"معاريف": في الشمال.. ثمن باهظ تتكبّده "إسرائيل" لعدم افتتاح العام الدراسي
من إخلاء المستوطنات إلى إلغاء العام الدراسي.. هل تقترب "إسرائيل" من نقطة اللاعودة؟ وهل يمكن أن يشعل خطأ صغير واحد حرباً شاملة؟
-
"معاريف": في الشمال.. ثمن باهظ تتكبّده "إسرائيل" لعدم افتتاح العام الدراسي
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تنشر تقريراً لمراسلها للشؤون العسكرية في الشمال، يتحدث فيه عن إقفال المدارس في المستوطنات الحدودية مع لبنان للعام الدراسي المقبل في إثر المواجهات مع حزب الله، وكيف يعد ذلك انهياراً اجتماعية واقتصادية بالنسبة إلى "إسرائيل".
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف:
قال وزير التربية الإسرائيلي يوآف كيش لرؤساء مستوطنات خط المواجهة في الشمال إنّ "الشمال أصبح ساحة مواجهة هادئة، والجيش الإسرائيلي يتآكل، والإسرائيليون يصارعون يومياً للحفاظ على الروتين، فيما يهدد التوتر الأمني بالانفجار في أي لحظة. ومن إخلاء المستوطنات إلى إلغاء العام الدراسي.. هل تقترب إسرائيل من نقطة اللاعودة؟ وهل إن خطأً صغيراً واحداً يمكن أن يشعل حرباً شاملة؟".
وأضاف: "300 يوم قتال في غزة، توتر في الشمال، والإسرائيليون على وشك أن ينهاروا"، متحدثاً عن الضغط الاقتصادي والاجتماعي على جانبي الحدود.
وقال: "في ظل تهديد الطائرات المسيرة والصواريخ، الحياة في الشمال أصبحت لعبة بقاء يومية، فيما السؤال المركزي ليس عما إذا كانت الحرب ستندلع، بل متى؟".
كلام وزير التربية الإسرائيلي كان واضحاً أمس. وقد أشار في حديثه إلى إجراءات الأمن الإسرائيلية في المستقبل القريب، وربما لفترة أطول أيضاً، آسفاً لأنّ "العام الدراسي المقبل في الشمال في صورة ضبابية في ضوء التعقيد الأمني في المنطقة".
إذا لم يُفتتح العام الدراسي في الشمال، أي في كريات شمونة وشلومي والمطلة، وفي مستوطنات المجالس الإقليمية الجليل الأعلى، معاليه يوسف وماتيه آشر وضواحي حرمون، فإنّ ذلك يعني انهياراً اجتماعياً واقتصادياً لمستوطنات كاملة وعائلات من الشمال أجليت من أماكنها، ولا تزال تقيم في الشمال وتعيش الحرب يومياً وساعة ساعة.
القرار بشأن مستقبل الشمال ليس عسكرياً. إنه سياسي. لكنّ "الجيش" الإسرائيلي يخسر مستوى الجاهزية كل يوم، وذلك يعود إلى أنّ قوّاته تآكلت خلال ما يقارب 300 يوم من القتال في غزة. وفي الوقت نفسه، تقوم هذه القوات بروتين من "حرب دفاع هجومية" في الشمال وزيادة نشاط قوات الأمن في الضفة الغربية.
والجدير بالذكر أنّ "الجيش" الإسرائيلي مبني في الغالب على جهاز الاحتياط، وعشرات الكتائب تعمل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في القتال في مختلف الساحات. هذه الوحدات هي القوات التي ستكون مطلوبة للمناورة في الشمال، إلى جانب التشكيلات النظامية.
ويدرك "الجيش" الإسرائيلي أنّ نصر الله يردّ بقوة كبيرة بوابل من الصواريخ وإطلاق الطائرات المسيرة كلما أصاب "الجيش" مدنيين لبنانيين. ويجب علينا أن نعرف أنّ مجرد حادثة موضعية ستؤدي إلى خطوة حربية صاخبة قد تغير الوضع الراهن للحرب.