أولى مفاجأت نصر الله
اتخذت اللجنة الوزارية الاسرائيلية المكلفة ادارة الحرب قرارا بقصف المربع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وعند السابعة والنصف من مساء الرابع عشر من تموز 2006، نفذّت 20 عشرون طائرة حربية من طراز "اف 16" و"أف 15" سلسلة من الغارات الجوية فوق الضاحية مخلّفة دمارا هائلا.
بعد العملية بأقلّ
من نصف ساعة، ظهر "دان حالوتس" امام وسائل الاعلام التي احتشدت في مكتبه.
فاطلّ عليهم ببزته العسكرية، ليبدأ كلامه والحماسة تعلو وجهه : "قبل ثلاث
دقائق، هاجمت طائراتنا الضاحية الجنوبية لبيروت. لقد جعل حزب الله من دولة لبنان
أسيرة لديه. وهدفنا هو تعزيز الردع، واظهار زيف مقولة إن اسرائيل أوهن من بيت
العنكبوت".لاحظ حالوتس
أن بلبلة بدأت تسود الصحفيين في الصفوف الخلفية للقاعة، عرف لاحقا أنهم يتلقوْن اتصالات
حول كلمة متلفزة مرتقبة للسيد حسن نصر الله.انتقلت
القنوات الاسرائيلية الى بث خطاب السيد مع ترجمة فورية باللغة العبرية لأولى
المفاجآت. قال السيد
يومها "المفاجآت التي وعدتكم بها، سوف تبدأ من الآن. الآن في عرض البحر، في
مقابل بيروت، البارجة الحربية العسكرية الاسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية
وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين انظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود
الصهاينة..".

سمع الجميع بإصابة البارجة مباشرة من كلام السيّد نصر الله، ولم يستطع أحد في مقر رئاسة الأركان تقدير الموقف، ما خلق حالة من الإرباك إلى حدّ سارع فيه المتحدث العسكري باسم الجيش إلى نفي الخبر، ومن ثم تأكيده بعد فترة قصيرة.تعرضت البارجة لاصابة مباشرة بصاروخ من طراز "C 802" أصاب المروحية التي عليها، وأشعل النار في براميل الوقود، ما أدى لنشوب حريق هائل على متنها استمر لوقت طويل، وغطى الدخان الاسود منطقة الاصابة، فحجب جثث ثلاثة جنود، ما دفع طاقمها للإعلان عن فقدانهم، ولم يعثروا عليهم إلا عند الصباح.أصيبت البارجة بأضرار كبيرة بلغت كلفتها أربعين مليون دولار أي ثلث ثمنها، وخرجت من الخدمة لأكثر من عام. كالصاعقة وقع الخبر على حالوتس واللجنة الوزارية المصغرة. ظهر الجميع أمام الجمهور الإسرائيلي على انهم مخادعون.حاول الجيش الاسرائيلي بعد الحرب تبرير إصابة البارجة، بإهمال التقديرات الإستخبارية احتمال امتلاك حزب الله لمنظومة صواريخ أرض- بحر من طراز C 802 المعقدة والتي تحتاج الى طاقم تقني ذي خبرة عالية لتشغيلها.