هموم فلسطين على بساط "خيال الظل"

تحمل فرقة "محترف القنديل الصغير" التابع لمركز التواصل الاجتماعي – أجيال" في عين الحلوة جنوبي لبنان، هموم فلسطين الأم والقضية، وتعرضها مسرحية في مختلف المناطق اللبنانية بتقنية فريدة، ومنبعثة من تقليد مسرحي قديم، هو مسرح "خيال الظل" بعنوان: “خطوات مخيم وإيقاع".

عرض خيال الظل وفيه هموم فلسطينية

سنوات مرت، تحمل فيها فرقة "محترف القنديل الصغير" التابع لمركز التواصل الاجتماعي – أجيال" في عين الحلوة جنوبي لبنان، هموم فلسطين الأم والقضية، وتعرضها مسرحية في مختلف المناطق اللبنانية بتقنية فريدة، ومنبعثة من تقليد مسرحي قديم، هو مسرح "خيال الظل" بعنوان: “خطوات مخيم وإيقاع"، تعبر فيها عن مشكلة اللجوء، والتهجير، والظلم الذي يعيشه العالم، وخصوصا الفلسطينيون.

تستغرق المسرحية الخمسين دقيقة تقريبا، وفيها من الدهشة ما هو نادر يتحقق إن بالجديد غير المألوف في المسرح، وهو تقنية "خيال الظل"، أم بالأداء الاحترافي العالي الذي يتمتع به أفراد الفرقة المسرحية، تمثيلا ورقصا إيقاعيا، وقد تولى المدرب أورليان الزوكي تدريب الفرقة على الرقص المعاصر.

مقطع "إلهي" من قصيدة "إله الثورة"

مراد عياش ينسق جولات للفرقة، قال إنه "جرى العمل على العرض لسبع سنوات، ذاكرا أن أعضاء الفريق هم "من عين الحلوة، والفريق عنده إرادتان، إرادة حب الحياة، وإرادة الحرية، ويظهر العرض كيف يعيش الفريق في مخيم عين الحلوة".

مخرجة الفريق لمى خميس، والأعضاء هم: آلاء ابراهيم، اسماعيل ابراهيم، عبير عابد، هادي قبلاوي، أسامة العلي، دعاء ابراهيم، بيسان علي، يحيي خميس، سيليا خميس.

يبدأ العرض بانشقاق الستارة، وتظهر شاشة بيضاء، ويبدأ بالظهور من خلف الشاشة، خيالان راقصان، شاب، قبالته فتاة تردد مع الفنّانة الفلسطينية تيريز سليمان وهي تغني: "إلهي! أعدني إلى الصحراء من فضلك".

وتتابع الظلال رقصها بالتوازي مع الموسيقى في حركة إيقاعية تعبيرية احترافية، على وقع موسيقى حديثة، في مشهدية قلما شاهدها الجمهور سابقا، فكانت أولى العروض مفاجئة بفرادتها، وجمالها. ثم يدخل ممثلان آخران من خلف الشاشة، بينما يتقدم ممثل خامس من أمامها بالأسود، فتتماهى الخيالات بين الخيال الخلفي للشاشة، والحضور الفعلي للممثل من أمامها، في تقنية يتلاعب فيها الخيال الذي لا يمكن إلا ان يكون أسودا، مع الأجساد المتلبسة بالسواد.

استخدم العرض نصا من قصيدة لشاعر من أراضي 48 هو مروان مخول عنوانها "إله الثورة"، وقد جرى تقطيع النص إلى مفاصل، وتصاعد صوت الفنان تامر نفار وهو يطرح احتمالية العودة للحياة البدائية، اقتباسا من معاني الأغنية.

 

ومن الكلمات التي ترددت في المشهد بصوت تيريز سليمان:

إلهي!..

أعدني إلى الصحراء

من فضلِك وامْحُ الحدود التي علَّبتني، وشوّهتْ وجه المدى

 

أداء على إيقاع "على ظهر الصواريخ"

ثم بصوت تامر نفار:

انصب لي خيمة عودتين قبال الواحة

شوية أعشاب وحجرين بدال قداحة

هل يا ترى العالم، حينتبه عغيابنا؟

إلهي!.. أعِدْني إلى الصّحراءِ من فضلِك

 

بلا أيفون حوالين النار مع ولدي قاعد

بغنيله ل"زرياب" برويله (أروي له) عن زمن غابر

بلا ما يصلو "إس إم إس" عن أخبار فضل شاكر

إلهي!.. أعِدْني إلى الصّحراءِ من فضلِك

 

فتيريز سليمان:

الهي

وقف دوران العالم

مش قادرة اتحمل

دخت وبدي انزل

العصي أدوات القمع

ومروان مخول:

في الغاب ما ليس فينا؛ يأكل الوحش وحشًا

إن جاع لا وحشين

الهي هَبْ لي بلادًا ملاذًا؛

لا دين فيهم، ويحيَونَ في سِلمٍ كما ترى،

أم ترى الليث

يقتل من أجل مذهبه الطائفي ظبيًا، يا إلهي!؟.

الهي هَبْ لي بلادًا ملاذًا.

في مشهد آخر من المشاهد العديدة التي ناهزت العشرة، يدخل عنصر يحمل ثلاثة عصي طويلة، تعبر عن سلطة القمع، تهدد بقية العناصر المشهدية، وهي تتراقص على إيقاع صارخ، ومعبر عن واقع الحال الفلسطيني.