"wsws": التصعيد الأميركي ضد إيران يهدد بحرب شاملة في الشرق الأوسط

تمضي إدارة بايدن بتهور مذهل في عدوانها الحربي الجديد، مما يؤجج حرباً إقليمية تهدد بجذب العالم بأسره إلى ميادينها، لأن حرباً أميركية واسعة النطاق مع إيران من شأنها أن تخلف عواقب إنسانية وسياسية واقتصادية كارثية.

  • مدمرة أميركية في البحر الأحمر (أرشيف)
    مدمرة أميركية في البحر الأحمر (أرشيف)

تحت عنوان: "التصعيد الأميركي ضد إيران يهدد بحرب شاملة في الشرق الأوسط"، نشر موقع "wsws" الأميركي مقالاً للكاتب أندريه دامون، تحدث فيه عن الاعتداءات الأميركية الأخيرة في الشرق الأوسط، وأنّها تعد عنصراً حاسماً في حرب عالمية تستهدف روسيا والصين.

فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

في الأسبوع الماضي نفذت الولايات المتحدة غارات جوية على 7 مواقع في جميع أنحاء العراق وسوريا، فيما وصفه مسؤولون أميركيون بأنها بداية أسابيع أو حتى أشهر من الهجمات في جميع أنحاء المنطقة. وخلال الأيام الماضية، تابعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عدوانهما المشترك بالمزيد من الغارات الجوية ضد حكومة وشعب اليمن.

"تمثل الهجمات بداية، وسيكون هناك المزيد منها في الأيام المقبلة"، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في برنامج (حالة الاتحاد) على شبكة "سي إن إن". وبعبارة أخرى، فإن حرب الولايات المتحدة التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط، والتي قتلت الملايين من الناس ودمرت مجتمعات بأكملها على مدى العقود الثلاثة الماضية، تدخل مرحلة جديدة أكثر فتكاً وإجراماً.

يوضح المسؤولون الأميركيون أن الهدف الرئيسي للهجوم العسكري الأميركي هو إيران. وفي برنامج "واجه الصحافة" يوم الأحد، سئل سوليفان مباشرة عما إذا كانت الولايات المتحدة ستستبعد شن ضربات داخل إيران. أعلن سوليفان أنهم لن يفعلوا ذلك، قائلاً: "لن أخوض في ما هو مطروح على الطاولة وخارج الطاولة عندما يتعلق الأمر بالرد الأميركي".

رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، وجه تهديداً أكثر وضوحاً بمهاجمة إيران. عندما سئل: "هل تريد أن ترى ضربات داخل إيران؟"، أجاب جونسون:" لا ينبغي أن يكون خارج الطاولة".

كان الهدف من الظهور المتتالي لمسؤولي كل من البيت الأبيض الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ومجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون هو نقل الإجماع داخل المؤسسة السياسية الأميركية على تصعيد الحرب في المنطقة.

تمضي إدارة بايدن بتهور مذهل في عدوانها الحربي الجديد، مما يؤجج حرباً إقليمية تهدد بجذب العالم بأسره إلى ميادينها. فإن حرباً أميركية واسعة النطاق مع إيران من شأنها أن تخلف عواقب إنسانية وسياسية واقتصادية كارثية، وأن تطغى حتى على حمام الدم الناجم عن غزو العراق عام 2003.

كل تصريح يدلي به البيت الأبيض لتبرير هذه الحرب هو كذبة. وحين يعلن أنه لا يسعى إلى الحرب مع إيران، يفعل ذلك لتبرير عدوانه غير القانوني على أنه عمل "دفاعي" لحماية القوات الأميركية وليس تصعيداً. مع أن وجود هذه القوات في المنطقة ليس إلا استمراراً لعقود من الحروب الأميركية الدموية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتي قتلت أكثر من مليون شخص، بالترافق مع استخدام منهجي ومتعمد للتعذيب كسياسة حكومية. ولا تزل الولايات المتحدة تنشر أكثر من 45 ألف جندي أميركي في جميع أنحاء المنطقة، إلى جانب عشرات السفن الحربية ومئات الطائرات العسكرية.

تعد الاعتداءات الأميركية الأخيرة في الشرق الأوسط عنصراً حاسماً في حرب عالمية تتكشف، تستهدف روسيا والصين، وإيران الواقعة في قلب أوراسيا بشكلٍ أساسي، كعنصر حاسم في حملة الولايات المتحدة للهيمنة العسكرية العالمية.

وفي جهودها لتطويق الصين عسكرياً وخنقها اقتصادياً، تسعى واشنطن إلى دق إسفين بين بكين وإيران، التي تعد مورداً رئيسياً للنفط إلى الصين.

وأحد العوامل الرئيسية في التحريض على التصعيد ضد إيران هو الانتكاسة الهائلة التي عانت منها الولايات المتحدة والقوى الإمبريالية الأوروبية في أوكرانيا حتى في الوقت الذي تضاعف فيه الإمبريالية الأميركية معركتها ضد روسيا حتى آخر أوكراني، تفتح جبهة أخرى في الحرب العالمية.

في ظهوره يوم الأحد، كان سوليفان حريصاً على الإشارة إلى أن الضربات الأميركية ضد اليمن والصراع مع إيران "لا علاقة لها على الإطلاق بإسرائيل". هذه أيضاً كذبة.

أعطت إدارة بايدن لـ "إسرائيل" الضوء الأخضر لتدمير غزة، ومن أجل مساعدتها تشن الولايات المتحدة حروبا في سوريا واليمن والعراق، وتطمح أن تصل إلى إيران، كي يتم تغطية "الحل النهائي للقضية الفلسطينية" الذي تمارسه "إسرائيل"، من خلال المذابح وطرد سكان غزة. فالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين تشكل عنصراً حاسماً في حملة الولايات المتحدة الرامية إلى إعادة تنظيم الشرق الأوسط تحت هيمنتها.

بعد أقل من 10 أيام من أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حذر "موقع الاشتراكية العالمي"، من أن الولايات المتحدة تستخدم الأزمة الحالية لتنفيذ خطط طويلة الأمد لحرب مع إيران، كجبهة شرق أوسطية للحرب الأميركية مع روسيا وخطط الحرب ضد الصين ". وإن الأسطول الضخم الذي أرسلته الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط لم يكن مجرد" استعراضاً للقوة ". كان من المفترض أن يتم استخدامه. ومنذ ذلك الحين، حشدت الولايات المتحدة هذا الأسطول لقصف العراق وسوريا بشكلٍ متكرر، في حين أصبح العدوان على اليمن حدثاً يومياً تقريباً.

تواجه الإمبريالية الأميركية أزمة داخلية مذهلة، حيث تتفكك أشكال الحكم الديمقراطي تحت ضغط عدم المساواة الاجتماعية الهائلة والآخذة في التوسع. وحتى في الوقت الذي يتخبط فيه المجتمع في صراع مرير بين القوى المختلفة، يتفاقم الأمر بسرعة إلى أزمة دستورية واسعة النطاق، فإن كلا الحزبين السياسيين الأميركيين يلتزمان بتصعيد هائل للحرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.

الأزمة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة هي عامل رئيسي في الانفجار العالمي للإمبريالية الأميركية وكلما تعمقت الأزمة، كلما أصبحت الحكومة الأميركية أكثر عدوانية في الخارج، وإن التهور الوقح الذي تصعد به إدارة بايدن الحرب أصبح واقعاً وقدراً ، بعد التسريح المنهجي لممثلي الطبقة العاملة من قبل أجهزة النقابات، قبل الإعلان عن تأييد عمال السيارات المتحدين لجو بايدن، بالقول،" سيدي الرئيس، حان الوقت لنا للذهاب إلى الحرب".

هذا البيان التهديدي، يوضح الدور الذي تلعبه النقابات الأميركية في الانفجار العالمي للنزعة العسكرية لبلادهم.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.