"ذي ناشونال": هاريس وترامب ليسا خيارين آمنين بالنسبة إلى الأميركيين العرب في شيكاغو

تعد شيكاغو موطناً لأكبر جالية فلسطينية أميركية في البلاد. هذه الجالية ترى أنّ هاريس وترامب ليسا خيارين آمنين بالنسبة إلى قضيتها.

0:00
  • تظاهر الآلاف من العرب الأميركيين بأعلام فلسطينية كبيرة وطالبوا بوقف إطلاق النار الفوري في غزة بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي
    تظاهر الآلاف من العرب الأميركيين بأعلام فلسطينية كبيرة وطالبوا بوقف إطلاق النار الفوري في غزة بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي

موقع "ذي ناشونال" ينشر مقالاً للكاتبة جيهان عبد الله يتحدث فيه عن آراء الفلسطينيين الأميركيين بالمرشّحين الرئيسين للانتخابات الأميركية كامالا هاريس ودونالد ترامب.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

يقدّر المسؤولون أنّ نحو 200 ألف أميركي عربي يعيشون في منطقة شيكاغو، وأغلبهم من أصل فلسطيني، ما يجعلها أكبر مجتمع فلسطيني أميركي في البلاد. واليوم، تضم فلسطين الصغيرة 4 مساجد ومدرستين إسلاميتين وعشرات المطاعم والمقاهي والعيادات الطبية ومحال المجوهرات المملوكة للفلسطينيين.

سلّط المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي عقد هذا الأسبوع في شيكاغو الضوء على الانقسامات العميقة بين الأميركيين العرب والحزب، والتي تطورت منذ اندلاع الحرب بين "إسرائيل" وغزة.

وبينما كان الآلاف من أنصار الحزب الديمقراطي داخل مركز المؤتمرات يعربون عن دعمهم الحماسي لنائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشحة للرئاسة، لوّح الآلاف من العرب الأميركيين وحلفائهم في الخارج بأعلام فلسطينية كبيرة، وطالبوا بوقف إطلاق النار الفوري في غزة.

قال روش درويش، رئيس جمعية الأعمال والمهنيين العرب الأميركيين، لصحيفة ذي ناشيونال: "لقد تألمنا، ولكن هناك أيضاً أمل، ولهذا السبب تعد هذه المنطقة مهمة للغاية.. وما يعنيه أن تكون فلسطينياً في الأمة، يبدأ هنا في فلسطين الصغيرة".

لقد تضرر مجتمعنا بشدّة بعد وقت قصير من اندلاع الحرب، عندما طُعن الصبي الأميركي الفلسطيني وديع الفيّومي، الذي يبلغ 6 سنوات، حتى الموت على يد مالك منزل عائلته في شيكاغو.

وكان الأميركيون العرب تاريخياً كتلة تصويت ديمقراطية موثوقة في الانتخابات الأميركية، لكن دعم بايدن الثابت لـ "إسرائيل" منذ بداية الحرب، ورفضه دعم وقف إطلاق النار الدائم أو وضع شروط على المساعدات العسكرية لها، أدّى إلى تفتيت هذا الدعم، وأثار غضب الأميركيين العرب بشدة.

وقبل أربع سنوات، خرج غالبية الأميركيين العرب للتصويت لجو بايدن في صناديق الاقتراع في محاولة لإزاحة دونالد ترامب؛ الرئيس الذي أقر ما يسمى بحظر السفر للمسلمين.

وكان السيد درويش، الديمقراطي منذ فترة طويلة، أحد المنظمين لمجموعة "الأميركيين العرب من أجل بايدن"، لكن بعد بدء الحرب، غيّرت المجموعة اتجاهها واسمها إلى "الأميركيين العرب إلى الأمام".

وجلب تنحي بايدن ارتياحاً أولياً، إضافة إلى التفاؤل، للأميركيين العرب، لكنهم يقولون إنّ هاريس لم تقدم حتى الآن سوى القليل، ما يشير إلى أنها ستغير مسارها بشأن غزة.

وأعربت هاريس عن تعاطفها مع الفلسطينيين، وقالت إنّها تعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، لكنها قالت أيضاً إنّها لن تدعم حظر الأسلحة على "إسرائيل"، وهو المطلب الرئيسي للمجتمع.

وقال فلسطيني أميركي يملك متجراً في شيكاغو: "أعتقد أنّ كامالا وترامب متماثلان. والكل يخدم مصالح إسرائيل.. بصراحة، لا أعرف لمن أصوت. بالنسبة إلي، كلاهما أسوأ من الآخر".

أمّا ياسمين الآغا، التي ولدت ونشأت في شيكاغو، فقد فقدت منذ بداية الحرب أكثر من 150 فرداً من أسرتها في غزة، قالت إنّها تشعر بعدم الارتياح إزاء الإدلاء بصوتها في الانتخابات الرئاسية. وقالت: "بعد رؤية مستوى العنف الذي تعرضت له عائلتي، من الصعب علي أن أصوّت، ما قد يجعلني أساهم بشكل مباشر في مقتل عائلتي.. لذا، يبدو عدم التصويت الآن الخيار الأفضل بالنسبة إليَّ لأنني لا أستطيع تبرير التصويت لكامالا أو التصويت لترامب".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.