كمن على رأسه الطير، يقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسط حقل ألغام يتهمه
معارضوه بأنه زرعه لنفسه. فتركيا التي كانت تروج لسنوات لسياستها صفر مشاكل تبدو اليوم
رازحة تحت كل أنواع المشاكل. أزمة سياسية داخلية وفراغ حكومي، أزمة إقتصادية متعاظمة
وإنهيار لليرة، والأسوأ من الأولى والثانية إهتزاز أمني يبدو مرشحاً للتصاعد مع تحول
تركيا بحسب آخر ما بثه تنظيم داعش إلى هدف مشخص للهجمات.
لم يأت كل هذا من فراغ، ومن يحضر العفريت معني بصرفه وإلا فعليه تحمل تبعات
تحضيره هكذا يقول معارضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، هؤلاء الذين حذروا
مراراً من التورط التركي في سوريا والعراق ومن غض الطرف عن آلاف المقاتلين الأجانب
الذين عبر بعضهم الحدود وبقي بعضهم الآخر داخل البلاد ليبني شبكات معقدة وخلايا نائمة
تتحرك اليوم تحت أكثر من عنوان.
بالنسبة لأردوغان وحزبه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، هذا ما يقوله مؤيدوه
وهم يدافعون عن وقوفه إلى جانب بعض المعارضة السورية في مسعاها لإسقاط نظام الرئيس
السوري بشار الأسد هؤلاء كانوا ينظرون للدور التركي القادم في المنطقة وتوسيع رقعة
التأثير، بل وتوسيع خارطة الدولة التركية في ظل ما يحكى وحكي عن إعادة رسم لخرائط المنطقة.
لا تبدو حسابات أنقرة متطابقة مع حسابات الحقل. المشهد أصبح أكثر تعقيداً بالنسبة
للرئيس أردوغان وهو يبدو كمن يفقد السيطرة على خيوط اللعبة التي تمرد بعضها على يده
التي فقدت مرونتها، أما بعضها الخيوط الأخرى فلا تبدو قوية بما يكفي لتسمح له بإستعادة
المبادرة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية