السنوار يوسّع حدود المواجهة مع "إسرائيل"

وسائل إعلام إسرائيلية تحلل خطاب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، وتقول إنّه يشكل تهديداً يهدف إلى ردع "إسرائيل".

  • السنوار بعد لقاء
    رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار

تحدث المركز اليروشالمي للشؤون العامة والدولة في مقال كتبه يوني بن مناحِم عن الرسائل والدلالات التي حملها خطاب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، لافتاً إلى 4 نقاط يجب الانتباه إليها وردت في الخطاب.

في ما يلي النص المنقول إلى العربية:

كان أول خطابٍ للسنوار منذ انتهاء عملية "حارس الأسوار" قبل سنة، وحظي بتأييد المنظمات في القطاع، وأثار خشية وسط سكان القطاع من أن منظمة "حماس" تستعد لجولة قتال جديدة ضد "إسرائيل" مباشرةً بعد عيد الفطر، الذي يبدأ اليوم الإثنين ويستمر 3 أيام. 

السنوار أعلن عملياً توسيع المواجهة مع "إسرائيل"، وكرر كلام زعيم المنظمة إسماعيل هنية بأنّ الأحداث العنيفة خلال شهر رمضان هي مجرد "بداية المعركة وليس نهايتها". 

أعلن توسيع المواجهة أيضاً إلى قلب البحر، وقريباً ستبدأ منظمته بالتنسيق مع "محور القدس" لكسر الحصار البحري الذي تفرضه "إسرائيل" على قطاع غزة. على ما يبدو، "حماس" تخطط لاستئناف حملات المساعدة البحرية إلى القطاع. 

يجب الانتباه إلى عدة نقاط مهمة في خطاب يحيى السنوار: 

إرساء المعادلة "غزة – القدس" 

خطاب السنوار هدف إلى تأسيس معادلة "غزة – القدس" التي أعلنتها "حماس" في السنة الماضية، وبدأت بهجمة صاروخية على "إسرائيل" أدّت إلى عملية "حارس الأسوار". 

السنوار كشف أنّ منظمته تستعد لاستئناف القصف الصاروخي على "إسرائيل" إذا استمرت الاعتداءات على المسجد الأقصى، معلناً أنّ الصلية الأولى ستكون لذكرى ياسر عرفات وستتضمن 1111 قذيفة صاروخية. بهذا حاول السنوار بطريقة غير مباشرة التوجّه إلى حركة "فتح" والحصول على دعمها. 

تهديد السنوار يهدف إلى ردع "إسرائيل" عن فرض القانون والنظام  في جبل الهيكل [الحرم القدسي] والمس بسيادتها في الموقع. 

تدخّل في السياسة الإسرائيلية 

يحيى السنوار قرأ جيداً الخريطة السياسية في "إسرائيل"، وهو معني بالظهور كمن تسبب بإسقاط حكومة بينيت وإجراء انتخابات جديدة في "إسرائيل". 

اتهم حزب القائمة العربية الموحدة بالخيانة في توفيره شبكة أمان لحكومة بينيت، ودعا منصور عباس إلى الانسحاب من الائتلاف فوراً في ظل "المس بالمسجد الأقصى". 

السنوار يقدّر أنّه إذا دخلت "إسرائيل" في معركة انتخابات جديدة، فإنّ هذا سيُضعف أكثر فأكثر حكومة بينيت، التي ستصبح حكومة انتقالية تخشى مواجهة عسكرية واسعة مع "حماس" وستخضع لإملاءاتها. 

محاولة لجر عرب الداخل إلى المعركة 

أثنى يحيى السنوار على دعم "عرب إسرائيل" للمسجد الأقصى، والقدوم إليه من أجل حمايته، وأعرب عن دعمه للهجمات الأخيرة التي قام بها العرب في بئر السبع والخضيرة، ودعاهم إلى الانتقال إلى استخدام أسلحة نارية، وكذلك باردة، ضد "إسرائيل".

السنوار يحاول تعزيز وحدة الجبهات المختلفة للفلسطينيين، والتي بدأت في العام الماضي خلال عملية "حارس الأسوار"، وإثارة انتفاضة المجتمع العربي داخل "إسرائيل" ضمن استغلالٍ للمشاعر الدينية للمسلمين. 

تهديد بحربٍ إقليمية وبحربٍ دينية 

السنوار أوضح أنّ "سيف القدس" لا يزال مرفوعاً، مشدداً على أنّ المس بالقدس وبالمسجد الأقصى يعني "حرباً دينية إقليمية". 

ويظهر بوضوح من خطاب السنوار أنّ الحرب التي بدأتها منظمة "حماس" ضد "إسرائيل" في العام الماضي ليست من ناحيتها جولة قتال إضافية، بل بداية معركة طويلة هدفها "تحرير القدس والمسجد الأقصى وفلسطين". 

الأمر يدل على أنّ الخطة المصرية لتهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة ليست عملية بالنسبة لـ"حماس"، المتشجعة من نجاحاتها في القدس وفي جبل الهيكل [الحرم القدسي] ومستعدة للمخاطرة بإعادة إعمار القطاع والتسهيلات التي مُنحت لسكان القطاع بجولة قتال جديدة مع "إسرائيل"، انطلاقاً من فرضية أنّها ضعيفة، فيما يمكنها هي تحقيق إنجازاتٍ إضافية وموضعة نفسها كقائدة للشعب الفلسطيني، وتعزيز مكانتها في الشارع الفلسطيني، والوصول في نهاية المطاف إلى إنهاء سلطة السلطة الفلسطينية في الضفة.