صحافة تركية: ترامب قادم

إنّ جو بايدن ودونالد ترامب اللذين يتنافسان في انتخابات الرئاسة الأميركية هما خير مثال على تحليل نماذج الشخصيات السياسية، وبخاصة من زاوية الحرص على التشبث بالسلطة.

0:00
  • صحافة تركية: ترامب قادم
    صحافة تركية: ترامب قادم

صحيفة "قرار" التركية تنشر مقالاً للكاتب طه آقيول، يتحدث فيه عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويرجّح أن يفوز دونالد ترامب بالرئاسة.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: 
 
 إنّ جو بايدن ودونالد ترامب اللذين يتنافسان في انتخابات الرئاسة الأميركية هما خير مثال على تحليل نماذج الشخصيات السياسية، وبخاصة من زاوية الحرص على التشبث بالسلطة.
 
بايدن يختلط عليه الأمر في تحديد وجهته، ويمد يده إلى الفراغ ليصافح الهواء، ويخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باسم غريمه الروسي فلاديمير بوتين، ويقول إنّ نائبته كامالا هاريس هي نائبة ترامب. ومع ذلك، يرفض التخلي عن منصبه. 

وكان عدد من أبرز أعضاء الحزب الديمقراطي قد دعوا بايدن للانسحاب من المنافسة الانتخابية كي يفسح المجال لترشيح شخص آخر قادر على منافسة ترامب، ولكن بايدن رفص ذلك وردَّ عليهم بالقول: "المرشح الأنسب هو أنا، وسأفوز على ترامب"، وهذا يشير إلى مدى الحرص على التشبث بالسلطة لدى السياسيين.

في المقابل، هناك منافسه المتعجرف ترامب وتصريحاته الوقحة التي يخاطب بها الدول، ومنها تركيا، إذ قال بكل صلافة: "سأدمر اقتصادكم".

لاحظوا استخدام ضمير المتكلم في هذه العبارة وتركيزه على "الأنا" التي شدد عليها في عبارة أخرى من خطابه هذا، إذ قال: "حكمتي العظيمة التي لا مثيل لها".

ترامب "الشعبوي" يرى أنّ أميركا حُكمت من قبل نُخبٍ معادية للشعب الأميركي، وأنّه أول رئيس أميركي خرج من صميم الشعب ليعيد أميركا إلى "عظَمتها".
 
لقد كان ترامب "الرجل العظيم" الذي تربّع على عرش أميركا العظيمة، وفعل ما لم يفعله أيّ رئيس أميركي آخر، إذ أعلن أنّ القدس عاصمة "إسرائيل"، مخالفاً بذلك قرارات الأمم المتحدة، كما أنّه هو الذي قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني.
 
لقد اختلف مع جميع السياسيين في جولته الأوروبية التي قام بها في تموز/يوليو وآب/أغسطس عام 2018، حتى إنّ رجل الأعمال المستثمر مارك فايبر وصفه قائلاً إنّ "ترامب لا ينتهج النهج الدبلوماسي في السياسة الخارجية، بل يتصرف كفيل في معرض للأدوات الزجاجية"، وكان ذلك في 18 آب/أغسطس 2018.
 
والآن، يبدو أنّ ترامب سيفوز بالسلطة، وهو يؤدي دور "البطل" مع مزيد من الخُيَلاء بعد تخطيه مجموعة من العقبات، كان آخرها نجاته من محاولة اغتيال قام بها أحد الحمقى، فهل ينجح الديمقراطيون بإقناع بايدن بالتخلي عن الترشح وترشيح شخص آخر متزن عقلياً؟ يبدو ذلك صعباً، وليس لدى الديمقراطيين اليوم مرشّح بمستوى جون كينيدي أو جيمي كارتر، في حين أنّ الجمهوريين ليس لديهم شخص بمستوى رونالد ريغان.

على الأرجح، سيفوز ترامب بالانتخابات، ومن الآن بدأت تنتشر اللوحات الدعائية الداعمة لترامب، ومنها لوحة تصوّر نزول السيد المسيح من السماء لمباركة ترامب أمام العلم الأميركي؛ ومن تلك الوحات أيضاً لوحة تصور وجه ترامب مضرجاً بالدماء أمام العلم الأميركي، وهو يرفع يده ويقول: "أميركا العظمى".