صحف تركية: المشكلة تزداد تعقيدا
"أين تركيا اليوم مما كانت تطمح اليه قبل عشر سنوات؟"، و"أين هي مسيرة الحل التي يتحدث عنها اردوغان؟ وهل لا يزال بإمكانه ان يخدع الشعب بالكلام؟" أسئلة طرحتها صحف تركية منها "مللييات" و"اوزغور غونديم" وقدمت عبرها جردة حساب لحكم "العدالة والتنمية".
"أين تركيا اليوم مما كانت تطمح اليه قبل عشر سنوات؟" تساءلت صحيفة "ميللييات". وتحت عنوان "الحاجة الى حكاية جديدة" ذكرت الصحيفة: "عندما نتحدث عن القوة الناعمة فإنما نتحدث عن ديموقراطية النظام وإعلاء دولة القانون وغنى البلد ورفاهيته والتطور في السياسة الخارجية على قاعدة الحريات الفردية والعامة وإمكان حل المشكلات الداخلية والخارجية وبرامج المساعدة الانسانية".
ومضت تقول "لقد باتت الحكاية قديمة بعدما امتلأت السجون بالصحافيين وانتـُهكت الحريات الفردية وعمّ الاضطراب بسبب سياسة خارجية مذهبية وإسلامية. حتى الثقة باتت حكاية قديمة. تركيا باتت بحاجة ملحة الى لاعبين جدد وموثوق بهم يروون حكاية جديدة".
أما صحيفة "زمان" فتناولت قضية العلاقة مع يونان على ضوء تجربة الأخيرة لصواريخ "أس- 300". وكتبت الصحيفة أنه للمرة الأولى منذ 15 عاما تواجه تركيا من جديد مشكلة صواريخ "اس 300"، بحيث ذكرت الصحف اليونانية ان اليونان جرّبت في تدريبات عسكرية يوم الجمعة الماضي صواريخ "اس– 300" وكانت التجربة ناجحة.
وتابعت الصحيفة: "وزير الدفاع اليوناني وصف التدريبات بأنها رسالة سلام واستقرار. ليس لليونان في محيطها الاقليمي اي عدو او تهديد. فقط مع تركيا لها مشكلات جوية وبحرية كثيرة. تركيا بالتأكيد امام مشكلة جديدة تتطلب ان تجد لها حلا وهي تجريب اليونان لصواريخ أس- 300".
صحيفة "حرييات" تناولت بدورها حق الإيمان للعلويين. فأوضحت أنه عندما جاء حزب العدالة والتنمية الى السلطة كانت المشكلات المتعلقة بالعقيدة تختصر بالعناوين التالية: الحجاب، دورات القرآن الكريم، معاهد إمام خطيب، درس الدين الإجباري، الإعتراف بدور العبادة العلوية، تنشئة رجال دين للأقليات غير المسلمة.
واعتبرت أنه بعد احد عشر عاما نجد ان العناوين الثلاثة الأولى المرتبطة بحساسيات قواعد حزب العدالة والتنمية قد حلت فيما بقيت العناوين الأخرى المرتبطة بالعلويين في مكانها برغم سبعة مجامع عقدت لحل هذه المشكلات في اطار ما سمي الانفتاح العلوي.
وازدادت المشكلة برأي الصحيفة مع الحرب في سوريا واطلاق اسم السلطان سليم الأول على الجسر الجديد فوق البوسفور. وفي رزمة الاصلاحات الأخيرة تمخض الجبل فولد فأرا ولم يعط شيء للعلويين. المشكلة تزداد تعقيداً.
صحيفة "اوزغور غونديم" طرحت سؤالاً "أين هي مسيرة الحل التي يتحدث عنها اردوغان؟ وهل لا يزال بإمكانه ان يخدع الشعب بالكلام؟". وتحت عنوان "الوجه القاتل" مضت تقول إنه "ليست مصادفة ان تحدث مجزرة روبوسكي قبل عامين ويقتل فيها سلاح الجو التركي 35 قروياً كردياً عزّلاً من السلاح. وليست مصادفة أيضاً ان يقتل البوليس التركي قبل ايام ثلاثة اكراد مدنيين في يوكسيك أوفا". واعتبرت الصحيفة أن هذه الحوادث جزء من سياسات القتل الكردية التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية. "حتى اليوم لم يحاسب أحد على مجزرة روبوسكي، ولم يـُقدم حتى اعتذار من جانب اردوغان الذي كان قد دعا عام 2006 قوى الأمن الى التعامل بالطريقة اللازمة مع الجميع حتى لو كانوا نساء وأطفالا".