عيد في عصر الـــ "كوفيد"
في العيد أسئلة والقلب يطرحها .. متى الجوابُ متى؟ في لطفه القدر
أفطرتَ يا عيدُ والأحلامُ صائمةٌ
على انتظارٍ وطرْفُ الشوق مُنكسرُ
وكيف يأتي وصالٌ والبعادُ ثوى
وجوهُنا عن وجوه الأهل تستترُ؟
وكيف ترسو على الآتي سفينتُنا
ونحن في مرفأ الأمواج ننتظرُ؟
من أين أبدأ حزني ما له جهةٌ
والأرض عامتْ بحُزنٍ ما له صوَرُ
أمشي وأنظر في أرجائها لهباً
يكوي الثرى وَجِهاتُ الأرض تسْتعرُ
أمشي وأقرأ في جدرانها عِبَراً
مُحتار فِكْرٍ فما أبقي وما أذَرُ
عيدٌ كسيحٌ فلا وردٌ ولا فرحٌ
ولا لقاءٌ به يستأنسُ العُمُر
وللأماكن صمتٌ مُطْبق ٌويدٌ
مَكتوفةٌ وفؤادٌ نبضهُ ضجرُ
وللنوافذ والجُدران وشوشةٌ
تقول لي: ومتى التجوال والسفرُ؟
مِنْ أين؟ لا لغةٌ تُجدي ولا قلمٌ
تَخبّلَ المبتدأ المحذوفُ والخبرُ
أنا هنا في حمى "بَركانَ" أغنيةٌ
حيرى تنازعَ فيها اللحنُ والوترُ
أنا هنا يا رفيق الروح قافيةٌ
مرهونة برؤىً يعتامُها السهرُ
لا الشعرُ يُزهر في كفي فأنثرهُ
إلا حنينا بقلبٍ كاد ينفجرُ
إني هنا قِبلةُ الأحرار ملءَ دمي
والشوق وحده فيها جاء يعتذرُ
مِن أين نفرحُ والأحباب ما اقتربوا
منا ولا أصبحوا فينا فنزدهرُ؟
ما زلتُ أرحل في روحي تسافر بي
طيْر البراق وللأبعاد تختصرُ
كلّ البقاع بهذا الغيم مُطفأةٌ
ما للمصابيح في أرجائها أثرُ
ما زلتُ أرقُبُ نجماً للوصال عسى
عنقودُ كأسي هنا للأنس يُعتصَرُ
في العيد أسئلة والقلب يطرحها
متى الجوابُ متى؟ في لطفه القدرُ