"ذا هيل": الأكاذيب والمعلومات المضلِّلة جوهر الحملة الانتخابية الأميركية

التقارير الموثوقة والمبنية على الحقائق أصبحت غير مرغوبة، وغالباً ما يتابع المشاهدون القنوات الإخبارية أو يسجلون الدخول إلى المواقع الإلكترونية المفضلة لديهم، ليس للحصول على معلومات ولكن للتصديق على ما يؤمنون به بالفعل.

  • "ذا هيل": ترامب ينخرط في تحريفات متعمّدة ومتكررة خلال حملته الانتخابية

صحيفة "ذا هيل" الأميركية تنشر مقالاً للكاتب جون كينيث وايت، يتحدث فيه عن التحريفات التي تتسم بها الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية، وكيف تؤدّي وسائل الإعلام الأميركية دورها في هذا السياق. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

ينخرط المرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، في تحريفات متعمَّدة ومتكرِّرة من دون الحاجة إلى مصادر إعلامية موثوق بها عالمياً من أجل دحضها، إذ انخفض توزيع الصحف الأسبوعية إلى أكثر من النصف منذ عام 1940. ولم يعد عدد مشاهدي البرامج الإخبارية المسائية سوى جزء بسيط مما كان عليه من قبلُ.

وبدلاً من ذلك، هناك عدد كبير من المنافذ الإخبارية، التي لا تكون في الغالب مصمَّمة من أجل نقل المعلومات، بل في سبيل توفير الطمأنينة. ويتدفق المحافظون على قنوات الكابل،ـ مثل "فوكس نيوز" و"نيوزماكس"، بينما يتابع الليبراليون قناة "أم أس أن بي سي".

أظهر استطلاع للرأي، أجراه مركز "بيو" للأبحاث مؤخراً، أنّ الأميركيين، في أغلبيتهم، يريدون من المراسلين أن يشاركوهم في سياساتهم (أي في الأمور التي تعني حياتهم واهتماماتهم كمواطنين) أكثر من أي اعتبارات شخصية أخرى.  

إنّ جعل المشاهدين مرتاحين يعني أنّ شبكات الأخبار الحزبية تتمتع بتقييمات عالية. "فوكس نيوز" هي ملكة التصنيفات. لكن، مع عودة ظهور دونالد ترامب وعروضه المسرحية في قاعة المحكمة، شهدت قناة MSNBC، التي سَخِر بها ترامب، ارتفاعاً في نسبة مشاهدتها إلى المركز الثاني. وفي الوقت نفسه، شهدت شبكة "سي أن أن"، وهي وسيلة الأخبار الأكثر تقليدية، انخفاض تصنيفاتها إلى أدنى مستوياتها التاريخية.

وخلق هذا التطور توترات داخل غرف الأخبار ذات التوجه التقليدي. ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخراً كيف قامت راشيل مادو، مقدمة برنامج "MSNBC" الأولى، بتوبيخ رؤسائها على الهواء، عندما بثت الشبكة جزءاً مباشراً من خطاب فوز دونالد ترامب، يوم الثلاثاء الكبير.

ووفقاً لصحيفة "التايمز"، فإنّ الصحافيين المعروفين في شبكة "أن بي سي"، تتراوح مشاعرهم بين الحقد والعزم على الاستقالة، بسبب الحزبية التي تظهر في شبكتهم. والنتيجة هي حقل ألغام، صحافياً وحزبياً.

التقارير الموثوق بها، والمبنية على الحقائق، أصبحت غير مرغوب فيها، وغالباً ما يتابع المشاهدون القنوات الإخبارية، أو يسجلون الدخول للمواقع الإلكترونية المفضَّلة لديهم، ليس من أجل الحصول على معلومات، بل لتصديق ما يؤمنون به بالفعل.

قال الرئيس الأميركي الأسبق، فرانكلين روزفلت، إنّ "الرئاسة ليست سلعة يمكن بيعها، لكنها أمانة مقدسة". لذا، فالمسؤولية لا تقع على عاتق أولئك الذين يسعون للرئاسة فحسب، بل أيضاً على عاتق وسائل الإعلام، التي يجب عليها التأكد من حصول الناخبين على معلومات دقيقة عند دخولهم مراكز الاقتراع من أجل أداء واجبهم الأكثر قدسية كمواطنين. واليوم، تم كسر روابط الثقة تلك، وديمقراطيتنا على المحك.