خطط انسحاب غير جاهزة.. أي مستقبل للقوات الأميركية في العراق؟

حديث البنتاغون عن عدم وجود خطة للانسحاب من العراق يفتح الباب أمام احتمالات تطور الأحداث بشكلٍ غير متوقع بين البلدين، خاصةً مع رفض العراقيين لاستمرار الاحتلال.

  • خطط انسحاب غير جاهزة.. أي مستقبل للقوات الأميركية في العراق؟
    كينيث ماكينزي لم يستبعد بقاء قواته في العراق لمدة أطول

أثار تصريح رئيس قيادة القوات المركزية الأميركية، كينيث ماكينزي، بشأن افتقاد الإدارة الأميركية "لخطة متبلورة لسحب القوات الأميركية من العراق" التساؤلات حول مستقبل التواجد الأميركي فوق الأراضي العراقية.

في التوقيت والمضمون،  تبدو تصريحات قائد القيادة المركزية الأميركية مُحمّلة بالرسائل. لا خُطةَ للانسحاب من العراق قال الجنرال، والحكومة العراقية "طلبت منّا البقاء"، لا بل إن القوات قد تزيد أيضاً.

تصريحاتٌ تطرح تساؤلات عن مدى تبنّي الحكومة قرار البرلمان العراقي بإخراج القوات الأميركية من البلاد، كما تُعيد إلى دائرة الجدل أجندة الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن.

ساعاتٌ قليلة بين تصريحات ماكينزي واستهداف قاعدة أميركية في محيط مطار بغداد، ما يُعطي أكثر من إشارة عن سياق المرحلة المقبلة إذا قررت واشنطن إبقاء قواتها فعلاً، كما يُلقي مزيداً من التشكيك بشأن استراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة وما إذا كانت تعيد إنتاج سياسات سابقتها عينها ولكن بصيغٍ أخرى. 

وفي هذا المجال، أكد الباحث في "مركز الهدف للدراسات"، عباس العرداوي، أن ماكينزي يريد من الحكومة العراقية أن "تتحدث بشكلٍ صريح عن مصير القوات الأميركية"، مضيفاً أن الحكومة تريد "استمرار الوجود الاميركي لتمرير مرحلة الانتخابات".

وتابع: "تم الحديث سابقاً عن طلب عراقي لبقاء القوات الأميركية 3 سنوات لكن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نفى ذلك"، كما أن القوى السياسية "واجهت الكاظمي بوجود ورقة عن تعهده ببقاء الأميركيين".

وأوضح أنه في كل مرة تحدثت فيها الولايات المتحدة عن الانسحاب "كانت تدخل مزيداً من التعزيزات على الأرض"، معتبراً الحوار الاستراتيجي الأميركي - العراقي بأنه أقرب لأن يكون "حقنة مخدرة". 

وأشار إلى أن تصريح ماكينزي "ينسف كل الأحاديث السابقة الرسمية وغير الرسمية عن الانسحاب"، لكن رغم ذلك فإن القواعد الاميركية "لن تبقى في العراق لأن هناك إرادة عراقية ترفضها".

من جهته، قال الأستاذ في جامعة "الدفاع الوطني للدراسات الاستراتيجية" الأميركية، ديفيد دي روش، إن بغداد "تقرُّ بأن الوجود الأميركي قائم بناء على طلبها"، مدعياً أن قرار البرلمان العراقي بشأن القوات الأميركية "تم تحت الضغط".

وأضاف دي روش أن الوجود الأميركي في الشرق الأوسط "أقل مما كان عليه وهو يتركز في الخليج"، لافتاً إلى أن واشنطن "تريد أن تنسحب من العراق ولكن لا تريد أن يجري ذلك كما جرى سابقاً ما اضطرّنا إلى العودة".

أما الخبير في الشؤون السياسية، سعيد عريقات، فرأى أن الولايات المتحدة "لن تخرج من العراق"، وهي بالإضافة إلى الجنود "لديها آلاف المتعاقدين".

وتابع: "واشنطن موجودة في المنطقة لحماية النفط و"إسرائيل" ووجودها في العراق مهم جداً لتحقيق ذلك"، وإن كان بقاؤها على حساب الشعب العراقي الذي "يريد خروج هذه القوات وإنهاء احتلال بلاده".

أما بشأن العلاقات بين العراق وإيران، فقال عريقات إنهما "قادران على ترتيب علاقتهما لكن المشكلة هي الوجود الأميركي"، مضيفاً أنه "لم يكن هناك وجود إيراني في العراق قبل الغزو الأميركي". 

اخترنا لك