النسخة
En Es
شبكة الميادين
  • الأخبار
  • الفيديو
  • الشاشة
  • إنفوغراف
  • اقرأ
  • رياضة
  • ثقافة وفنون
  • بودكاست
  • وظائف
  • المزيد
    • مجتمع
    • بيئة
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • أخبار منوعة
  • • مباشر
أخبار
  • الأخبار العاجلة
  • سياسة
  • اقتصاد
الفيديو
  • الميادين GO
  • تقارير أونلاين
  • فقرات
  • وثائقي الويب
  • ومضات
الشاشة
  • آخر الحلقات
  • قريباً
  • نشرات الأخبار
  • البرامج
  • تقارير إخبارية
  • وثائقيات
اقرأ
  • مقالات
  • الكلمة الأسيرة
  • رأي
  • تحليل
  • متابعات
  • صحافة
  • المدونة
إنفوغراف
رياضة
  • أخبار رياضية
ثقافة وفنون
  • أخبار ثقافية
  • أخبار فنية
  • فضاءات
  • تحقيقات
المزيد
  • مجتمع
  • بيئة
  • صحة
  • علوم وتكنولوجيا
  • أخبار منوعة
مباشر
  • التغطيات
  • ترددات البث
بودكاست
  • اقرأ
  • مقالات
  • رأي
  • تحليل
  • صحافة
  • متابعات
  • المدونة
  • الكلمة الأسيرة
  • اكتب معنا
  1. الرئيسية
  2. محمد سيف الدين
  3. متابعات
  4. حقائق الجيوبوليتيك الصيني (الجزء الأول- حماية منطقة القلب)

حقائق الجيوبوليتيك الصيني (الجزء الأول- حماية منطقة القلب)

  • محمد سيف الدينمحمد سيف الدين
  • 12 كانون الثاني 13:38

بدأت الصين بالتحول إلى قوة تجارية وعسكرية عملاقة، وتمكنت من تجاوز أزمات داخلية متفرقة، لتتحول مع الوقت إلى قوة صاعدة تتنامى قدراتها باطّراد.

  • حقائق الجيوبوليتيك الصيني (الجزء الأول- حماية منطقة القلب)
    حقائق الجيوبوليتيك الصيني (الجزء الأول- حماية منطقة القلب)

في مناخٍ من البارود والدخان، وعلى وقع الدماء الحارّة التي تنسكب فوق ثلج أوكرانيا، يشتعل صراع عالمي أكثر اتساعاً وأشد خطورةً تعبر عنه الأزمة الأوكرانية، لكن امتداداته ومقاصده تذهب إلى ما هو أبعد. إنه صراعٌ على تسيّد العالم، يديره السادة الحاليون في وجه القوى الطموحة إلى أدوارٍ عالمية جديدة أو مستعادة، لكن الصين تبقى وجهته النهائية.

لذلك، إن الجغرافيا السياسية وضرورات الجيوبوليتيك الصيني تمثلان الآن أكثر من أي وقتٍ مضى نقطة بحثٍ ملحّة تسهم في تكوين فهمٍ أكثر وضوحاً لما يحدث اليوم ولما سيأتي غداً.

في خريف عام 2006، وفي بحر الصين الشرقي بين تايوان واليابان، وقعت حادثة مفاجئة ملأى بالدلالات على شكل مستقبل الصراع بين القوى الكبرى، إذ ظهرت غواصةٌ صينية قرب حاملة طائرات أميركية محاطة بعدد كبير من زوارق الحماية المدججة بالأسلحة والجنود. كانت المرة الأولى التي تظهر الصين فيها هذا المقدار من القدرة البحرية، وخصوصاً في مواجهة البحرية الأميركية الفائقة القوة والحضور عبر محيطات العالم.

الولايات المتحدة اعتبرت هذا الظهور خطراً من ناحيتين، أولاً في كونه اختراقاً صامتاً لأمن هذا المستوى من حاملات الطائرات، وثانياً بسبب دلالاته السياسية التي أظهرت جرأةً صينية غير مسبوقة على المخاطرة بصدام مباشر مع بحريتها.

لكنَّ الحدث كان يشير إلى ما هو أبعد من القدرة والجرأة المستجدتين حينها. الصين تتجه إلى إنشاء قوة بحرية كبرى للمرة الأولى في تاريخها. الآن، يبدو هذا المعطى واقعياً ومعلناً. الصين أعلنت نيتها بناء قوتها البحرية المتطورة هذه، وأعلنت أيضاً جهودها في إطار التحول إلى قوةٍ عالمية، وهي لم تقم في السابق ببناء هذه القوة العسكرية على مدى 4 آلاف سنة من تاريخها.

وبينما يحدث ذلك الآن، لتنتقل الصين من قوة برية إلى قوةٍ بحرية كبرى، تلتهب الأحداث العالمية في إطار صراعٍ جديد تمثل فيه مع روسيا أخطر القوى على الهيمنة العالمية للإمبراطورية الأميركية؛ صراع جارف يشمل ميادين النشاط العالمي كلها، وتتصادم فيه الثقافات، وتلتحم فيه الجيوش، وينهمك في الصناعيون والتجار ومحركو رؤوس المال، وتضج فيه أفكار المخططين الإستراتيجيين والرؤيويين؛ أولئك الذين يصلون بأفكارهم ماضي بلادهم وهواجس الأسلاف بتطلعاتهم المستقبلية.

قلب الصين

وُجدت الصين كفكرةٍ ومفهوم وحاضرة قبل 4 آلاف عام فيما بات يعرف بسهل الصين الشمالي أو السهل المركز بين منغوليا الداخلية وإلى الجنوب من منشوريا حول النهر الأصفر وتحت نهر يانغتسي.

النهر الأصفر كان دائم الفيضان، حتى تحول إلى لعنة على شعب "الهان"، لكنه في الوقت نفسه، وعلى الرغم من تلوثه في العقود الأخيرة، بقي يمثل بالنسبة إلى الصين ما يمثله النيل بالنسبة إلى مصر. حول ضفافه، تعلم الصينيون الزراعة وأقامو بناءهم الحضاري. إنها منطقة القلب، أو ما يعرف بسهل الشمال الصيني، التي توسعت منها الصين في بيئةٍ ملأى بالتحديات.

إلى الشمال من تلك الحضارة التي كانت تبنى، كانت هناك الطبيعة القاسية في صحراء غوبي في منغوليا الحالية، ثم مع الاتجاه غرباً، تبدأ الأراضي بالارتفاع لتشكّل هضبة التيبيت، وصولاً إلى جبال الهملايا، ثم في الجنوب الشرقي والجنوب هناك البحر.

بحلول عام 1500 قبل الميلاد، كانت قد نشأت مئات المدن الصغيرة التي تحاربت فيما بينها لتنشئ الشكل الأول من الدولة الصينية تحت حكم أسرة "شانغ"، ومنها نشأ شعب الـ"هان" وأقام حدوده في محيطه، وبدأ نشاطه يتفاعل محولاً الزخم الحضاري إلى أنموذجٍ أولي لدولة.

الآن، يشكل الـ"هان" نحو 90% من الشعب الصيني، وهم يسيطرون على السياسة والاقتصاد الصينيين. يتحدثون المندرين والكانتونيز (تتشابه في الكتابة، لكنها مختلفة في النطق) والكثير من اللغات المحلية الأخرى، لكنهم موحدون عرقياً بالدافع الجيوبوليتيكي لحماية منطقة القلب التي تحوي عصب حضارتهم وعمقها الحي.

منطقة القلب هي مركز الثقل السياسي والثقافي والديموغرافي للبلاد، وهي تضم نحو مليار إنسان في مساحةٍ تقدر بنصف حجم الولايات المتحدة الأميركية فقط. في هذه المساحة، كان الـ"هان" خائفين من القبائل البدوية المنغولية الشديدة البأس. لذلك، بدأوا بجمع قواهم لإيجاد أجوبة عن أسئلتهم الوجودية في هذا المحيط الصعب، لكن طريقهم من أجل تحقيق أمنهم لم تكن سهلة أيضاً. كانت تقف في وجههم عقباتٌ وحواجز طبيعية كثيرة. 

كان الصينيون يشعرون بهويتهم الحضارية الواحدة المختلفة عن محيطهم الذي كان لا يزال بدوياً. توسعوا من منطقة القلب نحو التيبيت في الجنوب الغربي بحدود عام 200 قبل الميلاد، من دون أن يسيطروا على الهضبة. وفي الشمال، توسعوا إلى سهوب وسط آسيا. وفي الجنوب، وصلوا إلى بحر الصين الجنوبي. وفي تلك المرحلة، بدأ إنشاء سور الصين العظيم. لقد بدأ شكل الصين بالتكشّف، كما سنعرف لاحقاً.

لقد أنشأوا بين عامي 605 و609 ميلادي القناة الكبرى، وهي أكبر قناة مائية صنعها الإنسان حتى اليوم، وتم وصلها بالنهرين، الأصفر ويانغتسي، وهو ما سمح بربط الـ"هان" الشماليين بالجنوبيين ووطّد أواصر الوحدة، على الرغم من استمرار مشكلة الفيضانات وتواصل هجمات المنغوليين من الشمال على كامل شعب الـ"هان"، والتي كانت دائماً تنتهي بانتصار المنغوليين، الذين تمكن قائدهم كوبلاي خان من ضم كامل البلاد إلى إمبراطوريته عام 1279، ولمدة 90 عاماً، حتى تمكنت أسرة "مينع" من استعادة الحكم. في ذلك الوقت، بدأت التجارة تتوسع، وازدهرت مناطق الساحل الصيني.

في القرن الثامن عشر، سيطرت الصين على جزء من بورما والهند الصينية في الجنوب، وشينجيانغ في الشمال الغربي، لتصبح أكبر المحافظات الصينية، وهي التي تبلغ نحو 643 ميلاً مربعاً.

ومع تلك الإضافة، أضيفت إلى مشكلات الصين مشكلة الأغلبية المسلمة لهذه المنطقة، الأمر الذي شكل عامل زعزعة للاستقرار. في القرنين التاسع عشر والعشرين، وصل النفوذ الأوروبي إلى الصين، وأبرزها بريطانيا، إذ استعاد الصينيون قدراً من المعاناة لم يعرفوه منذ الغزو المنغولي.

لاحقاً، أراد اليابانيون توسيع إمبراطوريتهم، فهاجموا الصين مرتين، الأولى في العام 1932، والثانية في العام 1937، ليحتلوا معظم منطقة القلب، إضافة إلى منشوريا ومونغوليا الداخلية، الأمر الذي تزامن مع سنوات جفافٍ ومجاعة بالغة القسوة تشيب لرواياتها الرؤوس، ثم أعلنوا الانسحاب بعد إعلانهم الاستسلام في الحرب العالمية الثانية عام 1945.

اندلعت بعد ذلك حرب بين الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ وقوات وطنية بقيادة شيانغ كاي-شيك. انتصر الطرف الأول، وانسحب الآخر إلى تايوان. توحدت الصين مع ماو كما لم يسبق أن فعلت من قبل، مع مركزية شديدة في السلطة واستعادة للحضور في منغوليا الداخلية في مواجهة النفوذ الروسي هناك، ثم ضمت التيبيت في العام 1951. لقد عادت البلاد موحدة، لكنها ظلت فقيرة. لم تكن تجربة ماو الاقتصادية ناجحة بقدر نجاحه في توحيد البلاد. 

وفي بداية الثمانينيات، حصل التحول الكبير، إذ أعلن الرئيس دينغ شياوبينغ سياسة "الإصلاح والانفتاح"، تحت شعار كبير هو "اشتراكية بخصائص صينية"، يمكن تفسيرها بسيطرة الدولة على رأس المال ضمن نظامٍ رأسمالي.

منذ ذلك الحين، بدأت الصين بالتحول إلى قوة تجارية وعسكرية عملاقة، وتمكنت من تجاوز أزمات داخلية متفرقة، لتستعيد هونغ كونغ من بريطانيا، وماكاو من البرتغال، وتتحول مع الوقت إلى قوة صاعدة تتنامى قدراتها باطّراد.

خصائص جيوبوليتيك فريدة

في الشمال، هناك 2906 أميال من الحدود مع منغوليا تتداخل معها صحراء "غوبي"، التي كان المقاتلون الشرسون يهاجمون عبرها جنوباً، لكن الجيوش الحديثة لا تستطيع ذلك، وعليها أن تحشد لأسابيع من أجل تجاوزها. إنها حاجز طبيعي معوق للجيوش بصورةٍ كبيرة، ومستهلك للوقت، وخافض للفاعلية، ويتيح للعدو كل فرص التعامل معه.

 يقال إن هذه الصحراء تمثّل نظام إنذارٍ مبكر ومهم جداً للمدافعين. لذلك، فإن أي تقدم صيني باتجاه الشمال لن يكون عبر الجيش، إنما عبر الاتفاقات التجارية، وعبر الغزو الديموغرافي للـ"هان" باتجاه الداخل المنغولي.

باتجاه الشرق، هناك الحدود الصينية مع روسيا التي تمتد حتى المحيط الهادئ، وفوقها تقع جبال الشرق الروسي التي تشهد كثافة سكانية شديدة الانخفاض. تحتها تقع منشوريا الصينية، التي أصبح تعداد سكانها 100 مليون يتزايدون باستمرار، فيما يتناقص عدد السكان الروس في جوارها، ليبلغوا نحو 7 ملايين. من وجهة نظر عسكرية، يمكن عبور هذه المنطقة من خط الساحل الروسي قرب ميناء فلاديفاستوك، لكن لا مؤشرات أو دوافع ظاهرة على حدوث هذا الاحتمال.

إلى الجنوب من هذه المنطقة، وعلى امتداد الساحل، هناك الشرق الصيني، وصولاً إلى بحر الصين الجنوبي الذي يقود إلى المحيطين الهادئ والهندي، حيث تقع العديد من الموانئ التي تستخدم للتجارة، لكن على طول هذه السواحل، هناك أرخبيل من الجزر العديدة، وبعضها يحمل معه المشكلات، وصولاً إلى الحدود البرية مجدداً؛ فيتنام ولاوس وبورما.

تمثل فيتنام إغراءً للصين. ولسوء حظ الطرفين، فإن الحدود المشتركة هي المنطقة الأكثر ملاءمةً للدخول العسكري من دون مشكلاتٍ كبرى، وهذا ما يفسر السيطرة التاريخية للصين على فيتنام. إنها الجغرافيا التي رسمت شكل العلاقة. من وجهة نظر الصين، فيتنام لا تمثل تهديداً كبيراً الآن.

الحدود مع لاوس تملؤها الغابات الكثيفة، وهي صعبة على التجار، وأكثر تعقيداً بالنسبة إلى العسكر. وبالاقتراب من حدود بورما، الأدغال تصبح جبالاً صعوداً باتجاه الهملايا. هذا ما يزيد أهمية التيبيت بالنسبة إلى الصين. الهملايا تسير مع الحدود الهندية-الصينية قبل أن تنخفض عند وصول الحدود إلى باكستان وأفغانستان وطاجيكستان. بالنسبة إلى نيودلهي، هذه الحدود هي "سور الهند العظيم".

وبالحديث عن الهند والصين، تعتبر الأخيرة أن محافظة أروناشال برادش الهندية صينية، فيما تقول الهند إن الصين تحتل آكساي تشين، لكن الطرفين لا يبدوان راغبين في تصعيد الموقف، ويفضلان الاهتمام بشؤونٍ أخرى. وعلى الرغم من تجدد اندلاع مواجهات متفرقة عند هذه الحدود، بدءاً من عام 1962، فإنهما يظهران قدرةً دائمة على ضبط الموقف واستعادة الهدوء.

لم تشهد التجارة بين القوتين الجارتين نشاطاً كبيراً في العقود الماضية. إنها فقط مسألة حدود بين التيبيت والهند، إذ أرادت الصين أن تكون حاضرةً على الدوام. يحكم هذه المنطقة "جيوبوليتيك الخوف"، فإن لم تسيطر الصين على التيبيت، سيكون محتملاً على الدوام أن تفعل الهند ذلك. هذا الأمر سيعطي الأخيرة قدرة على الإشراف من تلالٍ حاكمة على هضبة التيبيت، وقاعدة تؤهلها للانطلاق نحو منطقة القلب الصينية، إضافة إلى السيطرة على المنابع التيبيتية لثلاثة من أكبر أنهار الصين: الأصفر ويانغتسي وميكونغ. لهذا بالضبط، تعرف التيبيت بأنها "برج الصين المائي"، مع العلم أن الصين لديها تقريباً حاجة مائية مماثلة للولايات المتحدة الأميركية، لكن مع كثافة سكانية تفوقها بخمسة أضعاف.

عندما يتحدث الغربيون عن التيبيت، يرى الصينيون ذلك مزعجاً في العمق. صحيح أنه غير خطر وغير فاعل، لكنه مزعج. في الحصيلة، سوف تبقي الصين التيبيت تحت سيطرتها، حيث الديموغرافيا والجيوبوليتيك يناقضان احتمالات استقلالها. الصينيون يصنعون أمراً واقعاً على قمة العالم، وهم حملوا الحضارة إلى مملكة التيبيت القديمة، لكن معها أيضاً، جاء الـ"هان"، الأمر الذي يصعّب نجاح أي حركة انفصالية قد تتطور هناك وتستغل من الخارج.

الأمر عينه بالنسبة إلى منشوريا ومنغوليا الداخلية وشينجيانغ، حيث يعيش الـ"هان" بكثافة مع القوميات الأخرى، في حين تبقي الصين أعينها مفتوحةً على الاتجاهات المشابهة لحركة "التيبيت الحرة" التي يمكن أن تنشط في بيئة الصراع مع الولايات المتحدة، وتتلقى تحفيزات من الخارج، وهو النسق الذي درج استخدامه في أكثر من صراع خاضته واشنطن.

أما على الحدود مع باكستان وقرغيزستان، حيث الحدود جبلية، وقبل الوصول إلى كازاخستان، وصعودا مجدداً نحو منغوليا، فهي تمثل ما كان يعرف بطريق الحرير القديم أو خط التجارة الذي يربط المملكة المتوسطة بالعالم. نظرياً، يمكن اعتبارها نقطة ضعف للدفاع الصيني. إنها فجوةٌ بين الصحراء والجبال، لكنها بعيدة عن منطقة القلب الصينية، فالكازاخ ليسوا في موقف تهديد الصين، وروسيا بعيدة جداً.

في شينجيانغ، تعيش الأغلبية المسلمة من شعب الإيغور الذي يتكلم لغةً متصلة بالتركية. المقاطعة محاذية لثماني دول هي: روسيا، وكازاخستان، ومونغوليا، وأفغانستان، وطاجيكستان، وقرغيزستان، والهند، وباكستان، وهي تشهد مشكلات مستمرة وممتدة من الماضي، إذ أعلن الإيغور استقلالهم مرتين تحت مسمى "شرق تركستان" في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، ثم عادت الأحداث لتلتهب عام 2009، إذ استجابت الصين بثلاث طرق: قمعت المعارضة بلا رحمة، وضخت الأموال في المقاطعة، واستمرت بإرسال العمال من قومية الـ"هان".

بالنسبة إلى الصين، شينجيانغ مهمة جداً إستراتيجياً إلى درجةٍ لا يمكن لبكين معها السماح بحركة انفصالية، ليس لكونها تقع على حدود 8 دول، وتهدد منطقة القلب فحسب، بل لاحتوائها أيضاً على النفط، ونظراً إلى أهميتها بالنسبة إلى التجارب النووية الصينية، وهي منطقة مفتاحية بالنسبة إلى خطة الصين "حزام واحد، طريق واحد"، إذ تمر منها خطوط نقل البضائع لتنطلق عبر طريق الحرير القديم لتلقي بالحزام البحري في ميناء غوادار في باكستان، التي وقعت مع الصين عقد تأجير الميناء عام 2015 لمدة 40 سنة.

تستضيف ألمانيا "المجلس العالمي للإيغور" و"منظمة تحرير شرق تركستان"، وهما يلقيان اهتماماً إعلامياً وسياسياً متنوعاً من الخارج، وغالباً ما تحاول القوى الدول صاحبة المصلحة استغلالهم، في حين لم يتمكَّن تنظيم "القاعدة" من اختراق هذه القضية بمقدارٍ مؤثر. 

في المحصلة، تبدو قضية الإيغور في شينجيانغ صعبة التحقق، إذ تتمكَّن الصين من ضبط تفاعلاتها بالوسائل التي أشرنا إليها، وهي لن تتسامح بشأن الإضرار بوحدتها الترابية. الطريق إذاً إلى الاستقلال مغلقة، تماماً كما في التيبيت.

وبالنسبة إلى بكين، فإن النمو الاقتصادي والوحدة هما أولويتان لا تقترب من أهميتهما الدعوات إلى اعتماد معايير حقوق الإنسان الغربية. ففي الذاكرة الصينية، لا تزال محاولات غزو الصين طازجة، ولم يمر على آخرها قرن من الزمن بعد. هناك فروق ثقافية بائنة بينها وبين العالم الغربي. 

إن ما ينظر إليه الغرب على أنه من حقوق الإنسان، ترى فيه الصين وسائل لنشر الفوضى، في حين أنها تولي شؤون الجماعة الأهمية الأولى مقارنةً بحقوق الأفراد التي يلحظ اتساعها وضيقها بحسب الموضوع والمناسبة في الأدبيات الغربية، وحتى في القوانين والسياسيات، والأمثلة على ذلك كثيرة (الحجاب ورفض المثلية...).

إلى جانب كل ذلك، لا يزال إطعام هذا العدد الهائل من الصينيين يمثل مشكلةً دائمة بالنسبة إلى الدولة، خصوصاً مع توسع التلوث في الأنهار والأراضي الصالحة للزراعة، في حين لا تزال معادلة التجارة الصينية مع العالم محكومةً بقاعدة: "نحن ننتج البضائع بكلفة زهيدة، وأنتم تشترونها بأسعارٍ زهيدة"، الأمر الذي يشير إلى خطورة انعكاسات الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، ليس على الصين فحسب، بل على العالم أجمع أيضاً.

في الجزء الثاني، سنبحث في إنشاء الصين قوةً بحرية عالمية، وانعكاسات ذلك على مستقبلها وعلى أفق الصراع العالمي بين القوى الكبرى.

  • التيبيت
  • الصين
  • تايوان
  • بحر الصين الجنوبي
  • الايغور
محمد سيف الدين

محمد سيف الدين

مدير عام المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، دكتوراه في العلوم السياسية، متخصص في شؤون الأمن القومي الروسي والعلاقات الروسية الأطلسية.

إقرأ للكاتب

مقالات

باريس وبرلين تبحثان عن أوروبا

القوى الأوروبية الواقعة في نطاق وهج الحرب الأوكرانية سيتحتم عليها أن تواجه العواقب العسكرية فيما...

  • 27 كانون الثاني 15:37
متابعات

حقائق الجيوبوليتيك الصيني (الجزء الثاني – قوة بحرية عالمية استباقاً للحصار)

مواجهة الصين أزمةً في مرورها البحري نحو المحيطين الهندي والهادئ قد تكون أضرارها أكبر من المتوقع،...

  • 19 كانون الثاني 12:50
متابعات

ما هي دلالات أسماء أبرز الصواريخ الروسية؟

تتفوق روسيا في دلالات التسميات التي تطلقها على صواريخها، والتي أضحت لافتةً إلى درجة تعبيرها عن...

  • 31 كانون الأول 2022 14:57
متابعات

روسيا تزيد غموض خطوتها التالية

حدَّد الرئيس الروسي في الاجتماع الأخير لكبار القادة العسكريين قيمة المواجهة الدائرة بوضع تضحيات...

  • 24 كانون الأول 2022 12:05
متابعات

قمم تحاكي الأزمات والتحولات

بعد زيارتي ماكرون إلى واشنطن وشولتس إلى الصين، أتت زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية لعقد قمة...

  • 14 كانون الأول 2022 12:14
متابعات

فرص الحل في أوكرانيا: الوقت لم يعد محايداً

ظروف الحل السياسي في أوكرانيا لم تكتمل بعدُ، وفق المعطيات المتوافرة بكثافة، والتي تظهر في مواقف...

  • 20 تشرين ثاني 2022 16:36

مواضيع متعلقة

أخبار

"وول ستريت جورنال": هل الحرب محتملة في تايوان؟

تحذير خاص لجنرال أميركي بعد طلبه من القوات الأميركية الاستعداد لحربٍ محتملة مع الصين بسبب تايوان...

  • الولايات المتحدة الأميركية
فيديو

الفلبين تسمح لأميركا بتوسيع نشاطها العسكري فيها

الفلبين تسمح للقوات الأميركية باستخدام 4 قواعد عسكرية فيها, جرى تحديدها في مناطق إستراتيجية...

  • يقرأون الآن
  • الأكثر قراءة
مصدر إيراني: لا قتلى في عدوان البوكمال.. وسترى "إسرائيل" نتيجته قريباً
أخبار

مصدر إيراني: لا قتلى في عدوان...

  • 30 كانون الثاني 19:42
  • 4229 مشاهدات
ألكسندر دوغين: الحقيقة غير المتوقعة حول المليارات التي سُرقت من روسيا
أخبار

دوغين يكشف حقيقة المليارات الروسية...

  • 1 شباط 15:25
  • 2818 مشاهدات
سوريا: تركيا تخلي إحدى قواعدها العسكرية جنوب طريق الـ"أم 4" في إدلب
أخبار

تركيا تُخلي إحدى قواعدها العسكرية في...

  • 2 شباط 20:45
  • 1657 مشاهدات
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
أخبار

"بوليتيكو" عن قواعد اللباس الأوروبي...

  • 2 شباط 15:06
  • 875 مشاهدات
"ذا إيكونوميست": فرنسا تتخلى عن المغرب لصالح علاقاتها مع الجزائر
أخبار

"ذا إيكونوميست": فرنسا تتخلى عن...

  • 2 شباط 18:32
  • 674 مشاهدات
من مكان عملية القدس النوعية اليوم

عملية فدائية في القدس المحتلة: 7 قتلى إسرائيليين وجرحى ميؤوس...

  • 27 كانون الثاني 20:50
  • 11093 مشاهدات
لاتأكلوا هذه الفواكه ولا تخزنوها معاً !

لا تأكلوا هذه الفواكه ولا تخزنوها معاً

  • 27 كانون الثاني 08:14
  • 7117 مشاهدات
إعلام الإسرائيلي عن عملية القدس المحتلة:

إعلام إسرائيلي: هذا ما كنا نخشاه.. عملية القدس فظيعة ومؤلمة

  • 27 كانون الثاني 21:49
  • 6500 مشاهدات
نحو 10 إصابات قاتلة بمسدس.. ما تبعات عملية القدس الفدائية على أمن الاحتلال؟

نحو 10 إصابات قاتلة بمسدس.. ما تبعات عملية القدس الفدائية على...

  • 28 كانون الثاني 01:07
  • 4540 مشاهدات
مصدر إيراني: لا قتلى في عدوان البوكمال.. وسترى "إسرائيل" نتيجته قريباً

مصدر إيراني: لا قتلى في عدوان البوكمال.. وسترى "إسرائيل"...

  • 30 كانون الثاني 19:42
  • 4229 مشاهدات
شبكة الميادين

شبكة الميادين الإعلامية قناة فضائية عربية إخبارية مستقلة انطلقت في الحادي عشر من حزيران من العام 2012 واتخذت من العاصمة بيروت مقرا لها.

  • الرئيسية
  • الأخبار
  • آخر الأخبار
  • المقالات
  • الفيديو
  • الفيديو
  • البث المباشر
  • آخر الحلقات
  • البرامج
  • وثائقي الميادين
  • منوعات
  • إنفوغراف
  • من نحن؟
  • ترددات الميادين
  • اتصل بنا
  • الميادين بالإسبانية
  • الميادين بالإنكليزية
  • الكتّاب
Android
iOS

جميع الحقوق محفوظة