"إسرائيل هيوم": الحرب دخلت مرحلة الشّلل.. والأكسجين الدولي لـ"إسرائيل" ينفد

صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية تقول إنّ الحرب على غزة تراوح مكانها بعد 6 أشهر بسبب غياب القيادة ووجود مسؤولين لهم تاريخ سابق من الفشل في الحروب.

  • "كابينت" الحرب الإسرائيلي في اجتماع له خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 

تحدثت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن شلل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب بعد 6 أشهر من انطلاقها، نتيجة الشلل السياسي ووجود مسؤولين يختلفون داخلياً في المواقف وغير قادرين على القيادة والحسم ولهم تاريخ سابق من الفشل في الحروب. 

وأوضحت الصحيفة، في تقرير كتبه محلل شؤونها الدبلوماسية والأميركية أرييل كاهانا، أنّ اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية وخشية الرئيس الحالي جو بايدن من فقدان أصوات الناخبين بسبب دعمه لـ "إسرائيل"، عامل إضافي في عدم القدرة الإسرائيلية على حسم الحرب. 

النص منقولاً إلى اللغة العربية

بعد ستة أشهر من هجوم حماس، تحيط سحابة من الشلل بالحرب. وفيما يتعلق بأهداف الحرب - القضاء على حماس وإعادة الأسرى - فإن الوضع الحالي المستمر هو وضع من عدم الحسم.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يريد الدخول إلى رفح، لكنه لا يعطي أمراً نهائياً بذلك. وإتمام صفقة تعني إذعان لمطالب حماس، وهو أمر لا يوافق عليه أي من أعضاء الحكومة.

ومن ناحية أخرى، يخشى نتنياهو أيضاً أن تنقطع المحادثات فيتهمه بيني غانتس و غادي آيزنكوت بالتخلي عن الأسرى، والأميركيون يضعون عصيهم، وهكذا الحرب تراوح مكانها.

بايدن يواجه وقتاً عصيباً

وفي وقتٍ يجد المسؤولون الإسرائيليون أنفسهم غير قادرين على قيادة قرار متماسك، فإن الأكسجين الدولي ينفد. كان هذا واضحاً حتى قبل المكالمة الأخيرة (الخميس الماضي) للرئيس الأميركي جو بايدن مع نتنياهو ، أنّ بايدن لا يزال لا يطالب بوقف نهائي للحرب، ولا يزال يشارك هدف تدمير حماس، ولكن كما أشار بيان البيت الأبيض بعد المحادثة، فإن الأمر يزداد صعوبة بالنسبة له يوماً بعد يوم.

كلما تقدمت الحملة الرئاسية، تصبح الخشية من خسارة منصبه بسبب دعمه لـ "إسرائيل" حقيقية. الرئيس الأميركي محق من ناحيته، يفضل بقاءه على بقاء "إسرائيل"، لذلك ليس من الواضح ما الذي ننتظره. 

أما بالنسبة للرئيس الأميركي السابق دونالد لترامب، فهو يستغل الفرصة بذكاء ويتخذ موقفاً غامضاً من الحرب من أجل التمتع بالثمار السياسية، لكن حتى ترامب لم يعد يفهم "إسرائيل"، وقال في مقابلة إذاعية هذا الأسبوع: "لست متأكداً من أنني أحب الطريقة التي يفعلون بها ذلك، لأنه يجب أن يكون هناك انتصار، وهذا يستغرق وقتاً طويلا".

ينضم إلى ذلك الضغط الذي لا ينتهي من المجتمع المؤيد لحماس في الغرب، وينتشر الحديث عن فرض حظر على "إسرائيل"، مع تلميحات إلى مذكرات اعتقال دولية، الساعة الرملية تنفد، ونحن نتصرف كما لو أنه لا يوجد غد.

تخلٍ عن العقيدة الأمنية

تقول العقيدة الأمنية الإسرائيلية إنه يجب علينا السعي لتحقيق نصر سريع في الحروب، لكن القيادة السياسية والعسكرية التي أوصلتنا إلى هنا تخلت لسبب ما عن هذا المبدأ المهم أيضاً.

وافق مجلس الوزراء الحربي مسبقاً على اقتراح "الجيش" بحرب لمدة عام، لقد مرت ستة أشهر، والولايات المتحدة هي آخر من يحمينا ومن الصعب عليها بالفعل أن تواصل القيام بذلك.

من أجل الخروج من المعركة وتحقيق أهداف الحرب قبل أن تكون الخسارة نهائية، يجب على نتنياهو وغالانت وهرتسي وغانتس أن يحسموا دون تسويف أو تأجيل، وأن يقرروا ويعملوا.

يخبرنا تاريخ معظم القيادة الحالية أن نزعتها سلبية، نتنياهو كرئيس للحكومة، وغانتس وآنزنكوت كرئيس أركان ونائبه، هم الذين أمضوا 50 يوماً في الحرب على غزّة عام 2014 ولم يهزموا حماس.

وإذا لم يكونوا قادرين على تحقيق الأهداف في هذه الحرب أيضاً فليفسحوا المجال لآخرين، الوقت قصير والحرب لا تزال مستعرة.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.