أوباما: "لم ننجح" في ليبيا
خلال أشهر يغادر الرئيس الأميركي باراك أوباما البيت الأبيض. قلة هم الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة الذين واجهوا اختبارات على مستوى السياسة الخارجية كتلك التي واجهها أوباما. سياسة سئل الأخير عن فهم المؤرخين لها فأجاب "أعتقد أنه يمكن اعتباري واقعياً لإدراكي أنه لا يمكننا في أي لحظة تخفيف كل البؤس الموجود في العالم.. يجب أن نختار أين يمكننا إحداث تأثير فعلي". هكذا مهد جيفري غولدبرغ لما أسماه "عقيدة أوباما" في السياسة الخارجية التي كانت خلاصة سلسلة من اللقاءات التي جمعت الصحفي في مجلة "ذي اتلانتيك" مع الرئيس الأميركي.
ما عزز هذه النظرة فشل التدخل العسكري في ليبيا عام 2011 للإطاحة بمعمر القذافي. لم يرد أوباما الانضمام إلى القتال. نائبه جو بايدن ووزير دفاعه السابق نصحاه بتجنب الخطوة. لكن مجموعة قوية داخل فريق الأمن القومي تضم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وسوزان رايس يوم كانت لا تزال مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وكلاً من سمانثا باور وبن رودس وانتوني بلينكن مستشار بايدن للأمن القومي آنذاك، ضغطت بقوة من أجل حماية بنغازي. ينقل الكاتب عن بايدن الذي كان لديه حكم صارم على سياسة كلينتون الخارجية قوله "إن هيلاري تريد فقط أن تكون غولدا مائير".
"الخيار الأول كان عدم القيام بأي خطوة وهناك في إدارتي من كان يقول مهما كان الوضع الليبي مأساوياً فإنها ليست مشكلتنا. الطريقة التي نظرت فيها إلى الأمر هو أنها ستكون مشكلتنا في حال اندلعت الحرب الأهلية والفوضى في ليبيا". "لم ينجح الأمر" يقول أوباما عن هذا التدخل، مضيفاً إن "الولايات المتحدة خططت بدقة وبالرغم من ذلك فإن وضع لا يزال كارثياً". يتحدث عن الثقة الزائدة بالأوروبيين في الموضوع الليبي. يسمي الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي غادر منصبه بعد عام فقط، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي سرعان ما أصبح غير مكترث، مشتت الذهن بمجموعة من الأمور الأخرى.
ينسحب لوم أوباما إلى الأطراف الليبية الداخلية، يقول إن "درجة الانقسام القبلي في ليبيا كانت أكبر من توقعاتنا. وقدرتنا على إيجاد كيان ما يمكن التفاعل معه وبدء تدريبه وتزويده بالموارد تبددت سريعاً".
يخلص غولدبرغ إلى أن ليبيا أثبتت لأوباما أن "الأفضل هو تجنب الشرق الأوسط". ينقل عنه زميل سابق له في مجلس النواب قوله "لا يمكن لنا بأي طريقة أن نلتزم بحكم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إن ذلك سيكون خطأ أساسياً".