"آسيا تايمز": الفشل أحد خيارات بايدن

عدم قدرة بايدن على الارتقاء إلى مستوى ادعاءاته الخاصة تشير إلى أنّ الفشل ، بالنسبة لبايدن والديمقراطيين ، هو خيار. وستدفع الولايات المتحدة ثمناً باهظاً مقابل كل انهيار.

  • بعد أقل من عام على رئاسة بايدن، لم تعرف البلاد شيئاً سوى الكارثة.

كتب براندون ويشرت في موقع "asia times" مقالاً تناول فيه موضوع إمكانية فشل الرئيس الأميركي جو بايدن في مهمته خلال فترة ولايته الحالية، فيما يلي نص المقال بالعربية:

ينظر معظم الأميركيين إلى السياسة الداخلية على أنها منفصلة عن السياسة الخارجية. لكنها ليست كذلك.

عندما تمّ انتخاب باراك أوباما، الرئيس الشاب نسبياً ولم يُمتحَن جدياً بعد، افترض العديد من قادة العالم أنه سيفشل. بغض النظر عن رأي المرء برئاسة أوباما، فلا  يمكن تجاهل إنجازه في  سنّ قانون الرعاية الميسرة (اي سي اي). حينها لاحظ العديد من المتوجسين "نصر" أوباما التشريعي، وظهر لهم أنه قائد مقتدر يجب أن يؤخذ على محمل الجد. هذا ما منح إدارة أوباما درجة من الجاذبية مع القادة الأجانب في وقت مبكر من رئاسته.

محاولة إدارة جو بايدن لتمرير تشريع شامل للبنية التحتية في العام الأول لرئاسته، أقرب إلى طرح إدارة أوباما المبكر لقانون الرعاية الميسرة . على الرغم من ذلك، يتسبب برنامج البنية التحتية لبايدن في إلحاق ضرر أكبر بصورته مما يساعده.  فإنّ الفشل في تمرير المشروع، سوف يضرّ بالشركات  الأميركية. بهذا المعنى، من الممكن أن تؤثر السياسات المحلية على السياسات الخارجية. لذا فإنّ مشروع قانون البنية التحتية لا يتعلق فقط بتوفير طرق وجسور أفضل للأميركيين. فهو أيضاً  يجعل أميركا أكثر كفاءة من حيث المنافسة العالمية وأكثر جاذبية لبقية العالم من العديد من منافسيها (مثل الصين).

فشل بايدن المزمن

احتاجت الولايات المتحدة إلى تحديث بنيتها التحتية بشكل كبير لعقود. مع ذلك، فإنّ الوضع السياسي لم يسمح أبداً لرئيس بإنجاز هذه المهمة الحيوية.

يعتقد الرئيس جو بايدن أنه يمكن أن يكون الزعيم الأميركي الذي سيغير هذه الديناميكية. وفي الواقع، لقد راهن كثر على فكرة أنه بايدن وحده يمكنه إنجاز هذه المهمة الهامة. حتى الآن، فشل الرئيس السادس والأربعون، الذي ادعى أنه أكثر كفاءة من سلفه الجمهوري السيئ دونالد ترامب- في تحقيق هدفه. 

حقيقة أنّ الكونغرس يسيطر عليه الحزب الديمقراطي لبايدن يجعل فشله أكثر إدانة لمستقبله السياسي. وسيدفع كل من بايدن وحزبه ثمناً باهظاً لهذا الفشل الدائم في منتصف مدة  ولايته خلال العام 2022. وذا استمر هذا النمط من الفشل التام طوال فترة ولاية بايدن الأولى بأكملها، فقد يعني ذلك هزيمته في  انتخابات عام 2024.

بعد أقل من عام على رئاسة بايدن، لم تعرف البلاد شيئاً سوى الكارثة. وما يزيد الأمور تعقيداً أنّ الفشل في تمرير مشروع القانون المذكور قد يؤدي إلى انهيار إدارة بايدن التحتية. إضافةً إلى الكوارث الأخيرة على الحدود الأميركية المكسيكية أو انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، ناهيك عن المستوى من التدهور للاقتصاد الأميركي منذ أن  دخل بايدن إلى البيت الأبيض، ما أضعف شخصه  على المسرح العالمي، المنقسم بين الديمقراطية، بقيادة الولايات المتحدة، والأوتوقراطية، التي تمثلها الصين.

نقله إلى العربية: حسين قطايا