لماذا تغيّر "إسرائيل" تكتيكاتها في حربها على حماس؟
التكتيكات الجديدة التي ستقوم بها "إسرائيل"، ستفرض على جنودها المشاة مواجهة رجال المقاومة من شارع إلى شارع ومن غرفة إلى أخرى، وفق ما يؤكد موقع "ذا سبيكتاتور" البريطاني.
-
جنود الاحتلال خلال اقتحامهم مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ ف ب)
موقع "ذا سبيكتاتور" البريطاني يتحدث عن المغامرة التي يقوم الاحتلال الإسرائيلي في حال قرر التوغل براً بشكل أكبر في غزة خلال الأيام القادمة، لافتاً إلى فشل التكتيكات التي استخدمها في الشمال إذا توغل جنوباً.
فيما يلي النص منقولاً إلى العربية:
يوشك العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة، على الدخول في مرحلة حاسمة بعد توقف للقتال دام 7 أيام وشهد إطلاق المقاومة الفلسطينية، سراح 110 أسرى إسرائيليين، مقابل إفراج سلطات الاحتلال عن 240 أسيراً فلسطينياً.
تتراكم الصعوبات المعقدة بوجه جنود الاحتلال الإسرائيلي في الميدانين العسكري والسياسي. وبينما يغامر بالدخول إلى جنوب غزة، لا يمكنه تبني نفس التكتيكات التي استخدمها في شمال القطاع، لأن ذلك سيؤدي إلى قتل الآلاف من الأبرياء المدنيين الفلسطينيين، حيث لا تتمكن المنظومة الغربية بعد من تغطية جرائم حكومة "تل أبيب"، وهناك إشارات أولية عن رضوخ "إسرائيل" لضغوط الإدارة الأميركية في تغير تكتيكاتها لتكون أكثر دقة في توغلها في غزة.
قتلت "إسرائيل" خلال أقل من شهر أكثر من 15,000 مدني فلسطيني في غزة. ويمكن أن يتضاعف هذا العدد بسهولة في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، ما لم يأمر رئيس حكومة "تل أبيب" بنيامين نتنياهو، جنرالاته بتغيير تكتيكاتهم.
في حين أن الحكومة الإسرائيلية مصممة على المضي قدماً في هدفها الحربي المعلن المتمثل في تدمير قوى المقاومة الفلسطينية، فإن كبار السياسيين في البلاد يعرفون أن المساحة التي يتيح الغرب للعدوان على غزة بدأ ينفد.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة تريد من "إسرائيل" تغيير الطريقة التي تقاتل بها ضد الفلسطينيين، من أجل تقليل الخسائر في صفوف المدنيين. قد تكون هذه الجولة الأخيرة من القتال لحظة حاسمة بالنسبة لـ"إسرائيل" وقد تكون خطوة نحو الرمال المتحركة للرئيس الأميركي جو بايدن، إذا ذهبت تحذيراته بشأن الحد من الخسائر الفلسطينية أدراج الرياح. قد يفكر بايدن قريباً فيما إذا كان بإمكانه الاستمرار في دعم "إسرائيل". وإذا غيرت الولايات المتحدة مسارها، فسوف يتبعها حلفاء غربيون آخرون، ويمكن أن يشمل أي شيء من الإدانة العلنية إلى الحد من الدعم العسكري.
وقد حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "إسرائيل" بالفعل من أن هدفها المتمثل في القضاء على المقاومة الفلسطينية سيستغرق عقداً من الزمن ربما، في حال كان قابلاً للتحقيق على الإطلاق، "ما هو التدمير الكامل لحركة" حماس "، وهل يعتقد أحد أنه ممكن؟ إذا كان الأمر كذلك، فستستمر الحرب 10 سنوات،" قال ماكرون يوم السبت.
وأضاف الرئيس الفرنسي أن "الأمن الدائم لإسرائيل" على المحك ولا يمكن ضمانه إذا كان "يأتي على حساب أرواح الفلسطينيين، وبالتالي لا يمكن مواجهة الاستياء والغضب في المنطقة وفي العالم المتعاظم، أعتقد أننا في مرحلة سيتعين فيها على السلطات الإسرائيلية تحديد أهدافها النهائية بشكل أكثر دقة".
وعلى الرغم من أن هذه المرحلة الأخيرة من العدوان الإسرائيلي لكنها لا تزال في أيامها الأولى، ويظهر أن هناك شيئاً من التغيير التكتيكي، وإن كان ضئيلاً جداً. وفي أعقاب انهيار وقف إطلاق النار يوم الجمعة، أعقب ذلك ثلاث أيام من القصف الجوي والمدفعي المكثف.
وكانت هذه الغارات الجوية موجهة في الغالب إلى مدينة خان يونس المترامية الأطراف، حيث تعتقد "إسرائيل" أن العديد من قادة حركة "حماس" ربما يقودون معاركهم من أعماقها.
قال قائد جنود الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في نهاية الأسبوع، "إن القوات تقاتل بالفعل بقوة ودقة في جنوب غزة مع أن هذا أكثر خطورة بكثير من استراتيجية استهداف مناطق حماس بالغارات الجوية ووابل المدفعية".
التكتيكات الجديدة في حال التزمت فيها "إسرائيل"، ستفرض على جنود المشاة مواجهة رجال المقاومة من شارع إلى شارع ومن غرفة إلى أخرى، وبمجرد "تطهير" منطقة ما، سيتعين تثبيت احتلالها أو يمكن أن يستعيدها مقاتلو حماس بسرعة.
وسيواجه جنود "الجيش" الإسرائيلي تهديدات من القناصة والاستشهاديين والعبوات والكمائن عند دخولهم المباني التي دمرتها القنابل. وكما رأينا عندما دخلت القوات البرية الجزء الشمالي من غزة، من المرجح أن تستخدم حركة "حماس" تكتيكات مرنة في الكر والفر مستعينة بالأنفاق تمكنها من استهداف الدبابات بقاذفات الصواريخ والجنود بنيران آلية قبل أن تختفي تحت الأرض.
ما يعنيه هذا فعلياً هو أن "إسرائيل"، من خلال الرضوخ لمخاوف الولايات المتحدة بشأن وفيات المدنيين، ستعرض أفرادها لتهديد أكبر بكثير.
ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى خسائر أكبر بكثير من تلك التي شهدتها في المراحل الأولى من العدوان، مثل هذه المقايضة لن تحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور الإسرائيلي.
وحتى الآن قتل في المعارك ما يقرب من 400 جندي إسرائيلي، منذ7 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب مزاعم حكومة "تل أبيب".