"نيويورك تايمز": قنابل النداء الإسرائيلية ليس لها مكان في حرب عادلة

الانفجارات التي وقعت يومي الثلاثاء والأربعاء في لبنان كانت على الأرجح جرائم حرب وهجمات إرهابية شنّتها "دولة" دانت باستمرار الهجمات الإرهابية على مواطنيها.

0:00
  • "نيويورك تايمز": قنابل النداء الإسرائيلية ليس لها مكان في حرب عادلة

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر مقالاً للكاتب مايكل والزر، يتحدث فيه عن الهجوم الإلكتروني الذي شنّته "إسرائيل" على لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، واصفاً إياه بأنه جريمة حرب، وأنه يأتي في سياق غير عادل.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف: 

لا شك في أنّ أجهزة النداء واللاسلكي التي استهدفت أعضاء حزب الله في لبنان كانت بمنزلة انقلاب تجسسي وتكنولوجي، ولكن الانفجارات التي وقعت يومي الثلاثاء والأربعاء كانت على الأرجح جرائم حرب وهجمات إرهابية شنّتها دولة دانت باستمرار الهجمات الإرهابية على مواطنيها.

عناصر حزب الله كانوا يستخدمون هذه الأجهزة لأغراض عسكرية، وهذا قد يجعلهم هدفاً لـ"إسرائيل"، ولكن الهجمات التي أسفرت عن مقتل 37 شخصاً على الأقل وإصابة الآلاف وقعت عندما لم يكن العناصر يعملون، ولم يكونوا منخرطين عسكرياً، بل كانوا في منازلهم مع عائلاتهم، جالسين في المقاهي، يتسوّقون في أسواق المواد الغذائية بين المدنيين الذين قتلوا وأصيبوا بشكل عشوائي. ولم تؤكد "إسرائيل" أو تنفي مسؤوليتها عن الهجمات، ولكن من المعتقد على نطاق واسع أنها تقف وراءها.

إنّ قرار تفجير الأجهزة هو مؤامرة من تدبير "إسرائيل"، وكان على المخططين أن يعرفوا أنّ بعض الأشخاص الذين سيتعرضون للأذى سيكونون من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء.

عندما تأذن حكومة ما بقتل رجال تتفاوض معهم بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل زعيم حماس إسماعيل هنية في تموز/يوليو، فلا بد من أن نستنتج أنّها ليست ملتزمة بنجاح المفاوضات، وهذا خطأ سياسي وأخلاقي.

وقد أصبحت المواجهات على الحدود اللبناية الفلسطينية أكثر فتكاً، وتزايدت الضغوط في "إسرائيل" للتحرك بطريقة أقوى لجعل المجتمعات الحدودية الشمالية آمنة. ولعل الأجهزة الإلكترونية المتفجرة كانت تمثل محاولة لاتخاذ إجراء قوي. لا أستطيع أن أصدق أن هذا من شأنه أن يجعل أي شخص أكثر أماناً، فهو يدعو إلى الانتقام، والرغبة في الانتقام لن تزول.

إنّ ما تظهره الهجمات بوضوح مذهل هو أهمية الحل السياسي للحرب في الشمال، والذي لا يمكن أن يأتي إلا مع نوع من وقف إطلاق النار في غزة. إنّ الحرب الكارثية مع لبنان هي الآن الخطر الأكبر، وضحايا أجهزة النداء المتفجّرة وأجهزة الاتصال اللاسلكية والدهشة العامة إزاء ما هو ممكن في الحرب اليوم، والخوف مما سيأتي غداً، كل هذا يثبت ضرورة الحل السياسي.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.