"نيويورك تايمز": الهاوية تنتظر جو بايدن
الرجل الذي انتُخب لإبعاد سلفه المخادع والمحتقر والمدمّر يجسد هذه الرذائل نفسها بشكل متزايد.
-
"نيويورك تايمز": الهاوية تنتظر جو بايدن
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر مقال رأي للكاتب بريت ستيفنز، يتحدث فيه عن حالة بايدن العقلية، وتأثير ذلك في الولايات المتحدة، ويقول إنّ إنكاره لها يجعله منافقاً مثل دونالد ترامب.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
البطل التراجيدي الذي يكتسب القوة اللازمة للتغلب على بعض الشر، وبذلك يرتكب، أو يصبح، الشر الذي كان ينوي التغلب عليه. هكذا هي الحال مع الرئيس جو بايدن، إذ إنّه الرجل الذي اختار إبعاد سلفه المضلل والمخادع وغير المحترم والمدمّر، وبات يجسد بشكل متزايد تلك الرذائل بنفسه.
الحالة العقلية للرئيس باتت واضحة في العديد من التقارير. وذكر تقرير نشر مؤخراً في مجلة "نيويورك" أنّ بايدن، "عند إلقاء التحية على أحد المتبرعين الديمقراطيين الكبار وصديق العائلة في البيت الأبيض مؤخراً، حدّق بعيداً وأومأ برأسه". حينها، "تدخلت السيدة الأولى لتهمس في أذن زوجها، وتطلب منه أن يلقي التحية على المتبرع بالاسم، وأن يشكرهم على كرمهم الأخير. وكرر الرئيس الكلمات التي لقنته إياها زوجته".
هناك الكثير من مثل هذا التقرير. وقد طُرح سؤال في إحدى الصحف الأميركية عما إذا كان يمكن للمرء أن يتخيل وضع بايدن في الغرفة نفسها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أجاب مسؤول أميركي سابق عن هذا السؤال بعدما صمت لبعض الوقت، بالقول: "لا أعرف"، فيما أجاب مسؤول أوروبي كبير سابق على السؤال نفسه بالقول بشكل قاطع: "لا".
لقد انتقل الحديث من سؤال هوارد بيكر الشهير عن ريتشارد نيكسون: "ما الذي عرفه الرئيس؟ ومتى عرفه؟"، إلى شيء أكثر إثارة للشفقة: "ما الذي يعرفه الرئيس؟ وهل يتذكره حتى؟".
وتنخرط دائرة بايدن ومستشاريه في محاولة تستر عدواني على حالته، ويصرون على أنّ الرئيس حاد ونشيط ولديه الحكمة. وقد أعلن بايدن نفسه أنّ ذاكرته جيّدة، في رد غاضب على تقرير وصفه بأنّه "رجل مسن حسن النية وذو ذاكرة ضعيفة".
ويبدو إنكار الحالة العقلية المتراجعة لبايدن مهيناً بشكل متزايد، لا لأنه غير صحيح فقط، لكن لأنه يصب في مصلحته الذاتية بشكل واضح أيضاً. وإذا كان أمناء الرئيس والمقرّبون منه وأفراد أسرته يعتقدون أنّهم سيساعدونه أو يساعدون البلاد من خلال تولي حصة متزايدة من عملية صنع القرار، فإنّهم بذلك يغتصبون سلطته، ويخدعون الأمة، ويغرون أعداء الولايات المتحدة، لكننا نحن ننتخب الرئيس، والرئيس وحده يملك السلطات الدستورية الواسعة للحرب والسلام والعدالة والإدارة.
إنّ الإحراج الذي سبّبه أداء بايدن في المناظرة الشهر الماضي لا يمكن نفيه ببساطة كما فعلت قناة "MSNBC" بكل غطرسة. إنّ الإنكار يتناسب تماماً مع رواية الدولة العميقة التي تحمي مواطنيها، والتي تصف منتقديها بالكاذبين، فيما تكذب طوال الوقت، وتكاد لا تستطيع الحفاظ على تماسكها، فيما تبدو واثقة جداً بنفسها.
وقال بايدن لمراسل شبكة "ABC" جورج ستيفانوبولوس في مقابلة الأسبوع الماضي: "أنا لا أقوم بحملة انتخابية فحسب، بل إنني أدير العالم أيضاً".
الأمر الذي يفاقم الضرر هو إصرار بايدن على يكون المرشح الديمقراطي للرئاسة على الرغم من المطالبات بتنحيه. هذه النرجسية المطلقة اعتدنا أن نراها في تصرفات دونالد ترامب، مثلما اعتدنا أن يتقدم الطموح الشخصي على مصالح الحزب والبلد.
الدليل على تدهور بايدن العقلي لا لبس فيه، والإدارة التي تحاول التستر على ما هو واضح تدق المسمار الأخير في نعشها. ونظراً إلى المخاطر التي تنطوي عليها هذه الانتخابات، أتمنى بصدق أن يثبت خطئي. في الوقت الحالي، يتعين على الرئيس أن ينتبه إلى تحذير الفيلسوف فريدريك نيتشه في كتابه "ما وراء الخير والشر": "على من يقاتل الوحوش أن ينتبه لئلا يصبح وحشاً.. وإذا حدقت طويلاً في الهاوية، فإنّ الهاوية ستنظر إليك أيضاً".
نقلته إلى العربية: بتول دياب