تحديات النظام العالمي.. هل ستواجه الصين وأميركا "فخ ثيوسيديدس"؟
المنافسة بين الصين وأميركا تنعكس في تصريحات مسؤولي البلدين بشكل متزايد، فهل يعني ذلك أن احتمالات المواجهة العسكرية باتت قابلة لأن تصبح واقعاً؟
أعاد تصريح الجنرال الصيني الكبير، شو كيليان، بأن بلاده بحاجة إلى الاستعداد لمواجهة "فخ ثيوسيديدس" التذكير باحتمال تطور المنافسة الاقتصادية بين بكين وواشنطن إلى حرب طاحنة تقصي قوةً لصالح أخرى، وترسم مستقبل النظام العالمي الجديد.
السؤال الأساسي حالياً حول النظام العالمي، بحسب عالم السياسة بجامعة "هارفارد" غراهام أليسون، الذي لخص المخاطر المحدقة عندما تتنافس قوة صاعدة مع قوة مهيمنة، يتمحور حول إمكانية تخطي الولايات المتحدة والصين لما يعرف بـ"فخ ثيوسيديدس"، أي طي خيار الحرب وتأكيد السلام.
وبحسب غراهام فإن التاريخ يذكرنا دائماً بأن المنافسة بين القوى الناشئة التي تتحدى القوى المهيمنة، مثلما هو الحال بين أثينا وإسبارطة في اليونان القديمة أو ألمانيا وبريطانيا في القرن الماضي، كانت تنتهي غالباً بشكل سيئ. وكما يوضح فريقه البحثي في جامعة "هارفرد" فإنه وفي السنوات الـ500 الماضية، انتهت 12 حالة من أصل 16 منافسة دولية بالحرب.
ويضيف غراهام للميادين، أن تجنّب الحرب يحتاج إلى تعديلات كبيرة ومؤلمة في الأفعال والتطلعات، ليس من جانب المتحدي فقط بل أيضاً من جانب المتحدى.
#المسائية | ما هو "فخ ثيوسيديدس"، وما أبعاد كلام الرجل الثاني في #الصين لتفادي هذا الفخ؟ pic.twitter.com/fx0APqHVKa
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 9, 2021
لكن إذا أخذنا بالحسبان إشارة الجنرال الصيني إلى أن بلاده "ستتفوق" قريباً على الولايات المتحدة كقوة اقتصادية، وتحذيرات وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، بأن الصين "الدولة الوحيدة" التي لديها قدرات يمكن أن "تشكل تحدياً" لواشنطن، هل يمكن أن تظل المنافسة بين البلدين في المجالات المدنية أم أن الأمور ستنتهي بتصعيد عسكري أو حرب مدمرة؟
وفي هذا الشأن، قال الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية ريتشارد ويتز، في حديث للميادين، إن المواجهة بين القوى الصاعدة والمهيمنة "تكررت عبر التاريخ"، لكنه استبعد حصول مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة والصين.
ولفت ويتز إلى أن الولايات المتحدة "تواجه معضلة لأنها في تنافس مع روسيا والصين في وقت واحد"، ولذلك ينبغي على "واشنطن التركيز على المواجهة مع الصين وأن تكسب روسيا إلى جانبها".
ومع ذلك، تبدو واشنطن غير مرتاحة في الشرق الأوسط فضلاً عن شرق آسيا، حيث تشكل إيران "تهديداً" مستمراً، وبينما الصين "فاعلة جداً في المنطقة اقتصادياً" يظهر أن "نفوذ إيران عسكري".
وتابع: "الولايات المتحدة لم تتمكن من تحقيق كل ما تريده في منطقة الشرق الأوسط"، متوقعاً أن نصل إلى مرحلة "نرى فيها القوات الأميركية تنسحب من منطقة الشرق الاوسط".
#المسائية | ما احتمال الانجرار إلى حرب مدمرة بين #الصين و #أميركا، وما هو موقع #روسيا من هذه المعادلة؟ pic.twitter.com/jRRIzAQZTq
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 9, 2021
من جهته، رأى الدبلوماسي السابق السفير الكسندر زاسبكن، أن صعود الصين وروسيا "مزعج لأميركا"، إلا أن الصدام المباشر بين الصين وروسيا من جهة وأميركا من جهة ثانية "غير وارد".
وأشار زاسبكن عبر الميادين إلى صعوبة اللجوء للخيار العسكري "بسبب وجود السلاح النووي"، مؤكداً أنه "من غير المتوقع أن تلجأ روسيا أو الصين أو إيران إلى خطوات غير مسؤولة".
#المسائية | ألكسندر زاسبكن لـ #الميادين: بسبب وجود السلاح النووي يصبح من الصعب اللجوء للخيار العسكري.#أميركا #روسيا #الصين pic.twitter.com/o9kFssXq89
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 9, 2021