صحافة تركية: هل تتميز الصهيونية بالحصانة؟
القتلة المجرمون الصهاينة ينتهكون القوانين والمواثيق الدولية، وهم معتادون على عدم تحمل المسؤولية حيالها، ومستمرون في جرائهم الوحشية وفي خلق الفوضى ونشر الدمار والمجازر الجماعية من دون أي رادع.
-
الإسرائيليون ينتهكون القوانين والمواثيق الدولية وهم معتادون على عدم تحمل المسؤولية تجاهها
صحيفة "دوغرو خبر" التركية تنشر مقالاً للكاتب حسن صباز، يتحدث فيه عن خرق "إسرائيل" الاتفاقيات والمواثيق الدولية منذ عام 1947، ويقول إنّ معركة "طوفان الأقصى" أسقطت القناع عن وجوه داعمي التطهير العرقي ومموليه.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
لقد وُصفت عملية "طوفان الأقصى" بأنّها أسقطت القناع عن وجوه الداعمين والممولين للتطهير العرقي ماديّاً وثقافيّاً، والذي يُمارَس بشكل سري وغير مباشر منذ 80 عاماً. هذا الوصف الدقيق يستند إلى معطيات علمية مؤكدة.
وهناك الكثير من الأدلة التي تؤكد أنّ نظام الاحتلال الإسرائيلي يرى نفسه فوق القوانين، ولا يعترف بالقانون الدولي، ويتبنّى معايير مختلفة عن الأمم والدول، وينتهج التمرد والابتزاز في العلاقات الثنائية والدولية، ولا يلتزم بالاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وما زالت العصابة الإرهابية الصهيونية تتصرف على هذا النحو، ولكنها تحاول دائماً تفادي هذه الصورة من خلال منح ممثليها والمتحدثين باسمها أدواراً متناقضة. وقد حققت مكاسبَ كبيرةً من خلال التعتيم الإعلامي ونشر المعلومات المضللة.
وتحظى هذه العصابة بالتساهل إزاء ما تقترفه من انتهاكات، بذريعة أنّها كيان محاط بالكثير من الأعداء، حتّى إنّ تسلّحها بالأسلحة النووية يُبرَّر بذريعة مخاوفها الأمنية، والحقيقة أنّ كل ذلك عبارة عن عملية مستمرة وفق أجندة مدروسة تنفذها العصابة الإرهابية الصهيونية التي تحوك المؤامرات في الوقت الذي تظهر أمام وسائل الإعلام على أنها تجري المباحثات لإيجاد الحلول الدبلوماسية، فما من اتفاقية أو معاهدة حالت دون استمرار الاحتلال والتطهير العرقي.
على سبيل المثال، أصدرت الأمم المتحدة عام 1947 القرار "181" الذي يقضي بإنشاء دولة عربية إلى جانب "إسرائيل". كان هذا القرار مهمّاً بالنسبة إلى الكثير من الدول، ولكن الإرهابيين الصهاينة لم يعيروا اهتماماً سوى لذكر الدولة اليهودية في هذا القرار، فلم يعترفوا بالدولة العربية، ولم يكتفوا بذلك، بل احتلوا أراضيها في حرب 1948، وأكملوا احتلال المزيد من الأراضي العربية في حرب 1967، وما زالوا لا يعترفون بأنّ الفلسطينيين شعب له الحق في أن تكون له دولة.
ولم تكن النداءات والقرارات الأممية المطالبة بانسحاب قوات الاحتلال تجدي نفعاً. مثلاً، صدر القرار "242" قبل 57 عاماً، وكان يقضي بانسحاب الإرهابيين الصهاينة من جميع الأراضي العربية التي احتلوها عام 1967، وما زال هذا القرار يُناقَش في المفاوضات، ولكن قوات الاحتلال ما زالت تحتلُّ الأراضي الفلسطينية والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية.
وقد أصبح سلوك نظام الاحتلال الإرهابي أكثر وضوحاً منذ اندلاع طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، فالقتلة المجرمون الصهاينة ينتهكون القوانين والمواثيق الدولية، وهم معتادون على عدم تحمل المسؤولية حيالها، ومستمرون في جرائهم الوحشية وفي خلق الفوضى ونشر الدمار والمجازر الجماعية من دون أي رادع. والأنكى أنّ هؤلاء الإرهابيين الذين لم يُؤتَوا أي نصيب من القيم الإنسانية والأخلاقية يعتقدون أنهم شعب الله المختار.