المسيح في اليهودية: من العَدَاء إلى الإستملاك (2-2)
إن جزءاً من هذه الإدّعاءات يُعتبر استملاكاً للمسيح والمسيحية من قِبَل اليهود واليهودية؛ إذا يقول بعودة الأخلاق المسيحية إلى الأخلاق اليهودية. هذا ليس صحيحاً؛ فالمسيحية بأحد أوجهها تحدٍ لفكرة الفوقية اليهودية على الآخرين. فإذا كانت اليهودية تؤمن بأن اليهود هم شعب الله المُختار، فإن المسيحية تعتقد بأن الإنسانية متساوية أمام الربّ.
-
-
المصدر: الميادين نت
- 17 اب 2016 15:17
زواج يهودي - مسيحي
ذلك الرجل (يهود يتحدّثون عن يِشو)
(ءُتو هَـ ءِيش:
يِهويم
مِسَبريم عل يِشو)
أبيجدور شنان
يديعوت أحرونوت وحيمِد 1999
352 صفحة (بالعبرية)
الباب الثالث- العصور الحديثة،
دراسات ونصوص للمُطالعة:
1- يشتمل هذا النصّ على عشرة نصوص وهي:- "نشأة المسيحية- يوحنا المعمدان ويشو
الناصري" لتسفي جيرتس، بوزن (بولندا) 1817- براسلاو 1891- يبحث هذا النصّ في
الظروف الاجتماعية التي نشأ وكرز فيها المسيح. وكذلك يبحث في الأساطير التي تشكّلت
حوله، فيقول أن فيها الكثير من المُبالغات (كي) اليهود شركه. ويعتقد الباحث أن ابن
مريم انجذب كثيراً لطائفة الإسيين، وأنه لم يأتِ بأفكار جديدة (ص 157- 168).
2 – "الغابة في غياب
الدبّ" لإفرايم داينارد، لاتفيا 1846- نيويورك 1930- في النصّ الذي بين
أيدينا يشنّ داينارد هجوماً على ثلاثة: الباحث يوسف كلاوزنر (سوف نأتي على ذكره
لاحقاً)، والذين يؤمنون أن ابن مريم شخصية تاريخية، وكذلك على تعاليم المسيحية (ص
169- 189).
3- "جامع السِجالات"
ليهوده دافيد أيزنشطين، مزريطش (بولندا) 1854- الولايات المتحدة 1956- نصّ يجمع
العديد من مقاطع السِجالات الكثيرة منذ القرن الأول وحتى يومه هو. وفي مقدّمته
وشروحاته يعرض لثلاث أفكار رئيسية: الأولى- نصائح لليهودي العلماني، كي يعود إلى
جماعة المتديّنين اليهود. والثانية- يقول فيها أن نصوص العهد الجديد مليئة
بالتناقضات. الثالثة- لم تأتِ المسيحية بأية إضافة أخلاقية، فهي ليست إلا عودة إلى
ما جاء في التُراث اليهودي (ص 190- 200).
إن جزءاً من هذه الإدّعاءات يُعتبر
استملاكاً للمسيح والمسيحية من قِبَل اليهود واليهودية؛ إذا يقول بعودة الأخلاق
المسيحية إلى الأخلاق اليهودية. هذا ليس صحيحاً؛ فالمسيحية بأحد أوجهها تحدٍ
لفكرة الفوقية اليهودية على الآخرين. فإذا كانت اليهودية تؤمن بأن اليهود هم شعب
الله المُختار، فإن المسيحية تعتقد بأن الإنسانية متساوية أمام الربّ.
4- "يشو بن حنان" لميخا يوسف
بن جوريون، مدجيبوز 1865- برلين 1921- يدّعي الكاتب أن ابن مريم ليس إلا "يشو
بن حنان" المذكور في كتاب بن متتياهو (فلافوس). هذا الادّعاء لم يلقَ أذاناً
صاغية من الباحثين في الموضوع (ص 201- 209). هذا الإدّعاء محاولة من محاولات
استملاك المسيح.
5- "نشوء المسيحية" لشمعون
دوفنوف، مسطيسلف 1860- ريجا 1941- قَبِل الباحث بشخصية ابن مريم التاريخية. ويقول
عنه أن كان مُصلحاً عظيماً، جاء ليُبرز التناقض بين الإيمان الشخصي والمؤسّسة
الدينية. ويعتقد أن تلاميذه لم يفهموه كثيراً بانفصالهم وخلافهم مع اليهودية، ولو
سألوه لما وافق على ذلك. ويقول أن مسؤولية صلبه تقع على الحاكم الروماني. كان
دوفنوف معادياً للصهيونية. فقد اقترح إقامة حكم ذاتي لليهود في المركز اليهودي في
أوروبا: روسيا- بولندا (ص 210- 216). وهذه أيضاً محاولة لاستملاكه، وأيضاً لأسباب
دينية- سياسية. فالكاتب يريد أن يستخدم المسيح والمسيحية أرضية لمشروع الحكم
الذاتي لليهود في أوروبا، الحصول على امتيازات.
6- "يسوع الناصري-
تاريخه، حياته وفكره"، يوسف كلاوزنر، أولقينيق 1874- فلسطين 1958- يُعتبر
كلاوزر من أوائل المؤرّخين اليهود الذين كتبوا عن المسيح والمسيحية في فلسطين. وكانت
"القومية اليهودية" أساساً ومنطلقاً له في جميع أبحاثه ونشاطاته.
في كتابه الذي بين أيدينا يقبل بتاريخية المسيح. ويقول أيضاً أنه كان متمرّداً على
اليهودية من داخلها؛ فجميع تعاليمه تنسجم مع التعاليم اليهودية باستثناء المُساواة
بين البشر. إذ تؤمن اليهودية أن اليهود هم شعب الله المُختار. ويقول أيضاً أن
المسيحية هي من نِتَاج تلاميذه وليس من نِتَاجِه هو. كان كلاوزنر من التيّار
الأكثر تعصّباَ في الحركة اليهودية. كان محسوباً على حزب "حيروت". وأخذ
دوراً فاعلاً في أحداث البراق عام 1929. وكان مرشّحاً لرياسة الدولة من قبله.
وعارض قرار التقسيم (ص 217- 229).
لم يعد لكتابات كلاوزنر الأهمية التي
كانت لها في الأكاديمية "الإسرائيلية" في السابق. فيعتبره باحثو اليوم
قومجياً ومخرّفاً! ورغم كونه كذلك، فإنه يريد استملاك المسيح والمسيحية من أجل جعل
اليهودية- الصهيونية تشارك المسيحية بالعديد من الإحداثيات.
7- "يشو والمسيحية- [...]"
لميلطون أرون، الولايات المتحدة، 1911- 1996- يقرّ أرون بتاريخية ابن مريم. ويقول
أنه لم يكن ينوي تأسيس دين جديد. فالدين الجديد هو من أعمال تلاميذه. فهو يعتبره-
وفقاً لما جاء في العهد الجديد- يهودياً مثالياً (ص 230- 239). ادعاء أرون ليس إلا
استملاكاً للمسيح، من جهة. ومحاولة إيجاد تناقض بينه وبين تلاميذه والمسيحية.
8- "محاكمة وموت يشو
الناصري"،القاضي حاييم كوهن، ألمانيا 1911- [فلسطين 2002]- يُعتبر كوهن من
القُضاة المُهمّين في القضاء "الإسرائيلي". وفي العام 1968 أصدر كتابه
الذي نحن بصدده. إذ يقول فيه أن لا دور ليهود لا من قريب ولا من بعيد بمحاكمة وصلب
ابن مريم. ويُضيف أمراً مُثيراً لا تقبله أي من الأوساط البحثية أو الإيمانية لا
في "إسرائيل" ولا في العالم. فيدّعي أن اجتماع السنهدرين قبل اعتقاله
ومحاكمته جاء كي يساعده ويحضّره كي ينجو من أي عقاب. لذا يجب تبرئة اليهود من دمه
(ص 240- 251). هذه محاولة أخرى لاستملاكه- اليهود حاولوا مساعدته للإفلات من
الإعدام.
9- ديفيد فلوسر/ فينا 1917- [فلسطين
2000]- يُعتبر من كِبار الباحثين اليهود في المسيح والمسيحية. فكل أبحاثه في هذا
الموضوع تقول أن ابن مريم كان يهودياً كاملاً وِفقاً لمفاهيم اليهودية التي كانت
في القرن الأول الميلادي. وأن نقده لليهودية لم ينبع من العداء لها أو الصراع
معها، بل ينبع من حبّه لشعب يسرءل. وبحسبه، ابن مريم لم يتعبر نفسه مسيحاً، ففي
أحسن الأحوال يعتبر نفسه أعلى من بقية البشر (ص 252- 259). ومحاولة أخرى لاستملاكه،
فالباحث يجعل من المسيح المتمرّد على اليهودية والثائر ضدّها، إلى يهودي محبّ
لليهود. وكتاباته أيضاً، ككتابات كلاوزنر، لم تعد مُعتبرة في الأكاديمية "الإسرائيلية"
كما كانت في السابق.
10- الرابي عوفايديا يوسف، بغداد
1920- [فلسطين - ]- النصّ الذي بين أيدينا مأخوذ من مجموعة الفتاوى والأسئلة التي
توجّه إليه عادة. فقد سأله أحدهم: هل يجوز استخدام التاريخ الميلادي، علماً أن هذا
التاريخ مقرون بالمشيح؟ فيجيبه: نعم. فالتاريخ الميلادي المُستخدَم ليس مؤكّداً
أنه تاريخ ميلاد "يشو [= يمح شمو وزخرو/ يقطع نسه]" (ص 260- 263).
الباب الرابع- الأدب:
يشتمل هذا الباب على سبعة نصوص، وهي:
1- "في الزِقاق الضيّق"، أهرون
أبرَهَم قباق، سمرجون 1880- فلسطين 1944- النصّ الذي بين أيدينا مأخوذ من رواية
"في الزِقاق الضيّق" التي كتبها قبق في الثلاثينات من القرن الماضي.
يتحدّث فيها عن طريق عودته من الحياة اليهودية التقليدية إلى الحياة الأرثوذكسية
المُتشدّدة. يأخذ بشخصية ابن مريم في البداية، وترافقه على امتداد الرواية. فهو
يرى فيه شخصاً صالحاً جداً كان يساعد عامة الناس في كل شيء. والمُثير هو، أن يعتبر
ابن مريم شخصية إنسانية وليست يهودية بالضرورة. فهذا الأمر جديد وغريب على يهودي
مؤمن مُتشدّد (ص 267- 279). محاولة أخرى من يهودي لاستملاك المسيح بواسطة جعله
إنسانياً. هل المسيح غير ذلك!؟
2- "أقوال دون نركيس"
لزلمان شنيئور، بليروسيا 1887- نيويورك 1959- في قصيدته "أقوال دون
نركيس"، يجعل شنيؤور من دون نركيس الذي على المشنقة، أن يتحدّث إلى المسيح،
"الأخ القديم"، جاعلاً رمز عذاب اليهود من قبل الجوييم.. ومستقبلاً سوف
ينزل المسيح عن الصليب ليسير مع إخوته اليهود إلى جبل صهيون لإقامة مكان الأمان
الدائم لهم (ص 280- 186). الكاتب يستملك المسيح ويجعله صهيونياً.
3- يسوع الناصري- لنحمان أجمون،
أوكرانيا 1896- فلسطين 1980- النصّ عبارة عن مسرحية يستحضر فيها أجمون الفصل
الأخير من حياة يسوع كما ترد في العهد الجديد. فيه يعرضه كإنسان تعذّب من أجل
الآخرين. ولا يرغب بالبشارة التي أُنزلت عليه. وغير سعيد كونه يجترح العجائب.
ويعرضه أيضاً كإنسان تراجيدي يضعف مع مرور الزمن (ص 287- 299). في هذه الرواية،
يقوم أجمون اليهودي بانتزاع أنياب المسيح الثائر.
4- "هؤلاء هم" لحاييم هزاز،
أوكرانيا 1898- فلسطين 1973- النصّ عبارة عن رواية يستحضر فيها هزاز المسيح في عدة
محطّات كما ترد في العهد الجديد. نُشرت أجزاء من الرواية في العامين 1947- 48.
فيها يضع هزاز على لسان المسيح الصورة القاسية التي حدثت لإخوته اليهود عبر
الأجيال نتيجة لممارسات الجوييم (ص 300- 326). يجعل الكاتب من اليهود إخوة للمسيح.
5- "الحياة كمثل" لبنحاس
سديه، لِفوف 1929- فلسطين 1994- في الرواية التي بين أيدينا يكتب سَديه سيرته
الذاتية على شكل اعتراف. فيها يذكر الكثيرين ممن تعذّبوا مثله، كالمسيح مثلاً. يصوّر
سديه المسيح بصورة إنسانية بعيدة عن العقيدة الدينية اليهودية والصهيونية. (ص 327-
336).
6- "سيرة الأخ المنبوذ"
لبنيامين جلاي، روسيا 1921- فلسطين 1995- في نصّه يُساجل جلاي المسيح والمسيحية في
محورين: صحّة العهد الجديد التاريخية.. والعلاقات اليهودية المسيحية على مرّ
التاريخ.. فيتوجّه إليه مُبرزا العذاب الذي سبّبه المسيحيون لليهود على مرّ
التاريخ (ص 337- 345).
7- "سوسنة أريحا" لعاموس
كينان، ولد في فلسطين عام 1927- في النصّ الذي بين أيدينا يكتب كينان فصولاً في
تاريخ "أرض إسرائيل". فيه يستحضر المواقع والتاريخ والأشخاص ومنهم المسيح،
الذي يرى بعذابه، عذاب "شعب إسرائيل". وأنه أحد أعمدة الثقافة العبرية..
(ص 346- 351). وهي محاولة أخرى من محاولات استملاك المسيح.
المسيح
في اليهودية: من العداء إلى الإستملاك (1-2)