"Drop": الاستيطان الصهيوني بدأ في شمال غزّة

مع استمرار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزّة، الاحتلال يتعاقد مع شركات متخصّصة في بناء المستوطنات للعمل في شمال القطاع.

0:00
  • الاحتلال يدمّر مناطق بأكملها في قطاع غزّة
    الاحتلال يدمّر مناطق بأكملها في قطاع غزّة

موقع "Drop" ينشر تقريراً للكاتب الفلسطيني يونس الطيراوي، يتحدث فيه عن شروع شركات إسرائيلية في بناء مستوطنات في قطاع غزّة، مع استمرار قوات الاحتلال بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف:

منذ نحو أسبوع، وفد وزير الإسكان والبناء الإسرائيلي إسحاق غولدكنوبف إلى "حدود" غزّة، برفقة دانييلا فايس عرّابة حركة الاستيطان الصهيونية، بهدف استكشاف مواقع إعادة الاستيطان في القطاع بلا مواربة. ونشر المذكور صورة له يحدّق من خلال منظار في المنطقة، ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي، "اليوم، تجوّلت في مستوطنات قطاع غزّة". ووصف الحملة الاستيطانية هذه بأنّها ردّ على مذكّرات التوقيف، التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضدّ بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت. وأضاف أنّ "الاستيطان اليهودي هنا هو الردّ على المذبحة الرهيبة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، التي عوضاً عن رعاية الأسرى الـ 101، اختارت إصدار مذكّرات اعتقال ضدّ رئيس الوزراء ووزير الدفاع. والجولة التي أجريتها اليوم شملت عدّة وجهات مهمّة للاطلاع على الاستعدادات للاستيطان اليهودي الفوري".

كذلك، قالت حركة "ناشالا" الاستيطانية في منشور مفصّل، إنّ "إسرائيل" نفّذت عمليات هدم واسعة النطاق في ممرّ "نتساريم" الذي يقطع شمال غزّة عن وسطها، بينما يعمل "الجيش" الإسرائيلي ليلاً ونهاراً في تنفيذ التطهير العرقي للفلسطينيين في شمال القطاع.

وإضافةً إلى ما يقوم به "الجيش" الإسرائيلي، تمّ التعاقد الآن مع شركات متخصّصة في بناء المستوطنات للعمل في شمال غزّة. وأكّدت إحداها أنّها تقوم بعمليّات في بيت لاهيا، وهي بلدة متاخمة لشمال القطاع، حيث وثّق للمرّة الأولى عمل شركة إسرائيلية خاصّة في غزّة، كذلك يُستخدم مقاولون من القطاع الخاص لتنفيذ عمليّات الهدم.

شركة "ليبي" متخصّصة في بناء البؤر الاستيطانية في جميع أنحاء الضفّة الغربية المحتلة، ولا سيما في الأجزاء الشمالية وغور الأردن، بنت في الأشهر الماضية وحدها، عشرات المستوطنات في مناطق نابلس وسلفيت وغيرها.

ويأتي ذلك مع استمرار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزّة. و"تقوم إسرائيل بتطهير عرقي في شمال غزّة، لا يوجد بيت لاهيا، ولا بيت حانون"، هذا ما قاله رئيس أركان الجيش السابق ووزير الدفاع موشيه يعالون في جملة انتقادية حظيت بتغطية إعلامية واسعة في الأسبوع الماضي. وكان يعالون قد تفاخر في السابق بتدمير آلاف الوحدات السكنية في غزّة، لكنه يجد نفسه الآن في موقع معارضة الحكومة، "يعملون حالياً في جباليا، ويطهّرون المنطقة من العرب".

ووفقاً للباحث الإسرائيلي درور أتكيس، فإنّ شركة "ليبي" متّصلة بوثاقة بمنظّمة "أمانة المستوطنات"، التي تخضع حاليّاً للعقوبات الأميركية مع "مجلس المستوطنات" في الضفّة الغربية. وكان منشور على "فيسبوك"، أوضح أنّ الشركة المذكورة قامت منذ أشهر بوتيرة عمل سريعة في بناء حيّ مكوّن من 62 وحدة في مستوطنة إيتمار الواقعة بالقرب من نابلس في الضفّة الغربية. كذلك، رفع أحد المستوطنين شارة الشكر لشركة "ليبي" على دورها في بناء مجمّع استيطاني جديد في بؤرة استيطانية غير قانونية في مدينة سلفيت الفلسطينية في الضفّة الغربية أيضاً. وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" عام 2012، يظهر هارئيل الليبي صاحب الشركة كواحد من بين 12 مستوطناً، صدرت بحقّهم أوامر إخلاء من الضفّة الغربية لتورّطهم في هجمات ضد السكّان الفلسطينيين و"الجيش" الإسرائيلي في الضفّة الغربية. ومن بين هؤلاء أيضاً كان اسم تسفي سوكوت العضو في الكنيست الآن.

ويعدّ هارئيل الليبي من بين أكثر المستوطنين عنفاً وإرهاباً، وهو أسّس بؤرة "ماروم شموئيل" الاستيطانية على أراضي عدّة قرى فلسطينية، من ضمنها بيت دجن، حيث يدير مزرعة هناك. ومنذ فترة وجيزة، كتب الصحفي عومر شارفيت، بالتفصيل عن العلاقة الوثيقة بين الليبي وموشيه شارفيت، المستوطن الذي فرضت عليه عقوبات من قبل الاتّحاد الأوروبّي والولايات المتّحدة وبريطانيا، بسبب أفعاله. وتضمن المقال شهادات من مزارعين فلسطينيين يصفون كيف تشارك شارفيت والليبي في تنفيذ هجمات على المزارعين الفلسطينيين في غور الأردن، وأحرقوا ممتلكاتهم.

وفي مقال من العام الماضي، ذكرت صحيفة "ماكور ريشون" اليمينية الإسرائيلية، أنّ الليبي وزوجته تاليا كرّسا حياتهما لإنشاء أكبر عدد ممكن من المستوطنات. ولقد تنقّلا مراراً وتكراراً، حتّى إنّهُما أقاما بؤراً استيطانية غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي نفسه، بغية استيطان أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية. ويقوم الليبي بذلك على الرغم من أنّه يعترف أنّ "الأرض ليست ملكهم".

نقله إلى العربية: حسين قطايا

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.