بوريل يضحي بمصالح الاتحاد الأوروبي ليكون دمية الولايات المتحدة

موقع "سي جي تي إن" يقول إن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل كونه يتربع على رأس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، عليه أنّ يتحلى بعقلانية تتناسب مع مسؤوليته "الرفيعة" في إدارة العلاقات مع الصين.

  • بوريل يضحي بمصالح الاتحاد الأوروبي ليكون دمية الولايات المتحدة
     الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل

نشر موقع "سي جي تي إن" الصيني، اليوم الإثنين، في افتتاحيته تقريراً قال فيه إن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل يضحي بمصالح الاتحاد الأوروبي ليكون دمية الولايات المتحدة، ويضيف أنّ الدول الأوروبية تعاني من تصدعات متنوعة داخلية، بسبب الصراعات الكثيرة التي تحرض عليها واشنطن.

وفيما يلي نص التقرير المنقول إلى العربية:

دعا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، القوات البحرية الأوروبية إلى القيام بدوريات في مضيق تايوان في مقال نشر في صحيفة أوروبية الأسبوع الماضي. وقال بوريل إن مسألة تايوان "تهمنا اقتصادياً وتجارياً وتكنولوجياً"، مشدداً على الحاجة إلى "الإشارة إلى التزام أوروبا بحرية الملاحة" في المنطقة.

لا شك، في أن تصريحات بوريل خطيرة للغاية و تؤدي إلى عواقب وخيمة في العلاقات بين الصين، والاتحاد الأوروبي، وعلى مستقبل القارة الأوروبية نفسها.

بداية، يفتقر "وزير خارجية" أوروبا، جوزيب بوريل، إلى الفهم الأساسي لمسألة تايوان والوضع في المضيق. ولن تؤدي "الدوريات الأوروبية" إلا إلى إعاقة التجارة الإقليمية وليس تعزيزها. فحرية الملاحة لم تكن أبداً مشكلة في مضيق تايوان. البر الرئيسي الصيني هو صاحب المصلحة الكببرى في الأمن والسلام و الرخاء في المنطقة، وهذه حقيقة شفافة وبسيطة، ضمنت في السابق ولا تزال حرية الملاحة والأنشطة التجارية القانونية.

ومع ذلك، إذا أصرت الدول الأوروبية على نشر سفن حربية في المضيق، فمن المؤكد أن ذلك سيؤجج التوترات وبالتالي سيكون له آثار سلبية هائلة على التجارة. إن "حماية" تجارة الاتحاد الأوروبي مع شركاء آسيا والمحيط الهادئ من خلال الدوريات لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية.

كون جوزيب بوريل، يتربع على رأس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، عليه أنّ يتحلى بعقلانية تتناسب مع مسؤوليته "الرفيعة" في إدارة العلاقات مع الصين. ففي حين تعلو أصوات القادة الأوروبيين في بروكسل، التي تدعو إلى مزيد من الاستقلال الاستراتيجي، فإن بوريل سعيد بجعل أوروبا دمية في يد الولايات المتحدة، مع أنه يتين على الدوام في أن الرقص على اللحن الأميركي لم يكن في مصلحة الدول الأوروبية على المدى الطويل، ولكن على ما يبدو لم يتعلم بوريل هذا الدرس بعد.

أدلى بوريل، بهذه التصريحات بعد اجتماع وزراء خارجية "جي 7"، حيث اتخذ كبار الدبلوماسيين من المجموعة تحت ضغط الولايات المتحدة، موقفا صارما بشأن قضية تايوان، و يعتقد أن واشنطن أثرت على مستوى النبرة لكلام بوريل بشأن تايوان. 

فبعد أن جنت الولايات المتحدة الكثير من الأموال من الحروب التي سعرتها في الشرق الأوسط، فهي تتوجه اليوم لفعل الأمر نفسه في شرق آسيا والمحيط الهادئ، وتكثف جهودها لتضخيم قضية تايوان منذ سنوات. وهي اليوم تستخدم أوروبا كأداة وورقة مساومة ضد الصين، في محاولة تفضي بمسألة تايوان إلى أن تصبح أزمة أوروبية.

الولايات المتحدة لا توارب حين يتعين عليها خلق حروب لتغذية مجمعها الصناعي العسكري، الذي يعتبر أحد أعمدة الهيمنة التي ترتكز عليها الهيمنة الأميركية، والدول الأوروبية تتحمل تبعات الخسائر في السابق، والتي ستجنيها من التوترات في مضيق تايوان. وإن أي إجراء من الاتحاد الأوروبي الذي يقوم بدوريات في مضيق تايوان سيجلب نتائج خاسرة للدول الأوروبية. 

من المسلم به أن الصين والاتحاد الأوروبي قد يكون لديهما بعض الاختلافات الإيديولوجية، لكن ليس لديهما أي تضارب جوهري في المصالح. كذلك تحتاج الدول الأوروبية إلى الصين كشريك في القضايا العالمية، ولا يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يتحمل الانفصال وتدهورالعلاقات مع أكبر شريك تجاري له.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان قد حذر بالفعل من سيناريو وقوع بلاده في وسط تصعيد بين واشنطن وبكين،"أن تكون حليفاً مع الولايات المتحدة لا يعني أن تكون تابعا ولا يعني أنه ليس لدينا الحق في التفكير المستقل"، أدلى ماكرون بهذه التصريحات خلال زيارته إلى الصين هذا الشهر.

يفتقر بوريل إلى فهم ما يفعل وما يجري وما هي الحقيقة. ومحاولات "الردع" كما يعتبرها من خلال دوريات عسكرية في مضيق تايوان، لن تشكل شيئاً أمام تصميم جيش التحرير الشعبي الصيني، الذي  لديه القوة الكافية للدفاع عن وطنه.

تعاني الدول الأوروبية من تصدعات متنوعة داخلية، بسبب الصراعات الكثيرة التي تحرض عليها الولايات المتحدة، وتدفع ثمنها أوروبا، مما يمنعها تقنياً من تحقيق استقلالها الاستراتيجي. وفي هذا السياق، هل تمتلك أوروبا القوة لمواجهة جيش التحرير الشعبي الصيني؟ على بوريل معرفة ذلك قبل الابحار في مسألة تايوان.

وباعتباره كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، عليه أن يكون واقعياً في التعامل مع الصين، لا أنّ يقوم باتباع الولايات المتحدة بشكل أعمى، ويضحي بمصالح الدول الأوروبية لأجل الهيمنة الأميركية.

نقلها إلى العربية: حسين قطايا