لفحص التحدي الذي ينتظر "إسرائيل" في الحرب المقبلة في الشمال.

كما رأى معدو الدارسة أن المواجهة المقبلة ستحدث مقابل محور المقاومة، الذي نجح في خلق تواصل بري من طهران إلى بيروت تضمن بناء قدرات متنوعة لمهاجمة "إسرائيل" بمجال واسع من الصواريخ والطائرات المسيرة، وكذلك مجموعات ستتسلل إلى فلسطين المحتلة للسيطرة على مستوطنات ومواقع حيوية.

الخبير في الشؤون العسكرية والأمنيةِ العميد محمد عباس، قال للميادين تعليقاً على التقرير، إن "إسرائيل غير جاهزة على الجبهة الشمالية، والحديث عن إمكانية اندلاع حرب يدخل في إطار التهويل". 

وأضاف عباس أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي غير جاهز لمعركة برية في مواجهة المقاومة في لبنان وغزة"، كما أن "سلاح الجو الإسرائيلي لم يعد هو الحاسم والمقرر في المعارك".

واستبعد عباس قيام "إسرائيل" بحرب، لكنها كذلك "لا تبدو مستحلية"، وعدم الاستحالة وفق عباس، سببه "تقدير موقف خاطئ لنتائج هذه الحرب، وهذا ما حدث في حرب لبنان عام 2006 وحروب غزة"، لافتاً إلى أن "الصراعات الداخلية والانقسامات والأزمات الاجتماعية في إسرائيل تعيق قرارات الحرب". 

  • العميد عباس: المعركة بين الحروب مستمرة حتى وإن لم تقع حرب كبرى

من جهته، قال رئيس معهد "إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية" عصام مخول للميادين إن "قرار أي حرب استراتيجية في المنطقة يؤخذ في واشنطن"، مشيراً إلى أن "الظروف الحالية لا تشجع إسرائيل على المبادرة للقيام بحرب".

ورأى مخول أن "فكرة عدم قدرة إسرائيل على الانتصار في الجبهة الشمالية باتت جزءاً من الوعي الإسرائيلي"، مؤكداً أن هناك "قلقاً إسرائيلياً جدياً من التواصل البري بين أطراف محور المقاومة، من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان".  

وأوضح أن تقرير معهد "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي يشير إلى "المخاطر التي فشلت إسرائيل في منعها"، في مقابل "حفاظ المقاومة على قوة الردع"، والذي يعدُّ "إنجازاً تاريخياً بكل المقاييس". 

  • مخول: فكرة عدم قدرة "إسرائيل" على الانتصار في الجبهة الشمالية باتت جزءاً من الوعي الإسرائيلي

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة "الأمة"، حسام الدجني، أن جوهر التقرير "يكمن في الحديث عن مشاركة كل الجبهات في أي حرب مقبلة".

وأضاف الدجني للميادين: "قد يكون الهدف من نشر التقرير الآن هو دفع واشنطن لتوجيه ضربة إلى إيران"، مشيراً إلى أن "إسرائيل لن تسمح لموازين القوى بأن تختل، ولذلك لن تبقى متفرجة". 

  • الدجني: قد يكون الهدف من نشر التقرير هو دفع واشنطن لتوجيه ضربة إلى إيران

وأنهى معهد "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي عملاً بحثياً، درس فيه التحدي المرتقب لـ"إسرائيل" في حرب الشمال القادمة.

وطرحت الدراسة سيناريو حصول هجوم مفاجئ، فيما منظومة الدفاع في "إسرائيل" غير جاهزة، وهو سيناريو يمكن أن "يمسَّ ويعرقل قدرة عمل الجيش الإسرائيلي في الرد الهجومي الفوري، وفي جهوزية قوات الدفاع الجوي، وفي تجنيد قوات الاحتياط"، وفق الدراسة.

وخلصت الدراسة إلى أن "وضع المجتمع الإسرائيلي مقلق، كما ظهر خلال أزمة كورونا، في ظل انعدام الشعور بالمصير المشترك ووحدة الهدف والتضامن والجهوزية لحمل الأعباء، الأمر الذي يثير قلقاً كبيراً من نتائج الحرب"، وفق ما أوضح مدير المركز أودي ديكل. 

وتأتي تلك الدراسة في ظلّ أزمة سياسية غير مسبوقة يعيشها كيان الاحتلال الإسرائيلي، إذ من المرجح التوجه إلى انتخابات رابعة للكنيست خلال الأشهر المقبلة. 

اخترنا لك