صحافة تركية: من الذي يحكم الولايات المتحدة؟

حالياً، أكثر تساؤل يشغل الولايات المتحدة الأميركية التي بدأت تنحدر نحو فوضى سياسية هو: "من الحاكم الفعلي لأميركا؟".

0:00
  • جو بايدن وكامالا هاريس
    جو بايدن وكامالا هاريس

صحيفة "صباح" التركية تنشر مقالاً للكاتب أرجان طوطار، يتحدّث فيه عن سحب جو بايدن ترشّحه عن الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية، ودعم نائبته كامالا هاريس، ومحاولة اغتيال دونالد ترامب.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
 
حالياً، أكثر تساؤل يشغل الولايات المتحدة الأميركية التي بدأت تنحدر نحو فوضى سياسية في إثر استقبالها جزار غزة بنيامين نتنياهو هو: "من الحاكم الفعلي لأميركا". 

المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب الذي نجا بأعجوبة من محاولة اغتيال قال: "عناية الرب هي التي أنقذتني"، في حين أنّ مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن تحدى مطالبيه بالانسحاب من المنافسة الانتخابية قائلاً: "الرب وحده يجبرني على الانسحاب".
 
ولكن بايدن الداعم للإبادة الجماعية انسحب بعد يومين فقط من تصريحاته هذه، وبشكل مفاجئ، من المنافسة الانتخابية (يوم الأحد بتاريخ 21 تموز/يوليو الجاري)، وذلك عبر منشور في حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إن موظفيه فوجئوا بقراره هذا، فموظفو البيت الأبيض لم يعلموا بالقرار إلّا بعد قراءة منشور بايدن في منصة "إكس".
 
إذاً، القوى التي قدمت لبايدن عرش الرئاسة الأميركية على طبق من ذهب عام 2020، إذ كان فوزه بالرئاسة مستبعداً جداً، قررت اليوم عزله عن منصبه.

ويبدو أنّ الأمر صدر ولا مجال لتلافيه، فبايدن الذي يبلغ 81 عاماً، والذي يعتزُّ بصهيونيته، وجد نفسه مضطراً إلى دعم نائبته كامالا هاريس التي تصغره باثنين وعشرين عاماً للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي.
 
وفي حال انتُخبت هاريس المتزوجة من يهودي، فإنها ستكون أول امرأة سوداء من جنوبي آسيا تترأس الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الفور، بدأ الدعم الخدمي والمالي لهاريس التي يُتوقَّع أن ترتدي تاجاً في مؤتمر الحزب الديمقراطي المزمع عقده في 19 آب/أغسطس المقبل.
 
وخلال 24 ساعةً تلت إعلان انسحاب بايدن، جمعت هاريس 100 مليون دولار من المساعدات، وأعلن 209 أعضاء في الحزب الديمقراطي، و43 سيناتوراً، و23 محافظاً، و4 آلاف ناخب ديمقراطي في عموم البلاد، دعمهم لها بأغلبية ساحقة. كما حصلت على دعم اتحادات العمال والمعلمين ونخب هوليوود.

وكان إيلون ماسك الذي أعلن دعمه لترامب، وجورج سوروس الذي أعلن دعمه لهاريس، من أوائل رواد الأعمال الذين أعربوا عن توجهاتهم.
 
إنّ هاريس التي تشجعت بعد حصولها على كل هذا الدعم، أعلنت ترشيحها رسمياً من دون أن تنتظر انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي. لعل هذه هي إرادة "الرب" الذي ذكرها بايدن. وقد وصفت الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في 5 تشرين الثاني/نوفمبر بأنها ستجري بين مدَّعٍ عامٍّ ومجرم.
 
والآن، الرأي العام العالمي والأميركي يتطلع إلى معرفة القوة الحقيقية التي تقف وراء كل هذه الهندسة السياسة وانقلاب البيت الأبيض، فمن الحاكم الفعلي الذي يغير كل شيء بلمسة واحدة، والذي يتحكم في السياسيين ويحركهم كالدمى؟ هل صاحبة القوة الحقيقية هي الدولة العميقة، أو النخبة العالمية، أو اللوبي الصهيوني، أو أنّ القوة الحقيقة بيد هذه المؤسسات جميعاً؟