"Tomdispatch": من ترسانة الديمقراطية إلى ترسانة الإبادة الجماعية

لم تكن "إسرائيل" لتتمكن من تدمير قطاع غزة وقتل ما لا يقل عن 40000 فلسطيني من دون ضخ كميات هائلة من الأسلحة الأميركية.

  • "Tomdispatch": لم تكن "إسرائيل" لتتمكن من تدمير قطاع غزة وقتل ما لا يقل عن 40000 فلسطيني، من دون ضخ كميات هائلة من الأسلحة الأميركية.

موقع "Tomdispatch" ينشر مقالاً للكاتب ويليام جيه. أستور، يتحدث فيه عن تحوّل الولايات المتحدة من ترسانة للديمقراطية إلى ترسانة للإبادة الجماعية. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

خلال الحرب العالمية الثانية، أعلن القادة الأميركيون بكل فخر أنّ بلادهم تُعد "ترسانة الديمقراطية"، وزوّدوا حلفاءهم، ومنهم بريطانيا العظمى والاتحاد السوفياتي، بالأسلحة والأعتدة ذات الصلة. على سبيل المثال لا الحصر، أذكر أنني قرأت عن الوحدات المدرعة السوفياتية المجهزة بدبابات "شيرمان" الأميركية، على الرغم من أنّ السوفيات كانوا يمتلكون دبابة "تي -34" (T-34) الأفضل وطرازاتها الكثيرة. ومع ذلك، فإنّ الأخبار الأخيرة التي تفيد بأنّ الولايات المتحدة ستقدم المزيد من شحنات الأسلحة الضخمة لـ"إسرائيل" (بقيمة 20 مليار دولار أميركي) في عام 2026 وما بعده فاجأتني. ومن الواضح أنّ "إسرائيل" متورطة في تدمير غزة بشكل شبه كامل وارتكاب مذبحة بحق الفلسطينيين، فكيف تحولت ترسانة الديمقراطية المزعومة خلال كل هذه السنوات إلى ترسانة إبادة جماعية؟

ومع ذلك، لم تكن "إسرائيل" لتتمكن من تدمير قطاع غزة وقتل ما لا يقل عن 40000 فلسطيني من أصل مجمل السكان البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، من دون ضخ كميات هائلة من الأسلحة الأميركية. وفي كثير من الأحيان، لا تبيع الولايات المتحدة حتى الأسلحة إلى "إسرائيل"، على الرغم من كونها دولة غنية قادرة على تسديد مستحقاتها بنفسها.

يقدّم الكونغرس القنابل التي تمزق أجساد الكبار والصغار بذريعة الدفاع عن "إسرائيل" في حربها ضد حماس. ومن الواضح أنّ "إسرائيل" عازمة بكل الوسائل أو بالأحرى بالقذائف والقنابل والصواريخ على جعل غزة خالية من الفلسطينيين ومنح الإسرائيليين مساحة أكبر للعيش فيها (وفي الضفة الغربية). وبالتالي، هذا ليس "دفاعاً"، بل معادلة 2024 للانتقام على طريقة العهد القديم من خلال ارتكاب إبادة جماعية.

وكما قال تاسيتوس عن الرومان الهائجين قبل ألفي عام، يمكننا اليوم أن نقول عن "إسرائيل": تحرق الأرض ومن عليها وتدّعي "السلام". والحكومة الأميركية تمكِّنها، أو في حالة الكونغرس، تهلل لزعيمها، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وبطبيعة الحال، فإنّ أيّ شخص مطلع، ولو بقدر صغير على التاريخ الأميركي، لا بد من أن تكون لديه بعض المعرفة عن الإبادة الجماعية. ففي القرن السابع عشر، كانت صورة الأميركيين الأصليين في كثير من الأحيان "مشوّهة" من قبل المستوطنين الاستعماريين الأوائل (عام 1994، كتب صديقي، المؤرخ ديفيد لوفجوي، مقالاً رائعاً وعنواناً مناسباً جداً حول هذا الموضوع بالضبط: "شيطنة الهنود الأميركيين").

إنّ ربط الهنود بالشيطان جعل من السهل على الرجل الأبيض إساءة معاملتهم، وطردهم من أراضيهم، وإخضاعهم أو القضاء عليهم. وعندما تقوم بشيطنة عدو وتحوله إلى شيء شرير غير قابل للإصلاح، تصبح جميع الجرائم عقلانية ومبررة حتى، فكيف يمكنك حتى أن تفكر في التفاوض مع أتباع الشيطان أو إجراء تسوية معهم؟

ومن الواضح أنّ حكومة الولايات المتحدة توافق على أنّ التطرف في السعي لتحقيق الهيمنة الإسرائيلية ليس خطأ. وبناءً عليه، فقد زودت "إسرائيل" بالأسلحة والغطاء العسكري اللذين تحتاجهما "لإبادة جميع المتوحشين". وعام 2024، يكشف "مهد الديمقراطية" في الولايات المتحدة عن قلب الظلام الخاص به.

البحث مرة جديدة في الحروب العالمية التي جعلت الولايات المتحدة "عظيمة"

عند التمعن في الحربين العالميتين الأولى والثانية، فإننا نميل إلى النظر إليهما على أنهما حدثان منفصلان، وليسا مرتبطين بشكل وثيق. وقد دارت رحى إحداهما في الفترة من عام 1914 حتى عام 1918، والأخرى في الفترة من عام 1939 حتى عام 1945. والأميركيون أكثر دراية بالحرب العالمية الثانية من الحرب العالمية الأولى. ومن كلتا الحربين، خرجت هذه الدولة سالمة بشكل مدهش مقارنة بدول أخرى مثل فرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة والصين واليابان. أضف إلى ذلك الأسطورة المطمئنة التي تقول إنّ "أعظم جيل" في أميركا فاز بالحرب العالمية الثانية، وبالتالي أنقذ الديمقراطية (و"أنقذ الجندي رايان" أيضاً).

ومع ذلك، ربما ينبغي لنا أن نتخيل سنوات الصراع تلك، 1914-1945، باعتبارها حرباً أهلية أوروبية (مع إلقاء جناح آسيوي في المرة الثانية)، أو حرب ثلاثين عاماً جديدة اندلعت على مسرح عالمي أدت إلى زوال القوى الإمبراطورية في أوروبا ونظيرتها الآسيوية وصعود الإمبراطورية الأميركية كبديل لها.

لقد هُزمت النزعة العسكرية والقومية الألمانية، ولكن بتكلفة باهظة، وخصوصاً بالنسبة إلى روسيا في الحرب العالمية الأولى والاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية. في المقابل، أصبحت الإمبراطورية الأميركية، على عكس الرايخ الثاني والثالث في ألمانيا أو القوة الإمبراطورية اليابانية، لبعض الوقت قوة مهيمنة عسكرية عالمية غير مقيدة مع الفساد الحتمي المتأصل في الرغبة في السلطة شبه المطلقة.

لقد تركت المستويات الهائلة من الدمار التي حلت بهذا الكوكب نتيجة حربين عالميتين فرصة لواشنطن لمحاولة الهيمنة في كل مكان، فأقامت قواتها العسكرية نحو 750 قاعدة خارجية لضمان وصولها العالمي المطلق، ناهيك بالقوة البحرية التي أنشأتها، والتي تركزت على حاملات الطائرات لاستعراض القوة والغواصات النووية في حال حدوث معركة "هرمجدون" العالمية، والقوات الجوية التي رأت في السماء المفتوحة ذريعة لتدريباتها الخاصة في استعراض القوة المجردة. ويمكن إضافة القوة الاقتصادية والمالية العالمية للولايات المتحدة، معززة بالهيمنة الثقافية التي تحققت من خلال هوليوود والرياضة والموسيقى وما شابه ذلك لبعض الوقت.

كل ذلك لا يعني أنّ الولايات المتحدة خرجت من الحرب العالمية الثانية من دون منازع، فقد كانت الشيوعية بمنزلة الشبح الذي يطارد قادتها، سواء في الاتحاد السوفياتي، أو الصين، أو جنوب شرق آسيا (خاضت في الستينيات وأوائل السبعينيات حرباً خاسرة كارثية، وهي الأولى من بين حروب متعددة لاحقة، في فيتنام، ولاوس، وإيطاليا، وكمبوديا). وكان الخوف من الشيوعية يخيّم على كل مكان. ولفترة من الوقت، كانت الشيوعية، في شكلها السوفياتي، تهدد بالفعل سعي الرأسمالية الجامح لتحقيق الأرباح، الأمر الذي ساعد المسؤولين الأميركيين على إنشاء دولة حرب داخلية دائمة لاحتواء هذا التهديد وإبعاده.

وقد أدى انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 إلى محو هذا الخوف، لكنه لم يمحُ حالة الحرب الدائمة التي صاحبته، إذ بحثت واشنطن عن أعداء جدد لتبرير ميزانية البنتاغون التي لا تزال حتى اليوم ترتفع نحو تريليون دولار. وبطبيعة الحال (وعلى نحو كارثي بشكل ملحوظ)، وجدتهم، سواء في أفغانستان أو العراق أو أماكن أخرى كثيرة في حالة الحرب العالمية المكلفة وغير المجدية في نهاية المطاف على الإرهاب في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

وخسارة حروبها إلى الأبد (أو على الأقل عدم الفوز بها) تثير التساؤل التالي: ما الذي سيحل محلها؟ ماذا سيحدث مع استمرار أميركا الإمبراطورية في التراجع، مثقلة بالديون الهائلة والتجاوزات الاستراتيجية، ومصابة بالشلل من الداخل من قبل طبقة جشعة من القلة التي تتخيل نفسها الطبقة الأرستقراطية الأميركية الجديدة؟ وهل يؤدي هذا التراجع إلى الانهيار أم أنّ مسؤوليها قادرون على تنظيم هبوط سلس؟

في الحربين العالميتين الأولى والثانية، قاتل الأوروبيون بمرارة من أجل الهيمنة على العالم، مدعومين بالنزعة العسكرية والقومية والعنصرية والجشع. وقد عانوا نتيجة ذلك، لكنهم تعافوا حتى لو كانت الدول أقل قوة بكثير، فهل تتمكن الولايات المتحدة من كبح جماح نزعتها العسكرية وقوميتها وعنصريتها وجشعها في الوقت المناسب؟

وبالطبع، هناك دائماً خوف من احتمال اندلاع حرب عالمية مرة جديدة في المستقبل، ما يزيد إمكانية استخدام الأسلحة النووية من الترسانات العالمية التي يتم "تحديثها" دائماً واحتمال نهاية معظم أشكال الحياة على الأرض. هذه قضية تستحق تسليط الضوء عليها، إذ تواصل الولايات المتحدة "استثمار" مبالغ كبيرة في إنتاج المزيد من الأسلحة النووية، حتى في ظل تصعيد التوترات مع القوى النووية مثل روسيا والصين. وعلى الرغم من أنّ حرباً نووية يمكن الفوز بها بين القوى العظمى على هذا الكوكب تُعد أمراً مستحيلاً، فإنّ ذلك لم يمنع بلادي من الدفع نحو نسخة من التفوق النووي (متخفية بالطبع في هيئة "الردع").

جعل أميركا عقلانية مرة جديدة

لقد سهّلت الحروب العالمية التي اندلعت في القرن الماضي هيمنة الولايات المتحدة العالمية بكل أبعادها تقريباً، فكانت هذه إرثها الوحيد. ولم تقم أي دولة أخرى في التاريخ، من دون سخرية أو تواضع، بتقسيم العالم إلى قيادات عسكرية مقاتلة مثل أفريكوم لأفريقيا، والقيادة المركزية الأميركية (سانتكوم) للشرق الأوسط، والقيادة الشمالية (نورث كوم) هنا في الوطن.

وهناك أيضاً أوامر "عالمية" للأسلحة النووية الاستراتيجية والهيمنة السيبرانية، بل وحتى الهيمنة على الفضاء. ويبدو أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تجعل الولايات المتحدة دولة "آمنة" هي السيطرة على كل شيء في كل مكان في وقت واحد. هذا الطموح المجنون والمجد الباطل كانا السبب في جعل الولايات المتحدة الدولة "الاستثنائية" على المسرح العالمي.

إنّ هذا السعي اللامحدود للهيمنة، المتخفي بشكل سخيف في صورة ديمقراطية مفيدة، بات اليوم يتآكل بشكل واضح. وقد يتفكك بشكل تام قريباً. وعام 2024، يبدو جلياً أنّ الولايات المتحدة لم تعد تهيمن على العالم، حتى لو كان مجمعها العسكري الصناعي المدعوم من الكونغرس (MICC) يهيمن بالفعل على وضعها الأمني الوطني (غير) الأمني، وبالتالي على البلاد بشكل مطرد. والمفارقة أنّ هزيمة النزعة العسكرية الأوروبية في حربين عالميتين لم تؤد إلا إلى تسريع نمو النزعة العسكرية والقومية الأميركية، ما جعل القوة العظمى الوحيدة في العالم لعقود من الزمن الدولة الأكثر رعباً بالنسبة إلى الكثير من الشعوب خارج حدودها. 

ولنتفكر في الولايات المتحدة التي خرجت من الحرب العالمية الثانية مصابة بما يمكن تسميته داء النصر. وقد شهدت السنوات الثمانون الأخيرة تقريباً من سياستها الخارجية تطوراً ملحوظاً لهذا "الداء"، على الرغم من الافتقار إلى الانتصارات الفعلية (ما لم تُحسب المغامرات الصغيرة مثل غزو غرينادا). بعبارة أخرى، خرجت الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية قوة اقتصادية ومالية وثقافية هائلة بشكل متفرد، حتى إنّ الهزائم العسكرية اللاحقة لم تعد ذات أهمية.

وبالرغم من تضاؤل ​​قوة الولايات المتحدة الاقتصادية والمالية والثقافية في هذا القرن، إلى جانب موقفها الأخلاقي (تدبّر في اعتراف الرئيس أوباما الفظ: "لقد عذبنا بعض الشعوب"، إلى جانب دعم الإبادة الجماعية المتواصلة من الجانب الإسرائيلي)، فإن الحكومة تواصل مضاعفة إنفاقها العسكري، إذ تتجاوز ميزانيات البنتاغون وتكاليف "الأمن القومي" المرتبطة بها اليوم بشكل كبير مبلغ تريليون دولار سنوياً، حتى مع استمرار تزايد شحنات الأسلحة ومبيعاتها. بعبارة أخرى، أصبحت الحرب عملاً تجارياً ضخماً في الولايات المتحدة، أو كما وصفها الجنرال سميدلي بتلر قبل 90 عاماً، "ابتزازاً" من الدرجة الأولى.

اقرأ أيضاً: "TomDispatch": المجمع الصناعي العسكري الأميركي.. القوة الأكثر تدميراً في العالم

والأسوأ من ذلك أنّ الحرب، مهما طال أمدها أو حتى تم الاحتفال بها، قد تكون التعريف الدقيق للجنون، أو السم القاتل للديمقراطية. لكن لا تخبر المجمع العسكري الصناعي المدعوم من الكونغرس وجنوده والمعسكرات التابعة له بذلك.

ومن المفارقة أنّ ألمانيا واليابان، اللتين نسبت الولايات المتحدة الفضل إليهما في هزيمتهما التامة في الحرب العالمية الثانية، وإرغامهما على الاستسلام غير المشروط، ظهرتا بمرور الوقت في وضع أفضل بكثير، فلا تعتبر أي منهما مثالية، لكنهما كانتا قادرتين إلى حد كبير على تجنب النزعة العسكرية والقومية والتحريض المستمر على الحرب الذي يصيب الديمقراطية على الطريقة الأميركية اليوم ويضعفها.

ومهما قيل عن ألمانيا واليابان عام 2024، فإنّ أياً منهما لا يميل بأي شكل من الأشكال إلى الهيمنة الإقليمية أو العالمية، ولا يتفاخر قادتهما بامتلاك أفضل جيش في تاريخ البشرية، فقد تفاخر الرؤساء الأميركيون، من جورج دبليو بوش إلى باراك أوباما، بامتلاكهم "أفضل" جيش من دون منازع. أما الألمان واليابانيون، فبعدما أدركوا الثمن الباهظ والمؤلم لمثل هذا التفاخر، أبقوا أفواههم مغلقة.

يؤمن أخي بمقولة: "تجنّب الغرور والتزم بالحقائق". وعندما ننظر إلى الحقائق، نجد أن السعي وراء الهيمنة العالمية كان يدفع الإمبراطورية الأميركية نحو الهاوية، فـ"أفضل" الجيوش خسر بشكل كارثي في ​​فيتنام في القرن الماضي، وفي أفغانستان والعراق في هذا القرن. كما خسر عملياً حربه العالمية على "الإرهاب" التي أعلنها بنفسه، وهو يواصل خسارته في سعيه المحموم إلى التفوق في كل مكان.

إذا التقينا شخصاً يرتدي البزة العسكري، ويصرّ على أنّه نابليون، ويتفاخر بأنّ حرسه الإمبراطوري هو الأفضل في العالم، وأنّه قادر على حكم العالم، فإننا بطبيعة الحال سنشكك في سلامة عقله، فلماذا لا نشكك في سلامة العقل الجماعية للنخب العسكرية ونخب السياسة الخارجية في الولايات المتحدة؟

لا يحتاج هذا البلد إلى أن يصبح عظيماً مرة أخرى، بل يحتاج إلى أن يصبح عاقلاً مرة أخرى من خلال رفض الحروب والأسلحة المصاحبة لها، لأننا في حال واصلنا اتباع مسارنا الحالي، فإن الجنون قد يصيبنا حقاً، كما هو الحال في العبارة الكلاسيكية للأسلحة النووية: التدمير المؤكد المتبادل.

لقد رقّى قادة الولايات المتحدة أنفسهم إلى منصب أشبه بالإله. ويقول الإله الأميركي العسكري: ليمت أطفال غزةبسبب القنابل والقذائف المصنوعة هنا في الولايات المتحدة الأميركية، والتي يتم شحنها إلى "إسرائيل".

نقلته إلى العربية: زينب منعم

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.