"أكيت": غزة والشرق الأوسط يواجهان خطة خيانة جديدة

جريدة "أكيت" التركية تقول إنّ الولايات المتحدة شريكة "إسرائيل" ولا يمكن الوثوق بنواياها الحسنة، وبات من المرجح أن الشعب الفلسطيني ودول الشرق الأوسط سيواجهان خطة خيانة جديدة.

  • غزة والشرق الأوسط يواجهان خطة خيانة جديدة
    بايدن يملك القدرة على الضغط على شريكه نتنياهو لإزالة العوائق أمام الشاحنات التي تحمل الغذاء

نشرت جريدة "أكيت" التركية، مقالاً تحت عنوان "غزة والشرق الأوسط يواجهان خطة خيانة جديدة"، للكاتب التركي محمد كوجاك، تحدث فيه عن الهدف الحقيقي من التخطيط لبناء ميناء مؤقت في قطاع غزة. وتساءل "هل تهدف واشنطن إلى دعم خطة الغزو الإسرائيلي من خلال إجلاء الفلسطينيين في غزة بالسفن عبر الميناء المؤقت الذي سيتم بناؤه قبالة سواحل غزة بحجة المساعدات؟".

وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

أثار إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن إنشاء ميناء مؤقت في غزة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، تعليقات ومناقشات متباينة في عواصم العالم. لأن هناك شكوكاً وأسئلة محيرة حول خطة الرئيس الأميركي بايدن، الذي يقدم دعماً غير محدود لرئيس وزراء "إسرائيل" الصهيوني القاتل نتنياهو.

وفي هذا الصدد هناك سؤالان مهمان يجب الإجابة عليهما: "ما هو الهدف الحقيقي من التخطيط لبناء ميناء مؤقت؟ وهل تهدف واشنطن إلى دعم خطة الغزو الإسرائيلي من خلال إجلاء الفلسطينيين في غزة بالسفن عبر الميناء المؤقت الذي سيتم بناؤه قبالة سواحل غزة بحجة المساعدات؟

ورغم أنه من الأسرع والأسهل ضمان نقل المساعدات عبر البوابات الحدودية في رفح وكرم أبو سالم وزيادة المساعدات، فإن اللجوء إلى هذه المبادرة المعقدة والمكلفة والمستهلكة للوقت يؤدي حتماً إلى السؤال "هل يحاولون وضع خطة خيانة سرية جديدة قيد التنفيذ؟.

إن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بأن هذه الخطط ستكون للمساعدات الإنسانية ليست ذات مصداقية على الإطلاق. إن بايدن، الذي انحاز إلى حد القول "أنا صهيوني غير يهودي" ودعم الوحشية الصهيونية من خلال استخدام حق النقض ضد جميع المقترحات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة، هو شريك في الإبادة الجماعية في القطاع.

فضلاً عن ذلك، فإن بايدن يملك القدرة على الضغط على شريكه نتنياهو لإزالة العوائق أمام الشاحنات التي تحمل الغذاء والماء والدواء إلى غزة.

ووفقاً للخطة المعلنة، وبما أن المساعدات سيجري تسليمها من ميناء لارنكا في قبرص، على بعد 210 أميال بحرية من غزة، فسيتم أولاً توفير القدرة على استيعاب مئات من حمولات المساعدات الإضافية.

وفي هذا السياق تخطط واشنطن لإنشاء تحالف من الدول للمساعدة في توفير التمويل والقدرة على تنفيذ هذه المبادرة. ثم بعد ذلك ومع مرور الوقت، يجري تحويل هذا الميناء المؤقت إلى منشأة يتم تشغيلها تجارياً.

وبهذا تقدم الولايات المتحدة دعماً غير محدود لـ"مشروع إسرائيل الكبرى"، وتنفذ خططها لاستغلال احتياطيات الطاقة، خاصة النفط والغاز الطبيعي، في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وتحت الأرض.

ومع التزام بايدن بعدم إنزال قوات أميركية في غزة، فمن غير الواضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية أو القوات الأخرى أو الشركات الخاصة ستضمن أمن الميناء المؤقت.

في نهاية المطاف، هو ليس قراراً تم اتخاذه بموافقة الأطراف أو موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بل هو خطة أميركية فيها الكثير من الأمور المجهولة المعروفة.

إن اهتمام الرئيس الأميركي بايدن الظاهري بتقديم المساعدات الإنسانية بدلاً من وقف الحرب هو استثمار انتخابي وتهدئة معارضة الجماهير حول العالم للولايات المتحدة و"إسرائيل" وكسب الوقت لخطط جديدة.

وبما أن الولايات المتحدة شريكة "اسرائيل" ولا يمكن الوثوق بنواياها الحسنة، بات من المرجح أن الشعب الفلسطيني ودول الشرق الأوسط سيواجهان خطة خيانة جديدة.

اقرأ أيضاً: إردوغان وأميركا.. وما الحب إلا للحبيب الأول

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.