وفاة أهم مطرب ليبي

معروف عربياً لدى حراس التراث، والمهتمين بالغناء الأصيل منذ نصف قرن. إنه الفنان "محمد حسن" الأشهر في ليبيا والجوار، دفع من صحته ضريبة إرتباطه بالعقيد الراحل "معمر القذافي"، فهو منذ 6 سنوات يعيش مع آلامه، عزلة كاملة عن الناس والفن في مسقط رأسه"الخُمس"، وعندما أُعلنت وفاته ساد حزن عميق في عموم ليبيا لأنه يمثل جانباً مضيئاً من التراث المحلي.

يذكر مع الكبار في العالم العربي. ورغم خصوصية صوته وألحانه لم يكن نشيط الحركة بإتجاه أقطار الشرق ، فعلها سابقاً في السبعينات حيث غنّى في القاهرة وعدد من الدول المغاربية، لكنه لم يهتم أبداً بوسائل الإعلام، وإعتبر دائماً أن صوته وألحانه هما بطاقته التعريفية أمام ملايين العرب، ومع ذلك تداول المهتمون وعارفو قيمة هذا الرجل فنياً، معظم نتاجه، وكان يضحك عندما يعرف أنه لم يهتم بنشر نتاجه عربياً ومع ذلك شاهد ناقداً فنياً على إحدى الفضائيات يقول مشرّحا أعماله الغنائية "إنه واحد من أعمدة الغناء التراثي العربي ويجب تطوير الأبحاث عنه وإعطاؤه حقه من الإهتمام والدرس".

غاب هذا الفنان عن 73 عاماً. وإشتهرت له أغان عديدة، منها "من طبرق طير يا حمام"، وأوبريت "شرق وغرب"، وبعض الملاحم (رحلة نغم، النجع، و رفاقة عمر)، وبدعوة خاصة من الجالية الليبية في لندن أحيا "حسن" حفلاً ساهراً وحاشداً عام 2002 في قاعة "رويال ألبرت هول"على مدى 6 ساعات من العزف والغناء، ومن بينها أغنيات له غناها عدد من المطربين العرب بينهم (وردة، ذكرى، سميرة سعيد، ولطيفة)، ولم تسعفه ظروفه بعد ذلك في إحياء حفلات أخرى  على هذا المستوى.

واحد من سادة الموسيقى العرب يغيب في وقت صعب على بلاده والمنطقة. لكنه من العلامات الفارقة التي أثّرت في مسار موسيقانا طوال 50 عاماً.